طالبان ردا على قرار واشنطن إدراج شبكة «حقاني» منظمة إرهابية: لا تأثير له

صبي انتحاري يقتل 6 قرب مقر «الأطلسي» في كابل.. والسلطات تتهم «حقاني»

أفغاني يحمل صورة أحمد شاه مسعود، زعيم تحالف الشمال، في احتفالية بكابول أمس بمناسبة الذكرى 11 لاغتياله في هجوم انتحاري نفذه تنظيم القاعدة (أ.ب)
TT

دانت حركة طالبان أمس الخطوة الأميركية بإدراج شبكة «حقاني» المرتبطة بتنظيم القاعدة على قائمة المنظمات الإرهابية، وقالت إن ذلك لن يكون له أي أثر على العمليات، وهو دليل على هزيمة الولايات المتحدة في أفغانستان.

وفي بيان لطالبان على موقع «تويتر»، قالت الحركة إنه «لا توجد مجموعة منفصلة في أفغانستان تحمل اسم شبكة حقاني»، مضيفة أن مؤسس الشبكة ومقاتليها موالون بشكل تام لزعيم طالبان الملا عمر.

وقالت حركة طالبان، التي تخوض تمردا منذ عشر سنوات ضد قوات الحلف الأطلسي والحكومة الأفغانية، إن إدراج عدد من أعضائها كإرهابيين لم يكن له أي تأثير على العمليات، وأكدت أن «هذا الإعلان الأخير لن يكون له أي تأثير كذلك».

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، أعلنت أول من أمس أنها ستسعى إلى إدراج شبكة «حقاني» على القائمة السوداء، مما يعني أن تزويد الشبكة بأي دعم مادي سيعتبر جريمة، إضافة إلى تجميد أي ممتلكات أو مصالح لها في الولايات المتحدة.

وتحمل الولايات المحتدة حركة «حقاني» مسؤولية الهجوم على فندق في كابل في يونيو (حزيران) الماضي وحصار السفارة الأميركية في 2011 وهجوم على عناصر وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) في 2009 يعد الأكثر دموية في 25 عاما.

وقالت طالبان إن «الإمارة الإسلامية ليست لها أي اتفاقات تجارية مع أي شركة أو فرد أميركي، كما أنه ليس لديها أي أموال نقدية هناك يمكن تجميدها».

وأضافت أن «هذا العمل الجبان الذي قمتم به بإدراج مجاهدي الإمارة الإسلامية على ما يسمى القائمة السوداء، يدل على هزيمتكم التامة».

وأورد البيان أن هذه الخطوة الأميركية ستقوي تصميم طالبان على قتال الأميركيين.

وشبكة «حقاني» التي تأسست في ثمانينات القرن الماضي في أفغانستان لمحاربة السوفيات هي فصيل لطالبان أفغانستان. والمجموعة معروفة بقربها من القاعدة وبهجماتها الدامية في أفغانستان، التي جعلتها العدو الأول لواشنطن.

ويتحصن عناصرها إلى الجانب الآخر من الحدود الأفغانية الباكستانية في المناطق القبلية شمال غربي باكستان.

ويثير قربها من السلطات الباكستانية، الذي لم يتم نفيه أبدا بحسب المحللين، انزعاج واشنطن التي ترى فيه رمزا للعبة مزدوجة تمارسها باكستان المتهمة بدعم طالبان أفغانستان، للحفاظ على مصالحها في أفغانستان بعد انسحاب الحلف الأطلسي نهاية 2014 وربما التصدي للنفوذ الهندي خصمها التقليدي.

وكان قائد أركان الجيش الأميركي الأسبق مايكل مولن، اعتبر في سبتمبر (أيلول) 2011 أن «حقاني» هي «الذراع العسكرية الحقيقية» لباكستان في أفغانستان، مشيرا بذلك بأصابع الاتهام إلى أجهزة المخابرات الباكستانية القوية.

ولكن رغم الضغوط الأميركية، فإن إسلام آباد رفضت باستمرار تنفيذ هجوم بري على مجموعة «حقاني» في المناطق القبلية.

وفي غضون ذلك، شن مهاجم انتحاري يبلغ من العمر 14 عاما هجوما بعبوات ناسفة قرب مقر حلف شمال الأطلسي المحصن في العاصمة الأفغانية كابل أمس، مما أسفر عن مقتل ستة مدنيين بينهم أطفال.

وكان المهاجم يرتدي سترة ناسفة وقاد دراجة صوب بوابات مقر الحلف مما يوضح قدرة المسلحين على مهاجمة قلب العاصمة الأفغانية قبل انسحاب معظم القوات الأجنبية القتالية بنهاية عام 2014.

وانتشرت أشلاء ودماء في الشارع قرب القاعدة حيث شوهدت جثث أطفال تنقل إلى عربات إسعاف. ويبيع عدد من الأطفال حليا وعلكة عند قواعد القوات الأجنبية لكسب المال.

وهرعت نساء إلى مكان الهجوم وقلن وهن يبكين إنهن أمهات الأطفال القتلى.

وقالت شرطة كابل في بيان لوسائل الإعلام إن المهاجم يبلغ من العمر 14 عاما إلا أنها لم تذكر المزيد من التفاصيل.

وأعلنت حركة طالبان المسؤولية عن الهجوم، إلا أنها نفت إرسال مهاجم صغير قائلة: إن «المهاجم يبلغ من العمر 28 عاما وكان يستهدف مكاتب وكالة المخابرات المركزية الأميركية في كابل».

وأدانت قوة المعاونة الأمنية الدولية (إيساف) التي يقودها حلف شمال الأطلسي استخدام الأطفال، وقال المتحدث باسمها البريجادير جنرال جانتر كاتز: «إرغام شبان تحت السن على القيام بأعمالهم الجبانة يثبت من جديد أسلوب المسلحين الخسيس»، حسبما أوردته وكالة «رويترز».

وقالت السفارة الأميركية في بيان «إن استخدام أكثر الشخصيات حساسية وضعفا مثل المراهقين لتنفيذ مثل هذه الهجمات يكشف عن حقيقة هؤلاء المسلحين».

وصرح صديق صديقي المتحدث باسم وزارة الداخلية بأن 6 مدنيين قتلوا في الهجوم الذي وقع قبل الظهر وأصيب 5 بينهم أطفال.

وجرى تعزيز الإجراءات الأمنية في شتى أنحاء العاصمة في الوقت الذي يجرى فيه الإعداد لإحياء الذكرى الحادية عشرة لمقتل أحمد شاه مسعود بطل حرب الثمانينات ضد الاحتلال السوفياتي والمعارض فيما بعد لحركة طالبان.

وقتل مسعود في التاسع من سبتمبر (أيلول) على يد اثنين من متشددي تنظيم القاعدة (انتحلا شخصية صحافيين).

وانفجار أمس هو أحدث مثال على قدرة المتشددين على ضرب أكثر المناطق تأمينا في العاصمة الأفغانية حتى بعد أكثر من 10 سنوات من القتال ضد القوات الغربية التي تمتلك قوة جوية كبيرة.

وألقى الرئيس الأفغاني حميد كرزاي باللوم على مسؤولي المخابرات الأفغانية وحلف الأطلسي للفشل في منع أحدث هجوم كبير للمسلحين في كابل عندما اقتحم مجموعة من المسلحين مبان في الحي الدبلوماسي في أبريل (نيسان) مما أسفر عن مواجهة دامت 18 ساعة بين قوات الأمن والمتشددين.

وكان صديقي تكهن على صفحته على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي على الإنترنت أن تكون شبكة حقاني هي التي نفذت هجوم الأمس.\