بالصور.. مجندات المارينز البريطاني فزن بقلوب وعقول الأفغان

بعضهن خبيرات في اللغة «البشتونية» ويرافقن جنود المشاة في دوريات هلمند

ضابطة بريطانية تتحدث إلى أطفال أفغان باللغة البشتونية في منطقة هلمند
TT

التقدم الذي حققته المرأة في الغرب، وفي ظل ما تحقق لها وانتزعته من حقوق، وضعها كتفا بكتف مع الرجل، حتى على خط النار في أفغانستان, تعمل مجندات المارينز البريطاني في هلمند حتى خلف خطوط العدو، محتملات في سبيل ذلك العمل في ظروف خطيرة».

وتتناول مجموعة مميزة من الصور الحياة اليومية للضابطات البريطانيات اللاتي يقاتلن في معركة حيوية للفوز بالقلوب والعقول عبر هلمند وقندهار.

تتحدث الضابطات اللغة البشتونية، ويرافقن جنود المشاة في الدوريات، ويقمن علاقات صداقة مع النساء الأفغانيات في بعض أخطر المناطق في هلمند، الأمر الذي تحظره الثقافية المحلية على نظرائهن من الرجال.

قامت أليسون باسكرفيل، الضابطة السابقة في سلاح الجو الملكي البريطاني، التي سمح لها بزيارة وحدة ضابطات الارتباط بالجيش البريطاني ومركز تدريب الجيش الوطني الأفغاني في كابل.

وقال المتحدث باسم الفيلق الملكي البريطاني الذي مول رحلتها: «الصور التي التقطتها آليسون باسكير فيل, تبرز كيفية تعامل النساء، سواء البريطانيات أو الأفغانيات مع المواقف الصعبة التي يجدن أنفسهن فيها وكيف يحافظن على معنوياتهن في وجه الظروف العصيبة». وقالت باسكرفيل: «أنا أحاول أن أظهر الوجه الآخر لحياة النساء على الجبهة».

وأضافت باسكرفيل، التي قضت 6 أسابيع في إقليم هلمند لصحيفة «إيفننغ ستاندرد»: «أنا لا أود أن أظهر أن هؤلاء النساء متفردات أو مختلفات عن الرجال، لكنهن يرغبن في القيام بعملهن, بالنسبة لهم مهمة أساسية، وعاطفتهن ودافعهن يشجعان على القيام بذلك على نحو جيد».

«كان ممتعا أن أتخلى عن الزي الرسمي وألتقط صورا لكل الأشياء التي يحبون القيام بها، مثل مشاهدة الدراما التلفزيونية (داون تاون آبي). أنا أحاول فقط إبراز العنصر البشري للمجندات السيدات».

خلال 6 أسابيع قضتها باسكرفيل في هلمند، قامت بملازمة الكابتن أنا كروسلي (31 عاما) الممرضة في مستشفى «يو سي إل» والملازمة جيسيكا فرنش، التي قضت 6 أشهر في زيارة القرى والمجتمعات الصغيرة للحديث إلى النساء واكتساب ثقتهن.

في إحدى هذه الزيارات كانت تلتقط صورا للكابتن كروسلي، وهي تتبادل الحديث مع سيدة أفغانية، عندما تعرضتا لهجوم بالرصاص واضطرتا إلى الفرار.

وقالت الكابتن كروسلي إن أحد أهم الأحداث في الجولة كان مشاهدة الانبهار الكامل للنساء في المعسكر، عندما خلعت قبعتي ونظارتي الواقية للحديث إليهن بلغتهن.

وأضافت: «النساء معروفات في العالم أجمع بأنهن قادرات على توحيد الجميع للتركيز على الأسرة والمجتمع، وكوننا سيدات، حتى في زي الجيش، يجعل مثل هذه الأشياء أكثر قبولا».

بينما قالت اللفتنانت فرنش: «تظهر الصورة إمكانية استغلال كثير من الصفات النسائية للمجندات كقوة خلال العمليات».

وقد التقت الكابتن كروسلي واللفتنانت فرنش كثيرا من النساء الأبطال في المناطق النائية من أفغانستان، حيث لا تزال العادات القبلية مسيطرة.

وقالت الكابتن كروسلي: «في المناطق التي كنت أعمل لا يزال هناك كثير من الجهد الذي ينبغي أن يبذل. هناك كثير من الأشياء التي ينبغي القيام بها. والمحزن أنهن يعانين من الإهمال», لكن الجميع أدرك الآن أن التعليم حيوي لتأمين مستقبل مشرق بالنسبة للنساء في هلمند.

وأضافت اللفتنانت فرنش، التي ستعود إلى أفغانستان للخدمة لـ6 أشهر أخرى في عام 2014: «إنه عالم صعب لكن بعض النساء اللاتي التقيناهن كن عازمات على أن يصبحن إيجابيات، وآمل في أن يحظين بمستقبل أفضل».

ولا أحد يختلف على أن هناك حاجة ماسة إلى نساء المارينز، لا سيما داخل العيادات الطبية، في إطار حمل قوات «إيساف» لقمع التمرد. وكما يقول عدد من الضباط، فإنه لا يمكن أن تجذب السكان إلى صفك إذا كنت لا تستطيع الحديث إلا إلى نصف عدد السكان. ولكن تظهر مقابلات تمت خلال مرافقة المارينز في دوريات خلال الأسبوعين الماضيين داخل هلمند أن هذه المجموعات التي تمكنت من التواصل مع بعض أكثر النساء انعزالا في العالم لا تزال في مرحلة التطور. وأظهرت جولة في مطلع مايو (أيار) الحالي لتقديم رعاية طبية لنساء أفغانيات داخل قرية لاكاري الأخطار والمشكلات التي تحيط بهذا البرنامج، وما يمكن أن يعلق عليه. وأرجئت الجولة بسبب تقارير أفادت بأن طالبان وضعت قنبلة في مبنى العيادة المقصودة، وعلى الرغم من أنه لم يعثر على شيء، انتقل المارينز إلى مكان آخر. وبعد ذلك بدأت المعاناة على أشدها. وفي نهاية اليوم، قامت امرأة أفغانية نمت لديها ثقة بإعطاء طفلها للجندية من المارينز, لتأخذه للضابط الطبيب، الذي قال إن لديه مشكلات في الجهاز الهضمي، بسبب لبن الماعز. ويتحدث الجميع عن ما يتعلق ببناء الثقة، فإن «الوضع جيد».

وغالبا ما يفاجأ السكان المحليون عندما يرون نساء يرتدين سترات واقية من الرصاص. وداخل المجمعات، تقول النساء في المارينز إن الأفغانيات يحرصن على التأكد من أنهن نساء فعلا. وفي صبيحة أحد الأيام داخل قرية في هلمند، وبينما كانت الضابطة تسأل امرأة أفغانية عما إذا كانت مستعدة للتدريس بمدرسة جديدة، قال نساء وأطفال آخرون إنهم لم يروا امرأة غير بشتونية من قبل.

ستعرض الصور في الفترة من 25 أكتوبر (تشرين الأول) إلى 11 نوفمبر (تشرين الثاني) 2012 ضمن معرض بعنوان «الصورة البيضاء» في أوكسو تاور غاليري.