السماح بالصلاة في ساحة مواجهة لقصر الرئاسة لأول مرة منذ 1980

خطباء «الإخوان المسلمين» والسلفيين يهيمنون على منابر العيد

آلاف المصريين يؤدون صلاة العيد في الساحة المواجهة لقصر عابدين لأول مرة
TT

أدى ملايين المصريين أمس صلاة عيد الأضحى في المساجد والساحات المخصصة لذلك، بينما سيطر خطباء جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين على أغلب المنابر في المحافظات المختلفة. وسمحت السلطات المصرية أمس لأول مرة منذ عام 1980 للمصلين بأداء الصلاة في ساحة ميدان عابدين المواجهة لقصر عابدين الرئاسي.

وأدى الرئيس المصري محمد مرسي صلاة العيد أمس بمسجد «الرحمن الرحيم» بالقاهرة، برفقة نائبه المستشار محمود مكي، ورئيس مجلس الوزراء الدكتور هشام قنديل، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، واللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة.

وعقب انتهاء الصلاة وجه الرئيس مرسي كلمة مقتضبة للمصريين هنأهم فيها بالعيد، ووجه التحية «لشهدائنا في كل مكان» وللمسلمين في فلسطين وسوريا، مؤكدا على وقوف مصر إلى جانب المسلمين «ومساندتهم في كل مكان».

إلى ذلك سمحت السلطات المصرية بأداء الصلاة في الساحة المواجهة لقصر عابدين الجمهوري، لأول مرة منذ اغتيال الرئيس أنور السادات عام 1981 على يد إسلاميين متشددين، وما تبعه من أحداث إرهابية في محافظة أسيوط بصعيد مصر جعل السلطات الأمنية تلغي الصلاة في الساحة منذ ذلك الوقت.

واعتاد سكان منطقة وسط القاهرة طوال فترة حكم الرئيس السابق حسني مبارك، إغلاق ميدان عابدين في أول أيام عيدي الفطر والأضحى بسيارات الأمن المركزي وكردونات أمنية لمنع أي تجمعات للصلاة فيه، إلا أنه منذ أول من أمس أقام حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، سرادقا كبيرا في الساحة التي تتوسط الميدان، في مواجهة الباب الرئيسي للقصر الجمهوري، وطافت سيارات تحمل مكبرات الصوت في شوارع حي عابدين ليلة العيد تدعو سكان المنطقة إلى أداء الصلاة في الساحة.

وانتشرت على جنبات الساحة شعارات الإخوان المسلمين وشباب يرتدون شعارات الحزب، لجمع التبرعات للفقراء في مصر، ولدعم اللاجئين السوريين، كما وزعوا حلوى وألعابا على الأطفال الذين حضروا الصلاة مع ذويهم. وكان لافتا رغم الحضور الإخواني المكثف، أداء رجال شرطة الحرس الجمهوري الصلاة وسط عناصر «الإخوان» والسلفيين الذين مثلهم أعضاء «الجمعية الشرعية».

وألقى الشيخ عادل السيد خطبة العيد تحدث فيها عن فضل عيد الأضحى ويوم الجمعة، ودعا الحضور إلى مساندة «ولاة أمور المسلمين لتطبيق الشريعة ورفض ما سواها»، وهو ما اعتبره بعض الحضور إسقاطا على مسودة الدستور المصري التي أعلنت مؤخرا.

وفي ميدان التحرير، أدى مئات المواطنين صلاة عيد الأضحى، وأم المصلين الشيخ مظهر شاهين خطيب وإمام مسجد عمرو مكرم، الذي ألقى خطبة طالب فيها بضرورة إعادة حق الشهداء، واستمرار الثورة للوصول إلى العدالة الاجتماعية المنشودة التي لم تتحقق حتى الآن رغم تولي رئيس منتخب رئاسة البلاد، كما طالب بإعادة المحاكمات بشكل عاجل، محملا المسؤولين، وعلى رأسهم الرئيس محمد مرسي، مسؤولية عدم تحقيق الأمن وأهداف الثورة بشكل عام.

وعقب الصلاة ردد المصلون هتافات منددة بحكم «الإخوان المسلمين»، وتطالب بالقصاص للشهداء الذين سقطوا منذ اندلاع ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، وقام عدد من المصلين بطرد الشيخ شاهين من الميدان، بعد أن اتهموه بالانتماء لجماعة الإخوان، وتجاهل مصالح الشعب والشهداء.

وفي محافظة قنا بصعيد مصر، شهدت صلاة عيد الأضحى المبارك انقساما بين مختلف تيارات الإسلام السياسي، حيث أصر كل تيار على أداء صلاة العيد في مكان خاص به مع اختيار خطيب من أبناء التيار.

وأدى أعضاء جماعة الإخوان المسلمين صلاة العيد في ساحة بجوار مصلحة الأحوال المدنية، بينما أدى أبناء الدعوة السلفية صلاة العيد باستاد الشبان المسلمين الرياضي، وأعضاء الجماعة الإسلامية في استاد قنا الرياضي، الذي اعتاد أبناء المحافظة بكل فئاتهم وتياراتهم أداء صلاة العيد فيه، فيما صلى أبناء الطرق الصوفية والقيادات التنفيذية والشعبية بالمحافظة في مسجد القطب الصوفي السيد عبد الرحيم القنائي، وهو المسجد الذي صلى فيه اللواء عادل لبيب محافظ قنا ومعه القيادات التنفيذية والشعبية بالمحافظة.

وتوارت الأحزاب المدنية والليبرالية عن الأنظار في قنا خلال صلاة العيد أو بعدها، عكس ما حدث في عيد الفطر، حيث شهدت الصلاة منافسة ساخنة بين كافة التيارات الدينية والمدنية لإثبات الحضور أمام المواطنين.