مجزرة في مخبز بحلب واشتباكات ومداهمات في دمشق وريفها

الطيران الحربي يواصل قصف إدلب

متساكنون بمعرة النعمان بادلب تحت انقاض المباني التي دمرها قصف الطائرات الحربية النظامية أمس (رويترز)
TT

وسط انعدام فرص التوصل إلى هدنة بمناسبة عيد الأضحى، صعدت قوات الأمن السورية من حملتها العسكرية أمس في حلب ودمشق وريفها، فاستهدفت بحسب الناشطين، طوابير من النساء والأطفال الذين كانوا يحتشدون أمام أحد المخابز في حي مساكن هنانو، مما أدى لسقوط عشرات القتلى والجرحى. وقالت لجان التنسيق المحلية إن ما يزيد على 150 شخصا قتلوا أمس في مجمل المناطق السورية.

وأوضح محمد الحلبي، الناطق باسم اتحاد تنسيقيات الثورة في حلب، أن مدفعية النظام دكت طوابير من أهالي حي مساكن هنانو كانوا متجمعين أمام أحد المخابز، معظمهم من النساء والأطفال، فقتلت نحو 22 شخصا وأسقطت عشرات الجرحى. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هو المخبز رقم 13 الذي تستهدفه قوات الأمن في حلب وريفها، علما بأنها استهدفت كذلك ما يزيد على 40 مسجدا في إطار مساعيها لضرب المراكز التي تشهد أكبر عدد من تجمعات السكان». وتحدث الحلبي عن أزمات متعددة يرزح تحتها سكان حلب فمن أزمة الكهرباء لأزمة المياه والخبز والبنزين والغاز.

من جهته، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن حي القطارجي شرق حلب تعرض لقصف من الطائرات الحربية. كما تجدد القصف بالمدفعية والطيران الحربي على أحياء كرم الجبل والشيخ خضر والصاخور وهنانو.

وفي دمشق، أفاد المرصد بأن القوات النظامية نفذت «حملة مداهمات في منطقة الزاهرة (جنوب) ترافقت مع إطلاق رشقات من الرصاص». وأشار إلى مقتل رجل ليل الاثنين/ الثلاثاء في انفجار «عبوة ناسفة في منطقة جسر كشكول عند مدخل منطقة الدويلعة» في إحدى ضواحي جنوب العاصمة.

بدورها، قالت شبكة «شام الإخبارية» إن القوات النظامية شنت حملة دهم للمنازل واعتقالات في حي الزاهرة، كما سمع إطلاق نار من الرشاشات الثقيلة في بساتين حي برزة. وأضافت: «وغير بعيد من العاصمة، قصفت المدفعية بشكل عنيف مدن زملكا وحرستا وعربين في الريف الدمشقي، كما اقتحمت قوات الحرس الجمهوري بالمدرعات بلدة جديدة الفضل وشنت حملات هدم واعتقال». كما اقتحمت قوات النظام قدسيا والزبداني بريف دمشق، وأحرقت عددا كبيرا من المنازل، كما قامت بحملة دهم واسعة، حسبما أفادت لجان التنسيق.

وأفاد اتحاد تنسيقيات الثورة بأن قصفا عنيفا من الطيران الحربي استهدف حي الحميدية والجبيلة في دير الزور بالتزامن مع قصف مدفعي على أحياء المدينة، واشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في حي الجبيلة وبالقرب من فرع الأمن السياسي بالمدينة.

وفي محافظة إدلب، تعرضت مدينة معرة النعمان الاستراتيجية وقرية معرشمشة للقصف بالطائرات الحربية من قبل القوات النظامية، بحسب الناشطين، الذين تحدثوا أيضا عن وقوع اشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف الذي يحاصره المقاتلون المعارضون منذ أيام. وفي ريف حمص، قال ناشطون إن الطيران الحربي قصف بعنف مدينة القصير التي سجل فيها إلقاء قنابل عنقودية وبراميل متفجرة، كما سقط عدد من الجرحى وتم تدمير عدد من المنازل في تجدد القصف المدفعي على مدينة الرستن.

وفي دير الزور، دارت اشتباكات في حي الجبيلة وبالقرب من فرع الأمن السياسي بمدينة دير الزور، بحسب المرصد الذي أشار أيضا إلى تعرض مبنى في مدينة البوكمال قرب المفرزة القديمة للأمن السياسي للقصف. وفي سياق متصل، قالت قناة «سي إن إن ترك» إن قذيفة مضادة للطائرات أطلقت من سوريا سقطت على مركز طبي في منطقة ريحانلي بإقليم هاتاي في تركيا يوم الثلاثاء، لكن لم ترد على الفور تقارير عن حدوث إصابات. وقال مكتب حاكم منطقة ريحانلي، إنه ليس لديه حاليا معلومات عن الحادث.

وعززت تركيا في الأسابيع الأخيرة وجودها العسكري على طول حدودها الممتدة 900 كيلومتر مع سوريا وكانت ترد بالمثل على إطلاق نيران وسقوط قذائف مورتر عبر الحدود جراء القتال الدائر بين مقاتلي المعارضة في سوريا وقوات الحكومة هناك.

وانتشر أيضا على موقع «يوتيوب» الإلكتروني فيديو تظهر فيه كتيبة «الحمزة» التابعة للجيش السوري الحر، حيث يعلن أحد عناصر الكتيبة عن «وجودنا في منطقة دير الزور» استجابة لمطالب أهاليها و«نصرة» لهم، متوعدا نظام الرئيس السوري بشار الأسد بـ«الرد القاسي على المجازر التي ارتكبها في هذه المدينة».

كما حمل ناشطون سوريون في «لجان التنسيق المحلية» فيديو على موقع «يوتيوب» يظهر عناصر من لواء «التوحيد» في إدلب و«أحرار الجبل الوسطاني» وكتيبة «صقور الشام»، يسيطرون على حاجز مبنى البحوث في سهل الروج، حيث كان «يقطن عناصر من الجيش النظامي السوري». كما يظهر في الفيديو «إحدى الدبابات التي تمت السيطرة عليها»، بحسب الناشط الذي يتحدث في الشريط.

هذا وظهر على موقع «يوتيوب» أيضا شريط فيديو لشخص ملثم بالكامل يعلن عن «تأسيس جهاز المخابرات العامة للثورة السورية الذي يستمد شرعيته من كل الكتائب والتكتلات التي تمثل الحراك».