قالت مصادر جماعة الإخوان المسلمين أمس إن مباحثات بين إخوان مصر وإخوان العراق جرت أمس في القاهرة، بشأن التعاون المشترك وقضايا المنطقة. وأضافت المصادر أن إياد السامرائي رئيس الحزب الإسلامي العراقي، رئيس البرلمان العراقي السابق، أجرى محادثات مكثفة أمس مع قيادات بجماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة، خلال زيارته الحالية لمصر.
وكان السامرائي قد وصل إلى القاهرة أول من أمس، في زيارة على رأس وفد يضم عددا من أعضاء المكتب السياسي للحزب، الذي يعبر عن جماعة الإخوان في العراق. ومن المقرر أن يلتقي خلال الزيارة التي تستغرق عدة أيام، مجموعة من الشخصيات الرسمية والجماهيرية لبحث العلاقات العراقية المصرية وسبل تدعيمها وتطويرها في كافة المجالات، حسبما ذكر بيان للحزب الإسلامي العراقي.
وزار السامرائي أمس مقر حزب الحرية والعدالة بالقاهرة، حيث التقى بالدكتور عصام العريان القائم بأعمال رئيس الحزب، والدكتور سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب المصري المنحل، وقالت المصادر إن اللقاء تطرق إلى دور مصر على الساحة العربية خلال الفترة المقبلة، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والعراق على كافة المستويات.
وطالب السامرائي باستخدام الدبلوماسية والإقناع مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، قائلا: «لا يمكن ممارسة الضغط على النظام السوري». وأضاف في تصريحات له إن العراقيين ينظرون بتقدير كبير إلى الإنجازات الكبيرة التي حققتها الثورة المصرية خلال الأشهر الماضية، موضحا أن ذلك تم بفضل وعي المصريين وتعاونهم من أجل إعادة بناء بلدهم.
وأشاد السامرائي بنجاح الرئيس المصري محمد مرسي في تجاوز كثير من العقبات التي واجهته، موضحا أن «الجميع يتطلع اليوم إلى عودة الدور المصري المؤثر في محيطه العربي والدولي وهو ما نعمل على المساهمة في إنجاحه عبر التواصل مع الجانب المصري والتعاون سوية لتذليل العقبات التي تقف في طريق ذلك». وزار السامرائي أيضا مقر جماعة الإخوان في منطقة المقطم، حيث التقى بنائبي المرشد محمود عزت وجمعة أمين، بينما غاب عن اللقاء المرشد العام الدكتور محمد بديع لمرضه. وقال السامرائي، في تصريحات عقب الزيارة، إنه وجه الدعوة للدكتور محمد بديع المرشد العام ولأعضاء مكتب الإرشاد لزيارة العراق، مضيفا أن موعد الزيارة لم يتحدد بعد، وأشار إلى أنه قدم اقتراحا لحزب الحرية والعدالة بأن يقوم مرسي بتفعيل مبادرته لحل الأزمة السورية، بالتعاون مع المبادرة التي طرحها وزير الخارجية العراقي.
من جانبه، قال الدكتور محمود حسين الأمين العام للإخوان لـ«الشرق الأوسط» إن «الزيارة كانت ودية وعادية تماما، ولم يحضرها المرشد لمرضه حيث لم يحضر إلى مقر الجماعة أمس، وتم خلال اللقاء الترحيب بالوفد العراقي والتأكيد على أهمية العلاقات المصرية العراقية». ونفى حسين أن يكون هدف الزيارة هو التنسيق لدعم التحركات السنية لمواجهة المد الشيعي في المنطقة خاصة بعد زيارة الرئيس مرسي الأخيرة إلى إيران، والكلمة التي ألقاها في افتتاح قمة دول عدم الانحياز.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن وفدا من الحزب الإسلامي العراقي سيلتقي اليوم بعدد من مساعدي ومستشاري الرئيس مرسي الذين تم تعيينهم مؤخرا، لبحث تطوير العلاقات المشتركة، بالإضافة إلى بحث التنسيق بين الجهود المصرية والعراقية بشأن الوضع في سوريا واستقرار المنطقة.