أمير قطر يدشن مشاريع إعادة إعمار غزة.. وهنية يعتبر الزيارة كسرا للحصار

في أول زيارة لزعيم عربي للقطاع ووسط مقاطعة فصائل منظمة التحرير وانتقادات إسرائيلية

هنية يرحب بالشيخة موزة التي تقف بين زوجها الشيخ حمد وحرم هنية في غزة أمس (وكالة فلسطين اليوم)
TT

في زيارة هي الثانية له منذ عام 1999 والأولى لزعيم عربي أو دولي منذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة عام 2007، وفي ظل إجراءات أمنية غير مسبوقة ومقاطعة فصائل منظمة التحرير وانتقادات إسرائيلية، وصل أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وزوجته الشيخة موزة بنت ناصر المسند إلى قطاع غزة صباح أمس، قادما من مطار العريش حيث حطت طائرته، ظهر أمس، ومن هناك انتقل الشيخ حمد وحرمه برفقة وزير التعليم العالي المصري مصطفى مسعد الذي كان ينتظره في المطار ممثلا للرئيس محمد مرسي، إلى معبر رفح. ويرمي الشيخ حمد إلى تدشين عدد من مشاريع إعادة الإعمار بتمويل قطري.

وكان في استقبال الوفد القطري والوزير المصري المرافق له، في المعبر رئيس الحكومة المقالة في غزة إسماعيل هنية وحرمه التي تظهر للمرة الأولى في مناسبة كهذه، والوزراء والنائب الأول لرئيس المجلس التشريعي أحمد بحر ونواب حركة حماس في المجلس التشريعي ومحمد الهندي القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي. وعزف السلامان الوطنيان القطري والفلسطيني (النشيد الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية).

ووضع أمير قطر في زيارته التي كان يفترض أن تستغرق 24 ساعة، لكنه اضطر إلى اختصارها وذلك بإلغاء اللقاء الجماهيري الذي كان مقررا في استاد فلسطين في مدينة غزة، مغادرا القطاع مساء أمس دون إعلان الأسباب، حجر الأساس لعدد من مشاريع إعادة الإعمار التي تمولها قطر؛ منها مدينة «حمد» السكنية شمال غربي مدينة خان يونس، جنوب القطاع، وإطلاق مشروع لإعادة تأهيل شارع صلاح الدين، ووضع حجر الأساس لمستشفى للأطراف الصناعية. وتوجه أمير قطر للجامعة الإسلامية حيث تم تنظيم استقبال جماهيري حافل على شرفه.

وفي كلمة ألقاها ترحيبا بالأمير القطري، قال هنية إن الزيارة تؤكد أن غزة ليست وحدها في الميدان وأن فلسطين قضية الأمة المحورية. ووجه هنية حديثه للأمير قائلا: «اليوم نحن في غزة العزة، وغدا في القدس المحررة». واعتبر هنية أن زيارة الأمير القطري تجسد كسر الحصار المفروض على القطاع، معربا عن شكره له. وقال: «هذا القرار الجريء من قبل الأمير لزيارة غزة يعد شيئا عظيما؛ إذ أخذ على عاتقه كسر الحصار». وكشف عن ارتفاع الدعم القطري من 254 مليون دولار إلى 450 مليون دولار لإعادة إعمار غزة. وذكر أن قطر تعهدت ببناء مدينة للمحررين بقيمة 25 مليون دولار، وكذلك بناء إصلاحية ومركز تأهيل بـ8 ملايين دولار، وزيادة ميزانية الأطراف الصناعية من 2.2 مليون دولار إلى 15 مليون دولار.

وأوضح هنية أن إنشاء مدينة «حمد» ستكون على ثلاث مراحل، كل مرحلة من المراحل ستقام على مساحة 100 دونم، وبميزانية تقدر بـ91 مليون دولار. وشكر هنية الرئيس المصري محمد مرسي الذي سهل زيارة أمير قطر والوفد المرافق له وشكر وزير التعليم المصري الذي كان ضمن الوفد الزائر لغزة.

من ناحية أخرى قاطعت فصائل منظمة التحرير الزيارة؛ إذ أكد طاهر النونو، الناطق بلسان حكومة هنية أن حركة فتح رفضت رسميا المشاركة في حفل استقبال أمير قطر. وأصدرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بيانا أكدت فيه أنها قررت مقاطعة الزيارة بسبب موقف أمير قطر من إسرائيل.

من ناحيته، استهجن نبيل عمرو، القيادي في حركة فتح رد فعل فصائل منظمة التحرير، مشددا على أن زيارة الأمير القطري لن تمس بوحدانية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية. وأضاف عمرو أن الخطوة القطرية لا تعني بحال من الأحوال تراجع قطر عن تعاملها مع منظمة التحرير بصفتها ممثلا وحيدا للشعب الفلسطيني والجهة الوحيدة الناطقة باسمه.

وشنت وزارة الخارجية الإسرائيلية هجوما عنيفا على أمير قطر. وجاء في بيان لها أنه «لأمر غريب أن يتدخل في الصراع الفلسطيني ويختار منح دعمه لحماس بالذات، وهو ينضم بذلك إلى معسكر المتطرفين العنيفين»، وأضافت: «هذه الزيارة تمس باحتمالات إخراج غزة في أي وقت من الوحل، وبذلك تكون قطر قد ألقت السلام تحت عجلات الحافلة».