المراقبون الدوليون ينسحبون من حلب بسبب كثافة المعارك

العقيد الأسعد لـ «الشرق الأوسط»: المدينة تحت السيطرة.. والنظام يتكبد خسائر فادحة

عنصر بالجيش الحر ينطلق في حي صلاح الدين للاشتباك مع القوات النظامية أمس (رويترز)
TT

في مؤشر قوي على تصاعد أعمال العنف والمعارك في مدينة حلب بشكل غير مسبوق، أعلنت الأمم المتحدة أمس أن بعثة مراقبيها في سوريا المتمركزين في حلب غادروا هذه المدينة في شمال سوريا بسبب كثافة المعارك، إلى دمشق، حيث المقر العام لبعثة الأمم المتحدة. وقالت المتحدثة باسم قسم عمليات حفظ السلام جوزفين غويريرو إن «الأمر يتعلق بنقل مؤقت بسبب تدهور الشروط الأمنية»، علما بأن المراقبين علقوا معظم عملياتهم منذ منتصف يونيو (حزيران) الماضي وتقلص عددهم إلى النصف، أي إلى 150 مراقبا فقط في يوليو (تموز) الماضي.

وبالتزامن رد قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد على ما قال إنها «شائعات يحاول النظام دسها لاستثمارها إعلاميا، على غرار إعلانه أن المعارك لم تبدأ بعد في حلب»، مؤكدا أن «قوات النظام تتكبد خسائر فادحة خلال محاولاتها اقتحام عدد من الأحياء في المدينة»، وموضحا أن النظام «الذي زج بكل إمكانياته العسكرية والأمنية في المدينة فشل حتى الساعة في تحقيق أي تقدم يذكر؛ في ظل نجاح عناصر الجيش الحر في التصدي لكل محاولاته»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «حلب تحت السيطرة، ونحن نخوض حرب عصابات.. وهمنا حاليا تدمير المقرات الأمنية للنظام على أن يتم السيطرة على المدينة تلقائيا».

ميدانيا، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «اشتباكات عنيفة تدور في عدد من أحياء مدينة حلب بين القوات النظامية والثوار السوريين، بينما تتعرض أحياء أخرى للقصف»، موضحا أن «اشتباكات تدور بالقرب من فرع المرور في منطقة باب أنطاكية وقرب نادي الجلاء» في حي العزيزية في وسط حلب تقريبا، وذلك بعد «اشتباكات عنيفة جدا» في أحياء باب جنين والعزيزية والسبع بحرات في الوسط أيضا والقصر العدلي في حي جمعية الزهراء (غرب المدينة)، بينما تعرضت أحياء الشعار والصاخور والقاطرجي (شرق) صباح يوم أمس لقصف عنيف من القوات النظامية.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن القوات النظامية تستخدم الطيران المروحي في القصف، مشيرة إلى أن القصف شمل أيضا حي مساكن هنانو (شرق المدينة).

وتحدث ناشطون سوريون عن أن أحياء بستان القصر وسيف الدولة ومساكن هنانو والصاخور وحي القصلية وصلاح الدين بالمدينة تتعرض لقصف عنيف، كما أكدوا تواصل الاشتباكات العنيفة بين الجيشين النظامي والحر في حي الكلاسة وحول ساحة سعد الله الجابري وقرب القصر البلدي، حيث اقتحم عناصر الجيش الحر مبنيي الأمن الجنائي والجيش الشعبي، وقتلوا وأصابوا أكثر من عشرين عنصرا من قوات الأمن والشبيحة.

في المقابل، تحدث التلفزيون الرسمي السوري عن اشتباك القوات النظامية مع «المجموعات الإرهابية المدعومة بالمال والسلاح» في أحياء المارتيني وباب الحديد ومساكن هنانو وبالقرب من كلية العلوم بحلب، لافتا إلى أنها قتلت العشرات منهم وألقت القبض على عدد آخر بعضهم من جنسيات عربية وأجنبية.

وكانت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من السلطات ذكرت أن «الجيش يمهد للحسم بعمليات نوعية في حلب»، وتوقعت الصحيفة الثلاثاء أن يصدر الجيش السوري أوامره «خلال الساعات المقبلة بعدما جرى استكمال التعزيزات العسكرية»، موضحة أن الجيش «بدأ عمليات نوعية تمهيدية ضد المسلحين أفضت إلى مقتل العشرات منهم في أحياء مختلفة من المدينة».

بدوره توقع المعارض السوري عضو «المنبر الديمقراطي السوري» فايز سارة أن يباشر الجيش النظامي هجومه على حلب قريبا، وأشار إلى أن «النظام ميال إلى الحسم العسكري، ليس في حلب وحدها بل في كل مكان من سوريا»، إلا أنه شكك في قدرة المعارضة المسلحة على الحسم بسبب تمتع الجيش النظامي بالتفوق العسكري «من خلال عمليات القصف والتدمير الواسعة النطاق.. في حين أن الجيش السوري الحر لديه قدرات تسليحية محدودة».