حجاج يتقصدون الانزلاق من الجبال أو الجسور طلبا لكرامة الوفاة والدفن بالبقاع المقدسة

مشرف الطب الشرعي في الحج لـ «الشرق الأوسط» : نكتشف وفيات قرب الجبال والجسور خلال تمشيط المشاعر

TT

أكد فواز الحربي المشرف على الطب الشرعي بوزارة الصحة في الحج، أن أكثر ما تواجهه الإدارات الصحية من إشكاليات يتلخص بتحديد هوية المجاهيل الحجاج حال وفاتهم من بين آلاف الجنسيات، منوها إلى اعتماد الإدارات الصحية التقنيات الطبية الحديثة لتسهيل تحديد هوية الحجاج في حال الوفاة من خلال الحمض النووي أو البصمة.

وأوضح الحربي بأن الإجراءات المتبعة بشأن التعامل مع مجاهيل الوفيات خلال موسم الحج، تتلخص بالانتظار 60 يوما أملا بالتوصل إلى معلومات تحدد هوية المتوفى أو قدوم أي من ذويه، مشيرا إلى أنه في حال انقضاء المدة دون حصول أي معلومات بشأن هوية الحاج فتعمد الإدارات المختصة إلى إنهاء الإجراءات الرسمية تمهيدا لدفنه في مكة المكرمة.

وأوضح الحربي أنه وخلال إجراء عمليات تمشيط المشاعر يتم الكشف عن عدد من الوفيات جراء تسلق الجبال والجسور رغبة في أجر الشهادة والدفن بالبقاع المقدسة، أو لعدم رغبتهم بالعودة إلى بلدانهم، داعيا إلى ضرورة تثقيف وتوعية الحجاج بالحكم الشرعي لمثل هذه التصرفات.

وبين المشرف على الطب الشرعي ببعثة الحج أن عمل الطب الشرعي محدد في التعامل مع الكوارث والتي يترتب عليها حوادث وإصابات لـ20 شخصا فأكثر لسبب واحد، كحالة انقلاب باص أو انهيار مبنى.

وبين أن آخر الكوارث التي تعامل معها الطب الشرعي كانت قبل 7 أعوام في عام 1426هـ، عقب انهيار مبنى أدى إلى وفاة 76 حاجا، وحوادث الوفيات التي نجمت عن التزاحم خلال رمي الجمرات في العام نفسه وأدى إلى وفاة 364 حاجا، مرجعا انخفاض الكوارث في الأعوام التالية إلى مشاريع رمي الجمرات، وتشديد الرقابة على الشقق والفنادق وتقييم المباني قبل بدء موسم الحج.

وفيما يتعلق بالطاقم النسائي للطب الشرعي أكد فواز الميمان أن عمل النساء في الحج، يقتصر على الحاجة فقط، من دون الوجود الدائم، مرجعا ذلك إلى صعوبة مباشرة العمل في ذات الموقع خلال موسم الحج، وقال «تقوم إدارة الطب الشرعي باستدعاء الطاقم النسائي وقت الحاجة للكشف عن الوفيات من النساء».