غموض يلف مصير المخطوفين السوريين والتركي لدى آل المقداد بعد مداهمة للجيش

مصدر عسكري نفى أن تكون العملية هادفة لتحرير المخطوفين.. وماهر المقداد يؤكد: الاتصال مع الفارين مقطوع

TT

يلف الغموض مصير المواطن التركي طوفات تيكين وأربعة سوريين اختطفوا قبل أسابيع على أيدي عشيرة آل المقداد اللبنانية أول من أمس، مع إعلان أمين سر الرابطة ماهر المقداد أن «الأشخاص المكلفين بحماية المخطوفين والاهتمام بهم اختفوا بعد دخول الجيش إلى الحي»، وذلك إثر اشتباكات بين الجيش اللبناني وأفراد من العشيرة شهدتها منطقة الرويس في الضاحية.

وأكد ماهر المقداد لـ«الشرق الأوسط»: «إننا لا نعرف شيئا عن المخطوف التركي أو المخطوفين السوريين الأربعة لدينا، بعد اختفاء الأشخاص الموكلين بحمايتهم والاهتمام بهم»، مشيرا إلى أن هؤلاء «فروا مع المخطوفين إلى مكان آمن لا نعرفه، بعد أن قامت دوريات من الجيش اللبناني بدهم الحي»، مشددا على أن «الاتصال بهم مقطوع، لأنهم هم من يبادر عادة إلى الاتصال بنا، كونهم لا يحملون أجهزة جوالة». ولفت إلى أن هؤلاء الفارين «قد يعودون بعد أن يطمئنوا إلى أن الجيش اللبناني أوقف دورياته الراجلة في الحي بحثا عن المطلوبين».

وكان حي آل المقداد في الرويس شهد تطورا أمنيا تخلله إطلاق نار بين الجيش اللبناني وأفراد قيل إنهم من العائلة، عندما داهمت قوة من الجيش الحي بحثا عن مطلوبين تنفيذا لاستنابات قضائية، أوقف على أثرها حسن المقداد شقيق ماهر المقداد.

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن «زخات كثيرة من الرصاص سمعت في الحي خلال تبادل إطلاق النار بين الجيش ومسلحين»، مما تسبب في «إقفال مداخل الحي من الجهتين، قبل دخول عناصر الجيش لتنفيذ عمليات الدهم».

ونفى مصدر عسكري في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن تكون المهمة «هادفة إلى تحرير المخطوف التركي أو المخطوفين السوريين لدى آل المقداد»، مؤكدا أن عمليات الدهم «جاءت تنفيذا لاستنابات قضائية صدرت للجيش وسائر الأجهزة الأمنية لمكافحة المظاهر الخارجة عن القانون والتي تؤثر على هيبة الدولة في بيروت والضاحية وطرابلس والبقاع والجنوب». وأضاف المصدر «هناك لبنانيون قاموا بأعمال خطف وحملوا السلاح بشكل علني واعترفوا بخطف مواطنين غير لبنانيين، كما قطعوا الطرقات واعتدوا على حريات الناس وكراماتهم، وعلى هذا الأساس كان التحرك»، مجددا تأكيده أن «التحرك لم يكن لتحرير التركي أو المخطوفين السوريين حصرا، لكن الجيش لو عثر عليهم لعمل على تحريرهم فورا».

وإذ وصف المصدر العملية بـ«الناجحة»، أشار إلى أن قوة الدهم في الجيش «اعتقلت عددا من المطلوبين أحدهم حسن المقداد». وأكد أن مركز الجيش في المنطقة «تعرض لإطلاق نار، لكن ذلك لم يعق العملية»، في إشارة إلى مركز الجيش الذي استُحدث قبل ثلاث سنوات قبالة مدخل حي آل المقداد في الرويس.

وفي سرده لتفاصيل العملية، قال المصدر إنه «خلال المداهمات، وردت معلومات عن مجموعة كانت تفرغ السلاح في أحد الأحياء المتفرعة من موقع المداهمات، فداهمنا المكان على الفور، وضبطنا حمولة من السلاح تقارب حمولة شاحنة (بيك أب)».

في هذا الوقت، أصدرت قيادة الجيش بيانا أشارت فيه إلى أنه «بناء على توجيهات قائد الجيش وتنفيذا للاستنابات القضائية المتعلقة بأعمال الخطف والأحداث الأخيرة التي حصلت على طريق المطار، دهمت قوة من الجيش ليل أمس (أول من أمس) منطقة الرويس والأحياء المجاورة لها في الضاحية الجنوبية، لإلقاء القبض على مطلوبين للعدالة بموجب مذكرات توقيف، وبحثا عن أشخاص مخطوفين، بعد أن أعلن سابقا أفراد من آل المقداد مسؤوليتهم عن خطفهم، وقد أبدى عموم أهالي المنطقة وعائلة المقداد تجاوبهم الكامل مع إجراءات الجيش».

ولفت البيان إلى أنه «تم توقيف عدد من المطلوبين، وتجري ملاحقة آخرين فارين في مختلف المناطق اللبنانية لتوقيفهم والعمل على إطلاق جميع المخطوفين، فيما صودرت خلال عمليات الدهم كميات من الأسلحة والذخائر والأعتدة العسكرية». وأشار البيان إلى أن قيادة الجيش «أطلعت السلطات السياسية المعنية على كامل الإجراءات المتخذة والتي هي بصدد اتخاذها لمتابعة هذه القضية».

من جهته، نفى ماهر المقداد أن يكون المسلحون الذين أطلقوا النار على مركز الجيش من آل المقداد، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن «طرفا مجهولا هو طابور خامس، يحاول الإيقاع بيننا وبين الجيش اللبناني». وإذ أكد أن «الجيش اللبناني هو أهلنا وأولادنا وتاج رأسنا»، شدد على أنه «لن نسمح لأحد بأن يوقع بيننا وبين الجيش، ولن نتورط في أي مواجهة معه».

وعن الحادثة، أوضح المقداد أن «أخي حسن (الذي اعتقله الجيش) كان يعمل على مصالحة شخصين مختلفين، وحصل سوء تفاهم، فألقى عناصر الجيش اللبناني القبض عليه حين وصلوا إلى المكان»، وأضاف «على الأثر، حاول البعض أن يصطاد في الماء العكر بهدف توريطنا في مشكلة مع الجيش، وقام أشخاص لا نعرفهم بإطلاق النار على القوة العسكرية»، مجددا تأكيده «إننا لن نسمح لأحد بأن يدخلنا في مشكلة مع الجيش، كما لن نغطي أحدا من الذين أطلقوا النار عليه».