مفوضية شؤون اللاجئين تنتظر الهدنة لتوصيل المساعدات للنازحين وأطفال الملاجئ

السفير فورد: نؤيد سعي فصائل المعارضة لتشكيل مجلس قيادة مشترك ونضغط لمنع تزويد الأسد بالسلاح

TT

قال السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد إن واشنطن تواصل التشاور مع طائفة واسعة من جماعات المعارضة السورية التي تقوم بخطوات لتشكيل مجلس قيادة مشترك في إطار السعي لتوحيد قيادات المعارضة معلنا تأييد بلاده لهذه الخطوة وتطلعها لرؤية ملموسة لتأكيد هذا الاتفاق وتوحيد السوريين وراء رؤية مشتركة وخطة انتقالية للتعافي من أربعين عاما من الديكتاتورية الوحشية للأسد.

وقال السفير فورد في رسالة عبر صفحته على «فيس بوك» «نحن على ثقة أنهم سيتمكنون من إيجاد طرق للجمع بين مجموعة واسعة من وجهات نظر مختلفة مع ممثلين من المعارضة داخل وخارج سوريا ووضع الأساس لسلطة الحكم الانتقالي»، وأضاف «نحن نفهم أن عدة فصائل من المعارضة المسلحة أعلنت عن خطط لتشكيل مجلس قيادة مشتركة وهذه خطوة إيجابية ونتطلع إلى رؤية ملموسة لهذا الاتفاق».

وأضاف فورد «إننا نقدم 45 مليون دولار في مساعدات غير قتالية للمعارضة بهدف مساعدتهم على المضي قدما في قيادة التحول السياسي، ونقدم للمعارضة ما يسمح لها ببناء شبكات في جميع أنحاء سوريا وبين معظم الطوائف لتسريع عملية الانتقال والاستعداد لإدارة المناطق التي يفقد فيها النظام السيطرة».

وأشار السفير فورد إلى جهود بلاده للضغط على نظام الأسد ومنع الدول من توريد الأسلحة للحكومة السورية، وقال «ليس سرا أننا نضغط من أجل وضع حد لقيام بعض الدول الأجنبية بتزويد نظام الأسد بالسلاح، وليس سرا أننا قمنا بفرض عقوبات صارمة على التجارة والمعاملات المالية في تلك البلاد، وشجعنا جمع المعلومات عن الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان في سوريا بحيث يمكن محاسبة المسؤولين عن ذلك». ونصح السفير الأميركي فورد ضباط وجنود الجيش السوري بعدم الاستمرار في مساعدة النظام وارتكاب الانتهاكات، وطالبهم بالانشقاق عن الجيش كما فعل الآلاف من زملائهم من الضباط الحكماء.

وقال السفير الأميركي فورد في رسالته المفتوحة «أريد أن أكون واضحا أن الولايات المتحدة تدعم وحدة وحرية سوريا وتحترم حقوق مواطنيها لتصبح قوة للاستقرار والسلام في المنطقة وليس مصدر تهديد، ونعلم أن ديكتاتورية الأسد الوحشية وصلت إلى نهايتها وبعد سقوط النظام سيحتاج الأمر إلى الكثير من العمل الشاق من السوريين لإعادة بناء دولتهم».

وأكد فورد على قيام الولايات المتحدة بتوفير 130 مليون دولار من المساعدات الإنسانية لسوريا وقال «نحن لا نرسل تلك المساعدات في صندوق مكتوب عليه (صنع في أميركا) لأنها مساعدات سرية، لكن كثير من المساعدات يأتي من الولايات المتحدة لسد الاحتياجات اليومية لأكثر من 2.5 مليون نازح داخل سوريا الذين تركوا منازلهم هربا من العنف إضافة إلى أكثر من 350 ألف لاجئ في البلدان المجاورة».

