وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة في صحراء سيناء وصل أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة إلى مطار العريش المصري في طريقه إلى قطاع غزة في زيارة هي الثانية منذ عام 1999 والأولى منذ سيطرة حركة حماس على القطاع في عام 2007. وعلمت «الشرق الأوسط» أن الأسير المحرر صالح العاروري، عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» ومسؤول ملف الأسرى وصل إلى غزة يوم الأحد الماضي للتمهيد لزيارة الشيخ حمد.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر أمني مصري لم تسمه القول إن عدة طائرات تمويه وصلت إلى مطار العريش الذي لم ينتظر فيه سوى دقائق، ثم تفاجأ الموجودون بالمطار بوصول الأمير وزوجته على متن طائرته الخاصة، وكان في استقباله وزير التعليم العالي المصري مصطفى مسعد ومحافظ شمال سيناء اللواء سيد عبد الفتاح حرحور وجميع القيادات الأمنية في سيناء.
وخلافا لما كان متوقعا انتقل الشيخ حمد وقرينته الشيخة موزة إلى معبر رفح، على متن طائرة عسكرية مصرية وحطت بهما فوق مهبط طائرات قريب.
وأضاف المصدر أن الحرس الجمهوري الذي كان تسلم مهمة تأمين زيارة الشيخ حمد إلى غزة رفض وكذلك القائمون على الزيارة من دولة قطر انتقال الأمير بالسيارات من مطار العريش الجوي الدولي إلى معبر رفح الذي يبعد نحو 45 كيلومترا.
ووصل الشيخ حمد وقرينته والوفد المرافق المعبر، نحو الساعة العاشرة وخمس وأربعين دقيقة صباحا، حيث كان في استقباله رئيس الحكومة المقالة في غزة إسماعيل هنية وأعضاء الحكومة وقادة حركة حماس ونواب الحركة في المجلس التشريعي.
وفي سابقة استعرض هنية والشيخ حمد حرس الشرف وعزف النشيدان الوطنيان القطري والفلسطيني. وبدا لافتا أن الشيخ حمد أجرى حديثا وديا مع بعض مستقبليه، لا سيما عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور محمد الهندي. وانتقل الشيخ حمد والوفد المرافق له في ثماني سيارات مصفحة وصلت من قطر قبل يومين إلى معبر رفح.
وفي سابقة ثانية اضطرت زوجة هنية إلى الظهور إلى جانب زوجها في استقبال الشيخ حمد وقرينته الشيخة موزة. وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من التساؤلات عن هوية السيدة التي استقبلت الشيخة موزة، التي ظهرت في الصور وعلى التلفزيون للمرة الأولى دون معرفة أنها زوجة هنية.
يأتي ظهور قرينة هنية، ضمن أول استقبال رسمي تجريه حكومة حماس منذ سيطرتها على قطاع غزة عام 2007. ويذكر في هذا السياق أنه لم يسبق لقيادات حماس سواء داخل غزة أو خارجها، أن ظهرت زوجاتهم على الملأ بدءا من الشيخ أحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، وخالد مشعل، وموسى أبو مرزوق.
وأشرف أمن حماس في غزة على تنظيم حركة السير في الأماكن التي وجد فيها موكب الضيف الزائر وتم وقف حركة السيارات في كل الشوارع التي تحرك فيها الموكب الأميري. وتجمهر الآلاف من المواطنين الفلسطينيين على جانبي الطرق التي سار فيها موكب الأمير لتحيته.