زعيم «القاعدة» الجديد في الصحراء: فرنسا احتضنت مشروع تقسيم دولة مالي

الجزائر وواشنطن تتفقان على استخدام القوة لمواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة

TT

أنهى الوزير الجزائري المنتدب للشؤون الأفريقية والمغاربية، أمس، زيارة إلى واشنطن دامت يومين، تندرج في إطار ما يسمى «الحوار الاستراتيجي الجزائري الأميركي»، وبحث خلال لقاءات مع مسؤولين محليين الأوضاع في شمال المالي والعلاقات الثنائية في شقها الأمني والعسكري.

ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن الوزير عبد القادر مساهل قوله إن اللائحة 2071 التي أصدرها مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي، بخصوص الوضع الأمني في مالي «تعكس تصورا مشتركا في البحث عن حل يضمن استقرار مالي، ويحفظ وحدتها الترابية، ويضمن مواصلة سياسة محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة بكل الوسائل بما فيها اللجوء إلى القوة». وأجرى مساهل مباحثات بالبيت الأبيض، جمعته بمستشار الرئيس الأميركي المكلف بمحاربة الإرهاب جون برينان. وتناول اللقاء، حسب المسؤول الجزائري «المسائل التي تخص البلدين وفرص التعاون بينهما لتنويع العلاقات». وتناول أيضا الأوضاع في الساحل وأزمة مالي على خلفية التحضير لعملية عسكرية ضد الجماعات الإسلامية المسلحة، المسيطرة على شمال البلاد.

وقدم مساهل بـ«مركز الدراسات الاستراتيجية الأميركي» عرضا عن الإصلاحات السياسية بالجزائر التي اتخذت شكل مراجعة مجموعة من القوانين، والتي كانت محل انتقاد المعارضة على أساس أنها «لا تأخذ في الحسبان مطالب الشعب بالتغيير الحقيقي». وكان نزاع الصحراء وجمود «اتحاد المغرب العربي» من بين الملفات التي تناولها مساهل أثناء لقاءاته بـ«المعهد الأميركي للسلام»، وبنقابة المحامين و«جامعة الدفاع الوطني».

وفي سياق ذي صلة، ذكر «يحيى أبو الهمام» زعيم تنظيم «القاعدة» الجديد في الصحراء الكبرى أن «ما تدعيه فرنسا وغيرها من الدول الغربية، من ضرورة الحفاظ على الوحدة الترابية لدولة مالي، ما هو إلا شكل من أشكال النفاق السياسي المعروفة عن هذه الدول». وذكر «أبو الهمام»، وهو جزائري، في مقابلة نشرتها أمس وكالة «نواكشوط» للأنباء الموريتانية، أن «فرنسا ممثلة في استخباراتها وبعض أذنابها في المنطقة هي التي احتضنت مشروع تقسيم دولة مالي، ودعمت الحركة الوطنية لتحرير أزواد (الانفصالية) ماديا ومعنويا، فلما انقلب السحر على الساحر ورأى الغرب الصليبي أن أي تغيير في المنطقة لن يأتي إلا بنبتة أصيلة في هذه الأرض الإسلامية الطيبة، انقلب ومن دون خجل على ما كان يطالب به من ضرورة إنصاف الطوارق وتمتعهم بحقوقهم». وحذر أبو الهمام (اسمه الحقيقي جمال عكاشة) في مقابلة من أن أي تدخل عسكري في شمال مالي، تقرر مبدئيا، سيعني «التوقيع على قرار إعدام» الرهائن الفرنسيين لدى «القاعدة». وحمل أبو همام على دعم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لقوة أفريقية يجري إعدادها لمساعدة الجيش المالي على استعادة شمال البلاد الذي سيطرت عليه منذ سبعة أشهر مجموعات إسلامية مسلحة بينها «القاعدة». وتحتجز «القاعدة» تسعة أوروبيين بينهم ستة فرنسيين. وقال أبو همام الذي خلف مواطنه نبيل مخلوفي المكنى نبيل أبو علقمة الذي توفي في سبتمبر (أيلول) في شمال مالي «أود أن أرسل رسالة إلى ذوي الأسرى الفرنسيين المحتجزين لدينا، بأن قرار الحرب الذي يبدو أن هولاند قد اتخذه يعني بالضرورة أنه وقع على إعدامهم، وعليه أن يتحمل مسؤولية قراره. وأما مطالبنا فقد بلغناها لهولاند مكتوبة عبر وسطائه».

وبخصوص الحملة العسكرية الدولية الجاري الإعداد لها ضد جماعته، قال «أبو الهمام» إن «العدوان الذي يدبر اليوم ويخطط له ضد أهلنا في أزواد، يبين بجلاء أن هذه القوى الصليبية العالمية التي تسيء إلى نبينا وتحارب شعائر ديننا، وتدنس مقدساتنا وتحمي دويلة اليهود في قلب أمتنا، لن تقبل بأن تحكم ديارنا بشريعة الإسلام، لأن ذلك هو السبيل إلى استعادة عزتنا وكرامتنا».