بعد التهديدات التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو بعد مقتل ضابط في تفجير عبوة جنوب قطاع غزة، صرح جنرال كبير في جيشه بأن الحرب على قطاع غزة حتمية. وقال قائد لواء المظليين في الجيش الإسرائيلي، الجنرال أمير برعام، في حديث تلفزيوني، الليلة قبل الماضية، إنه «لا خيار أمام إسرائيل، لمواجهة تصاعد الهجمات الصاروخية من قطاع غزة، سوى بإعادة احتلاله، والقتال فيه من منزل لآخر». وأضاف برعام، الذي كان يتحدث من موقع قرب الحدود مع قطاع غزة: «ليس لدينا خيار آخر سوى الدخول مجددا إلى غزة. ففي كل يوم يتجدد إطلاق النار منها وتزداد الإنذارات سخونة مع تصاعد الهجمات الصاروخية، ويبدو أننا في طريق جديد أمام عملية رصاص مصبوب جديدة (هكذا سمي العدوان الأخير على القطاع في أواخر 2008 ومطلع 2009)، بعد تلاشي قوة الردع التي أعقبت العملية الأولى. ويجب أن نعد جيشا للقتال في هذه المساحة الكثيفة بالسكان، ولدينا القدرة على تنفيذ عملية واسعة والقبة الحديدية سيكون لها دور دفاعي. عمليات الاغتيال تساعد، لكنها لا ترجح كفة الميزان لصالحنا، في نهاية المطاف أعتقد أنه سيأتي اليوم الذي ندخل فيه إلى عمق غزة، وسيكون على مقاتلينا الانتقال من منزل إلى منزل آخر لمواجهة الإرهابيين، فنحن بحاجة إلى دروس الماضي».
وكان قائد لواء المظليين قد قاد ضباط وحدته إلى ما سماه «رحلة في التاريخ» حول قطاع غزة، من خلال دراسة كتاب صدر في بريطانيا عن الحرب التي خاضها البريطانيون مع العثمانيين لاحتلال قطاع غزة، قبل أكثر من مائة سنة. وفي الكتاب تحليل حول أسباب الفشل البريطاني. وقال برعام لضباطه: «على إسرائيل التعلم من الماضي. فغزة منذ 100 عام لم تتغير فيها الأرض. في الحرب العالمية الأولى حاول البريطانيون احتلالها من الأتراك وفشلوا وخسروا 6500 جندي بريطاني، مع أن جيشهم كان جيشا محترفا. ولا عيب في التعلم من التاريخ، وإلقاء نظرة على الأرض من زوايا مختلفة، وقوانين الحروب كثيرة ومعناها لا يتغير على الرغم من أن 100 عام مضت».
وكان نتنياهو قد هدد غزة برد قاس في أعقاب تفجير عبوة ناسفة على الحدود ومقتل جندي إسرائيلي. ففي مستهل استقباله الرئيس البلغاري روسين بليفينلييف، تطرق لقطاع غزة وقال: «يجب أن أقول إن العمليات الإرهابية التي تهددنا جميعا تستمر دون هوادة. واليوم نشتبك مع عدوان إرهابي يأتي من حدودنا الجنوبية مع قطاع غزة ولكن مصدره هو إيران وشبكة إرهابية كاملة تدعم هذه الاعتداءات. ودعمت إيران العمليات الإرهابية التي نفذها حزب الله في بلغاريا، وهي تدعم الآن العمليات الإرهابية التي ترتكب بحقنا وتنطلق من قطاع غزة. واليوم أصيب جندي إسرائيلي على حدودنا مع قطاع غزة بجراح خطيرة وسنحارب الإرهابيين وسنسدد لهم ضربات موجعة جدا وهذه هي الطريقة الوحيدة لمحاربتهم وسنعمل ذلك بكل قوتنا».