الشركس في سوريا يطلبون حماية الرئيس الروسي

عفراء الجبلي لـ «الشرق الأوسط» : ادعاء روسيا أنها تحميهم نفاق

TT

وجه المشاركون في المؤتمر التاسع للاتحاد الشركسي الدولي نداء إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيسة مجلس الاتحاد فالنتينا ماتفيينكو، ورئيس مجلس الدوما سيرغي ناريشكين، يناشدونهم فيه تقديم الحماية للشركس القاطنين في سوريا ومساعدة الراغبين منهم في العودة إلى وطنهم في شمال القوقاز.

وأكد النداء وقوع إصابات بين أبناء الجالية الشركسية، البالغ عددهم نحو 150 ألف نسمة، في أثناء العمليات القتالية الجارية في مختلف المدن السورية، كما فقد الكثيرون مساكنهم وممتلكاتهم.

وفي هذا الإطار، قالت عفراء الجلبي، عضو المجلس الوطني السوري، من الطائفة الشركسية، لـ«الشرق الأوسط»: «إن الشركس، كما كل الطوائف والمذاهب الموجودة في سوريا، تعرضوا ويتعرضون للضغط على أيدي النظام، وهم في هذه الثورة منقسمون كما غيرهم، بين معارض وموال، ففي حين يعلن بعضهم جهارا معارضتهم للنظام، يخاف البعض الآخر من هذا الإعلان خوفا على أنفسهم وعلى مصالحهم». واعتبرت الجبلي أن «ادعاء روسيا أنها تعمل على حماية الشركس نفاق، وخير دليل على ذلك، أنها استقبلت عددا محدودا من السوريين الشركس الذين فضلوا الهروب من الحرب والبحث عن ملجأ آمن بالذهاب إلى موطنهم الأصلي، وها هي الآن أقفلت الباب في وجههم رافضة استقبالهم». مع العلم أنه، وفي ديسمبر (كانون الأول) من عام 2011، كان قد قدم نواب برلمان جمهورية أديغيا الروسية نص رسالة إلى الحكومة الروسية، طالبوا فيها بتقديم المساعدة اللازمة من قبل الجهات الروسية المختصة لتسهيل عملية العودة لأعضاء الجالية الشركسية من سوريا إلى أرض أجدادهم في روسيا، وذلك انطلاقا من الرسالة التي سبق لـ115 مواطنا سوريا من أصل شركسي أن قدموها إلى القيادة الروسية والمؤسسات الشركسية في روسيا، طالبوا فيها بمساعدتهم للعودة إلى وطنهم الأم، بينما قال رئيس الجمهورية أسلان تخاكو شينوف إنه يجري مشاورات في هذا الشأن مع وزارة الخارجية الروسية ورؤساء جمهوريتي قبردين بلقار وقره تشاي شركسيا.

لكن بعض المعارضين يرجعون عدم اتخاذ روسيا قرارا نهائيا بشأنهم، إلى أن قبول طلبات عودة هؤلاء إلى مقاطعاتهم (في شمال القوقاز) هو اعتراف منها بأن سوريا تشهد أعمال عنف تتطلب من الأقليات الهروب إلى أماكن أكثر أمانا، كما أنها تخشى، وفي الوقت عينه، من نشوء تكتلات شركسية جديدة نتيجة النمو الديموغرافي الذي ستسببه هذه العودة. وكان الشركس في سوريا قد استقروا في هضبة الجولان التي اتخذت اسمها من القائد الشركسي «جولين» الذي دافع عنها ضد العدوان الإسرائيلي عام 1967. وأنشأوا قراهم هناك، بينما سكن آخرون دمشق وحلب وحمص والأرياف المحيطة بتلك المدن. ومن المعروف أن السواد الأعظم من الشركس لم يكونوا معارضين للنظام السوري، حتى إنه كان لعدد كبير منهم مناصب بارزة في الجيش السوري، لكن الأحداث السورية دفعتهم إلى الانشقاق والانضمام إلى صفوف الثورة، كانشقاق الضابط الشركسي ياسر أباظة الذي شكل صدمة في صفوف الجيش النظامي.

في المقابل، وفي حين قرر عدد من المواطنين الشركس الانخراط في الثورة وحمل السلاح ضد النظام، نشط آخرون في «الثورة الإلكترونية» والمظاهرات السلمية. كما أن هناك فئة كبيرة، بحسب ما يقول ناشطون، قررت الإبقاء على مسافة واحدة من المعارضة والنظام على حد سواء، وفضلت اللجوء إلى خيار الهجرة، وبالتحديد بلدهم الأم. مع العلم أن هناك مشاركة واضحة، إلى حد كبير، من شركس سوريا في الثورة السورية، وهذا ما تظهره المجموعات التي تحمل اسمهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها «الصفحة الشركسية لدعم الثورة السورية» التي ينضم إليها نحو 15 ألف شخص.

، يختصرون هدفهم في «العمل على إسقاط النظام السوري الأسدي والحصول على حقنا في الحرية والعدالة والكرامة والمساواة وبناء وطن لكل المواطنين، والمساهمة بكل ما نملك من قوة وإرادة وعزيمة وإصرار، وبالتعاون مع المخلصين، من أجل إنجاح ثورة الكرامة السورية».