راتشل ماكأدامز : رغبت أن ألعب هذا الدور الجديد بعد أدوار أكثر هدوءا واتزانا

قالت لـ «الشرق الأوسط»: شخصيتي مكتوبة لكي تفعل أي شيء في سبيل الفوز

راتشل ماكأدامز
TT

حفل العرض العالمي الأول لفيلم «عاطفة» لبرايان دي بالما بالكثير من التوقّعات. فهو فيلم العودة لمخرج جيد ورصين، وفيلم أميركي الأسلوب (تبعا لمخرجه) تقع أحداثه في أوروبا ولكونه اقتباسا عن فيلم حديث أخفق معظم النقاد الغربيين قبل سواهم بمشاهدته حين عُرض تجاريا في باريس تحت عنوان «جريمة حب».

لكن التوقع الأكبر كان التالي: إلى أي حد من الصراحة سيسمح الفيلم لنفسه معالجا موضوع علاقات «حميمية» بين بطلتيه راتشل ماكأدامز ونوومي راباس؟ ذلك لأن كل الإعلام السابق للعرض بني على أساس أن الاثنتين تتبادلان علاقات مثلية، الأمر الذي ليس له وجود في الواقع. فالدور الذي تؤديه ماكأدامز هو دور امرأة غارقة في حب نفسها على الرغم من ميولها الجنسية، ونوومي راباس هي امرأة سوية لا تحبّذ مثل تلك العلاقات. هناك الكثير من القبلات التي يستخدمها المخرج من باب الإثارة، لكن لا شيء عينيا لإرضاء ذلك الفريق من المشاهدين.

راتشل ماكأدامز، التي تكاد لا تتوقّف عن التمثيل هذه الأيام (لديها دور في «إلى العجب» أيضا وانتهت من تصوير «حان الوقت» قبل أسبوعين) تتحدّث عن الفيلم وكيف تنظر إلى دورها فيه وذلك في هذا اللقاء الذي تم في لوس أنجليس قبل افتتاح الدورة الحالية لمهرجان «فينيسيا» بأسابيع قليلة.

> هل شاهدت الفيلم الفرنسي الذي تم اقتباس الفيلم عنه؟

- حرصت على أن أفعل ذلك بعدما قرأت السيناريو ولاحظت تقاربهما لكني كنت أيضا مستعدة للعمل مع مخرج أعرف عنه أنه محترف في فن التشويق النفسي وتوقّعت أن يحقق فيلما منفصلا.

> هل استوقفك قيامه ببناء الفيلم على «حكاية حب» بما يغلف حقدا بينك وبين الشخصية التي تؤديها نوومي راباس؟

- نعم. هذا واضح تماما في السيناريو وتوقّعت أن يكون واضحا على الشاشة أيضا. شخصيتي مكتوبة لكي تفعل أي شيء في سبيل الفوز. إنها امرأة بلا قلب معجبة بنفسها وتقدّس السُلطة وليس لها صديق أو صديقة، بل مصالح فقط.

> ما الاختلافات التي وجدتِها بين الفيلمين النسخة السابقة والنسخة الحالية وكلتاهما من إنتاج فرنسي.

- أعتقد أن برايان (المخرج) ذهب إلى حدود لم يشأ ذلك الفيلم الذهاب صوبها. أعتقد أن الفيلم السابق جيّد جدا فيما أراده لنفسه، في حين أن فيلمنا جيّد جدا فيما أراده لنفسه أيضا. أعني أن فيلمنا يختلف. بالنسبة إلي رغبت في أن ألعب بطولة هذا الفيلم وهذه الشخصية تحديدا، كوني في الآونة الأخيرة لعبت شخصيات أكثر هدوءا واتزانا.

> أي نوع من العلاقة أتاح لك الفيلم إقامتها مع نوومي راباس؟ وهل شاهدتها في «الفتاة ذات الوشم التنين»؟

- شاهدتها في أكثر من فيلم بما فيه ذلك الفيلم. لكني أعتقد أن الجمهور لن يتعرّف عليها هنا على أي نحو سابق. هي جديدة فعليا. نعم، أحترمها كثيرا وتحدّثنا طويلا عن بعض المشاهد بحضور المخرج الذي كان حريصا أن نكون فهمنا ما نحن بصدده. لم يكن علينا أن نبدي أي عاطفة حقيقية. كل شيء عليه من البداية أن يبدو جزءا من اللعبة الكبيرة وأعتقد أن هذا ما نجحنا في عكسه فعلا.

> حين قابلتك قبل نحو شهرين كانت أخبار فيلم ترنس مالك وفيلمه الجديد «إلى العجب» منقطعة تماما. لم يكن واضحا متى سنرى الفيلم. لكنه الآن هنا في فينيسيا. كيف تنظرين إلى أسلوبه في العمل وهل يضايقك أنه كتوم ويفرض على ممثليه أن لا يتحدّثوا عن الفيلم مطلقا قبل افتتاحه؟

- سأجيب عن السؤال الثاني أولا. لا يضايقني ذلك بل يمنحني القدرة على تحاشي الرد على أسئلة تتعلّق بالفيلم حتى اللحظة الأخيرة. المسألة لا تزعجني على الإطلاق. بالنسبة للموضوع الثاني فإن أسلوبه جريء ومختلف وأنا أقدّر ذلك. كنت قرأت وسمعت من ممثلين آخرين كيف وجدوا أنفسهم في وضع جديد عندما كانوا لا يعرفون كيف يتعاملون مع ما هو مطلوب منهم.

> بعضهم على الأقل.

- صحيح. حين التقيت تيري سألته كيف علي أن أتصرف. ما المتوقّع مني لأن السيناريو لا يتحدّث عن شخصيات حديثا محددا بل يصورها وهي في حالة معيّنة فقط. أدركت أنه لا حاجة لبناء شخصية ولا حاجة لفهم شخصية بل يكفي أن السيناريو وإدارة المخرج خلال التصوير سيكونان كافيين. دوري قصير وعشقت طريقة تصوير الفيلم لممثليه. فيها حنان كما لو أنها ترسم الممثل بدلا من أن تطلب منه فعل التمثيل ذاته.