حملة أمنية واسعة في دمشق وانفجارات عنيفة تهز ريفها

مصدر قيادي في الجيش الحر لـ «الشرق الأوسط»: العاصمة مشتعلة ومناوشات في كل المناطق دون استثناء

عائلات هاربة من جحيم الاشتباكات والقصف على إدلب (رويترز)
TT

عاد بالأمس الحراك الثوري وبقوة إلى قلب العاصمة السورية دمشق، ردا على ما قال ناشطون إنها حملة أمنية واسعة شنتها قوات الأمن السورية التي نفذت حملة دهم لأحياء المزة والمهاجرين وشارع بغداد وسط انتشار كثيف لحواجز الجيش السوري حول حي التضامن.. في الوقت الذي أكدت فيه جهات متعددة من المعارضة السورية أن مدفعية النظام استمرت في قصفها العنيف على بلدات كثيرة في درعا وإدلب وحمص ودير الزور، وقالت لجان التنسيق المحلية إن عدد القتلى يوم أمس فاق الـ140 شخصا.

وبالتزامن، أكد مصدر قيادي في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» أنه «وبعكس ما يشيع النظام عن سيطرته على مجمل مناطق وأحياء العاصمة السورية، وبالتالي عن حسم المعركة هناك، فإن كل دمشق مشتعلة»، لافتا إلى أن «مناطقها وأحياءها في قلب الحراك الثوري»، متحدثا عن «تخفيف الجيش الحر لعملياته العسكرية هناك تفاديا للأعمال الوحشية والهمجية التي اقترفتها قوات النظام بحق المواطنين الآمنين جراء سياسة الأرض المحروقة التي تنتهجها». وقال المصدر إن «المناوشات في كل مناطق وحارات دمشق دون استثناء لمواكبة معارك حلب».

إلى ذلك أفاد ناشطون أن قوات النظام ارتكبت مجزرة جديدة في كفر بطنا بريف دمشق، كما تحدث المركز الإعلامي السوري عن مجزرة حقيقية لقوات النظام في بلدة أريحا بريف إدلب وذلك خلال إفطار أول من أمس الاثنين.

وقال ناشطون إن انفجارات عنيفة هزت ريف دمشق، وبالتحديد مدينة حرستا إلى جانب قصف عشوائي على مدينة معضمية الشام والزبداني وجسرين.

من جهة أخرى، ذكرت شبكة «شام» الإخبارية أن قوات النظام طوقت صباح يوم أمس حي الشاغور بدمشق من كافة الجهات، ثم بدأت بمداهمة المنازل واعتقلت العشرات عشوائيا. وأضافت الشبكة أن تعزيزات كبيرة للجيش وصلت إلى مدينة كفر بطنا بريف دمشق، كما بثت تسجيلا مصورا لقصف على أحياء ببلدتي عربين وجسرين ومناطق من الغوطة الشرقية، وتسجيلا آخر لمظاهرة خرجت في حي باب سريجة بوسط العاصمة فجر يوم أمس للتنديد بقصف الأحياء السكنية.

أما في حمص فقد تجدد القصف العنيف على حي دير بعلبة والخالدية وحي جورة الشياح إضافة إلى انفجارات هزت هذه الأحياء، وفقا للجان التنسيق المحلية.

وفيما أكد الجيش السوري الحر أنه نفذ عمليات عسكرية نوعية خلال الأيام الأخيرة في دير الزور، خاصة في مدينة الميادين حيث قام باقتحام مقر الأمن السياسي، تحدث ناشطون عن حركة نزوح كبيرة بسبب اشتباكات عنيفة بمدينة الميادين بين الجيش الحر وجيش النظام حول مبنى الأمن العسكري وسط أهالي المدينة.

هذا وأفيد عن اقتحام كتائب الجيش السوري الحر في مدينة دير الزور لحقل الورد النفطي حيث أسرت تسعة جنود من جيش النظام بينهم رقيب.

من جهتها، قالت لجان التنسيق المحلية إن عشرة أشخاص، جميعهم نساء وأطفال، قتلوا أول من أمس في منطقة الميادين في دير الزور جراء القصف المتواصل على المدينة التي يسيطر الجيش الحر على معظم أحيائها.

وبث ناشطون صورا لانتشار دبابات الجيش النظامي في مدينة بصر الحرير بمحافظة درعا، مع تواصل القصف المدفعي أثناء الاشتباك مع الجيش الحر، فيما أكدت شبكة شام نزوح العشرات من الأهالي.

وفي إدلب، واصلت المروحيات والدبابات قصفها على مدينة كفرنبل وعلى الحي الغربي بمدينة معرة النعمان، كما تتعرض مدينة أريحا لقصف مماثل لليوم السادس على التوالي.

بالمقابل، اتهمت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» «مجموعات إرهابية» بارتكاب مجزرة بحق عدد من المواطنين والعمال في منتجع جندر بريف حمص، لافتة إلى أن الجهات المختصة لاحقت «فلول مجموعات إرهابية مسلحة» في أحياء حمص القديمة وكبدتها خسائر فادحة.

وقالت «سانا» إن الجهات المختصة في مدينة الميادين بريف دير الزور تصدت فجر يوم أمس لمحاولة مجموعة إرهابية مسلحة الاعتداء على قوات حفظ النظام بالمدينة وتم القضاء على جميع أفرادها. وأضافت: «كما أحبطت الجهات المختصة وقوات حرس الحدود محاولة تسلل مجموعة إرهابية مسلحة من الأراضي اللبنانية إلى سوريا عند موقع العرموطة بريف تلكلخ في ريف حمص وكبدتها خسائر كبيرة».