مؤشرات الفلكيين تشير إلى عدم وجود فرصة لهطول الأمطار على المشاعر المقدسة العام الحالي

رئاسة «الأرصاد» تتفق مع رأي الفلكيين باعتدال أجواء الحج

TT

توقعت جهات رسمية ومتخصصون في الفلك اعتدال أجواء الحج في المشاعر المقدسة خلال موسم الحج لهذا العام، وقال لـ«الشرق الأوسط» الدكتور خالد الزعاق، عضو الجمعية العربية لعلوم الفضاء والفلك، إن فرصة هطول الأمطار على المشاعر بشكل مبدئي «تكاد تكون معدومة، وسيتضح ذلك خلال الأيام العشرة المقبلة»، لافتا إلى أن التوقعات تشير إلى أن الاعتدال هو الأصل في مناخ المشاعر، إذ يميل الجو إلى البرودة الخفيفة ليلا، ويميل إلى الحرارة في النهار.

وتوقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن تتأثر مناطق غرب المملكة بوجود امتداد منخفض البحر الأحمر بعض الأيام المصحوب بكمية كبيرة من بخار الماء، وذلك خلال رصدها لمناخ السعودية على مدار 30 عاما.

وأوضح الدكتور عبد الله الجازع، مدير عام المركز الإقليمي للأرصاد وحماية البيئة بمنطقة مكة المكرمة، مشرف أعمال الحج، أن مرتفعا جويا أثر خلال بعض الأيام وكان مصحوبا بكتلة هوائية باردة أدت إلى انخفاض في درجات الحرارة بصورة مفاجئة، الذي نتج عنه تكون السحب الركامية التي أدت إلى هطول أمطار كانت مصحوبة بعواصف رعدية وأتربة مثارة على فترات ولمدة قصيرة.

جاء ذلك في تقرير صدر عن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، حول الملامح المناخية للمشاعر المقدسة لموسم حج هذا العام، مستندة إلى المعلومات المناخية لثلاثين عاما مضت، وتحليل معلومات الطقس من درجات الحرارة وكميات الأمطار التي تأثرت بها المناطق خلال الأعوام السابقة.

وقال الدكتور الجازع: «خلص التقرير المناخي لمكة المكرمة خلال حج عام 1433هـ وخلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) للفترة من 1985 إلى 2011، إلى أن المنطقة تأثرت بتشكيلات من السحب المنخفضة والمتوسطة والسحب الرعدية الممطرة على المرتفعات مصحوبة برياح هابطة شديدة السرعة، واتسمت الأمطار بالغزارة خلال وقت قصير وعلى مساحات صغيرة ومتفرقة على منطقة مكة المكرمة في عدد من السنوات، نتج عنها جريان السيول، وكان منخفض البحر الأحمر هو العامل المؤثر في هطول تلك الأمطار خلال أوائل وبعد منتصف الشهر».

وأظهر التقرير أن المناخ العام كان ساخنا نهارا ومعتدلا ليلا، بينما هبت الرياح السطحية جنوبية غربية بمعدل سرعة 6 كلم في الساعة، وتم تسجيل أعلى سرعة للرياح الهابطة من السحب الرعدية 90 كلم في الساعة، وكان اتجاهها شماليا.

أما بالنسبة للرؤية الأفقية، فتراوحت ما بين 10 إلى 8 كلم وتدنت إلى أقل من 3 كلم بسبب الأتربة المثارة نتيجة الرياح الهابطة من السحب الرعدية. وتراوحت درجات حرارة الهواء في الظل، الحرارة العظمى ما بين 39 إلى 43 درجة مئوية خلال فترة الظهيرة، ودرجات الحرارة الصغرى ما بين 24 إلى 27 درجة مئوية قبل شروق الشمس، بينما كانت الرطوبة النسبية منخفضة ظهرا بمعدل 14% وترتفع ليلا إلى 87%.

وفي ما يتعلق بالمعدل المناخي للمدينة المنورة، خلص التقرير إلى أن الطقس كان حارا نسبيا نهارا ولطيفا ليلا، وتوالت درجات الحرارة انخفاضها التدريجي خلال أواخر الشهر، حيث مال الطقس للبرودة ليلا وتكونت سحب منخفضة وركامية نتج عنها هطول أمطار خفيفة، وذلك أثناء امتداد منخفض البحر الأحمر.

أما بالنسبة للرياح السطحية، فقد جاءت شرقية بوجه عام ومعدل سرعتها 10 كلم في الساعة، وتم تسجيل أعلى سرعة 106 كلم في الساعة، وكان اتجاهها شماليا شرقيا. وبالنسبة للرؤية الأفقية في المدينة المنورة، فتراوحت ما بين 10 إلى 7 كلم وقد تدنت إلى أقل من 2 كلم بسبب الأتربة المثارة عدت مرات. ودرجات حرارة الهواء في الظل، تراوحت درجات الحرارة العظمى ما بين 36 إلى 40 درجة مئوية خلال فترة الظهيرة، ودرجات الحرارة الصغرى ما بين 21 إلى 23 درجة مئوية قبل شروق الشمس، إما في ما يخص الرطوبة النسبية فتكون منخفضة ظهرا بمعدل 5% وترتفع ليلا بمعدل 60%.