البرامج «اليوتيوبية» تدخل دهاليز الصراع بين الإعلامين الجديد والتقليدي

TT

كعادة أي جديد، تقع حاليا البرامج «اليوتيوبية» التي شهدت تزايدا وانتشارا غير محدود في الأوساط السعودية وحتى العربية، بين تيارين مختلفين يتمثلان في الإعلامين التقليدي والحديث، إذ يعتبر الإعلاميون الجدد تلك الظاهرة ناجحة بجميع المقاييس، بينما يرى التقليديون منهم أنها لا تعود بأي فائدة على المجتمع السعودي.

عبد الله بلفقيه، أحد مخرجي البرامج «اليوتيوبية» والذي يعمل في هذا المجال منذ نحو ثلاث سنوات، أرجع سبب انتشار هذه النوعية من البرامج إلى محدودية مدتها لكونها لا تتجاوز الـ10 دقائق، وهو ما يدفع بأصحابها إلى تكثيف جرعة «الإثارة» والتنوع بأساليب مختلفة يغلب عليها الطابع الكوميدي الساخر.

وقال بلفقيه خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «تتسم هذه البرامج بتطرقها للواقع الاجتماعي ضمن أفكار تلامس عامة المجتمع، إلى جانب طرق العرض المختلفة، وخصوصا أن موقع (يوتيوب) لا تقتصر متابعته على وقت محدد أو مكان معين في ظل انتشار أجهزة الجوال الذكية أو اللابتوب أو غيرها».

وأفاد عبد الله بلفقيه بأن «يوتيوب» بات يشكل إحدى أهم وسائل التعبير التي قد يلجأ إليها الشباب للتعبير عما في دواخلهم من هموم وأفكار، ولا سيما أن تكلفة إنتاج مثل هذه البرامج «اليوتيوبية» منخفضة جدا مقارنة بما يتم إنتاجه عبر وسائل الإعلام التقليدية.

وحول مدى تأثيرها على المجتمع، علق بلفقيه قائلا «لتلك البرامج دور إيجابي وتوعوي في تغيير عادات الشباب نحو الأفضل، غير أنها في الوقت نفسه قد تعود آخرين على النقد بسبب أو من دون سبب أيضا».

وفي ما يتعلق بالأرباح التي قد يجنيها القائمون على البرامج «اليوتيوبية»، أكد بلفقيه على أن ما يحصلون عليه من أرباح ناتجة عن الرعايات المقدمة لتلك البرامج، إضافة إلى المعلنين الذين يبثون إعلاناتهم عبر هذه المقاطع.

في حين انتقد فيصل يماني، أحد المخرجين التلفزيونيين، هذه النوعية من البرامج على خلفية افتقارها إلى فن الإخراج باعتبارها تعتمد على تثبيت الكاميرا والتحدث أمامها فقط، لافتا إلى أنها لا تهدف إلى أي شيء يفيد المجتمع في ما يتم طرحه من محتوى خلالها، بحسب قوله.

وقال يماني لـ«الشرق الأوسط» إن «معظم البرامج (اليوتيوبية) قائمة على استخدام ألفاظ غير لائقة ينبغي ألا تنتشر بين الناس، فضلا عن التعرض للمسؤولين بشكل مسيء لهم، وهو ما يساهم في رسم صورة سلبية لهم في أذهان المجتمع، ومن ثم التقليل من احترام أي مسؤول».

ودعا فيصل يماني إلى ضرورة استغلال الشباب هذه المكانة والشهرة التي حققوها من خلال برامجهم عبر موقع «يوتيوب» في شيء يستفيد منه الآخرون وعدم تسخير إمكاناتهم في إضاعة الوقت والنقد الذي وصفه بـ«غير الهادف».

من جهته، اعتبر الدكتور أنمار مطاوع رئيس قسم الإعلام في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، البرامج «اليوتيوبية» من أهم البرامج المرتبطة بمفهوم الإعلام الجديد رغم تعدد خطوط الاتفاق والاختلاف حولها، مشيرا إلى أن نقاط التقاطع بين تلك الخطوط تؤكد وجود متابعين ومعجبين لها.