اشتهرت بلدة روتنبرغ الألمانية قبل سنوات عندما كانت مسرحا لولائم أرمين موفيز الملقب بـ«آكل لحوم البشر من روتنبرغ»، ويبدو أن النكبات لا تود مفارقة هذه المدينة، لأن الأضواء تركزت عليها ثانية بعد انتحار شاب فشل في إقامة «حفلة فيس بوك» بمناسبة عيد ميلاده.
أراد شاب عمره 18 سنة، اسمه شتيفان ك. الاحتفال بعيد ميلاده في حفل جماعي ينظمه في المدينة عبر شبكة أصدقائه على الإنترنت. لكنه لم ينتبه إلى أنه وزع دعوة «مفتوحة» بحيث إنها وصلت إلى كل من هب ودب على «فيس بوك». وكانت النتيجة أنه تلقى أكثر من 5000 موافقة على حضور الحفلة من شباب يعيشون في المدينة والمدن والقرى القريبة منها.
عندها، ارتعب شتيفان من عدد الحضور، فقرر، تصحيحا للخطأ، إلغاء الحفل تماما. ووزع بالفعل خبرا بهذا المعنى على موقع التواصل الاجتماعي الشهير، غير أنه فوجئ بورود رسائل الشتم والتهديد الإلكترونية التي أصابته بحالة اكتئاب. ويوم الأحد الماضي، في الساعة 06.15 صباحا، ألقى الشاب بنفسه تحت عجلات القطار السريع المسافر قرب روتنبرغ.
مساء أمس الثلاثاء، أشعل العشرات من سكان روتنبرغ الشموع قرب مسكن شتيفان، بينما كانت الشرطة تحقق مع أكثر من 5000 شابة وشاب كان الشاب يكاتبهم على صفحات «فيس بوك». وتعتقد الشرطة أن الشباب من «محيط فيس بوك» أمطروا شتيفان بشتائم وتهديدات مهينة دفعته إلى الانتحار.
ومن جهة ثانية، أكد أصدقاء شتيفان لمجلة «فوكوس» المعروفة تعرض صديقهم لضغوط عالية من قبل «جالية» الموقع. وذكر أحدهم للمجلة أن هؤلاء شنوا حملة ظالمة ضد صديقهم ونعتوه بـ«المخنث» و«الجبان». إلا أن الشرطة ما زالت غير مقتنعة بعد بأن ما حدث «حالة انتحار»، بل يتحرى رجال الشرطة حاليا أرشيف شتيفان في الكومبيوتر الخاص به، بحثا عن أشخاص يفترض أنهم وجهوا إليه رسائل «التشنيع».