من ناحية أخرى، قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن أعداد اللاجئين السورين قد بلغت 358 ألف لاجئ سوري. يعيش معظمهم في ثلاث دول مجاورة هي تركيا ولبنان والأردن. وأشارت إلى أن عدد اللاجئين السوريين في لبنان وحده قد تجاوز 100 ألف لاجي. وقالت المتحدثة باسم المفوضية ميلسيا فليمنغ للصحافيين أمس «عدد اللاجئين السوريين في لبنان وصل إلى 101283 لاجئا، ويعد لبنان ثالث دولة في المنطقة يتجاوز فيها عدد اللاجئين السوريين عتبة المائة ألف لاجي». وأضافت «تركيا والأردن لديهما بالفعل ما يزيد عن هذا الرقم وقد تزايد عدد اللاجئين السوريين في الإقليم ووصل إلى 358 ألف لاجئ وتقدر الحكومات المجاورة لسوريا أن هناك عشرات الآلاف من السوريين الذين لم يسجلوا أسماءهم بعد». وأشارت إلى الحاجة الملحة للحصول على الدعم الدولي لبرامج اللاجئين في هذه البلدان للقيام بالأعمال التحضيرية لفصل الشتاء وضمان حصول اللاجئين على البطاطين والسخانات الكهربائية.

وتفاءلت مفوضية شؤون اللاجئين بقدرة المجتمع الدولي على الدفع لتنفيذ مقترح مبعوث الأمم المتحدة لسوريا بهدنة ووقف لإطلاق النار خلال عيد الأضحى وأشارت إلى أن المفوضية ستحاول استغلال هذه الهدنة للقيام بأعمال الإغاثة في حلب، وقالت فليمنغ «إذا حدثت الهدنة يمكننا أن نقوم بتوصيل المساعدات الإنسانية إلى أكثر من 10 آلاف عائلة نازحة في أنحاء حلب وإدلب، وتوزيع المساعدات على الأطفال الذين يعيشون في ملاجئ جماعية في دمشق وحلب، والوصول إلى المناطق التي لم نكن في السابق قادرين على الوصول إليها».

وأشارت فليمنغ إلى أن اللاجئين السوريين لا يعيشون في مخيمات داخل لبنان وإنما ضمن المجموعات المحلية، وأوضحت أن مركز تجمع اللاجئين السوريين في لبنان هو في مناطق الشمال ووادي البقاع وأن 70% من اللاجئين السوريين هم من مدينة حمص، وقالت «حكومات المنطقة وكذلك المفوضية العليا للاجئين يعتقدون أن أعداد اللاجئين أعلى بكثير وأن أعدادا إضافية من السوريين يعبرون الحدود لكن عدد كبير من المتواجدين حاليا في دول الجوار لا يسجلون أنفسهم بما يعني أن العدد الفعلي قد يكون أعلى بكثير». وقالت فليمنغ إن الاضطرابات الأخيرة في لبنان عطلت عمل المفوضية بشكل مؤقت بما في ذلك تسجيل اللاجئين في طرابلس وبيروت وصيدا في جنوب لبنان لكن تلك الاضطرابات لم تؤد إلى تخفيض في أعداد السوريين الذين يتدفقون على لبنان وأوضحت أن المفوضية ستستأنف عملها في أقرب وقت تسمح به الظروف الأمنية.

وقالت المتحدثة باسم مفوضية اللاجئين إن عدد اللاجئين السوريين المسجلين في المخيمات التي تديرها الحكومة التركية بلغ 101834 لاجئا موزعين على 14 مقاطعة إضافة إلى 70 ألف شخص يقيمون خارج المخيمات. بينما بلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين في الأردن إلى 105737 ويوجد بالعراق 42661 لاجئا سوريا إضافة إلى 34446 لاجئا سوريا في إقليم كردستان العراق. وتتوقع المفوضية أن يصل عدد اللاجئين السوريين إلى 700 ألف لاجئ بحلول نهاية العام.

وسجلت المفوضية يوم السبت الماضي 6815 لاجئا سوريا في منطقة شمال أفريقيا معظمهم في مصر لكن المسؤولين المصريين قالوا إن هناك ما يصل إلى 150 ألف لاجئ سوري في البلاد وإن عدد الذين سجلوا أسماءهم ضئيل جدا.