معركة «معرة النعمان» تهجر 200 ألف سوري إلى «العراء»

القيادة المشتركة في الجيش الحر تطلق نداء استغاثة لمساعدتهم

TT

في وقت ينتظر فيه أكثر من 8000 لاجئ سوري على الحدود، الإذن بالدخول إلى تركيا وسط الصعاب التي تشهدها لإيواء اللاجئين، بحسب ما نقلت صحيفة «حرييت» على لسان محافظ «كيليس» سليمان تابسيز، الذي أوضح أن «تركيا تسمح لهم بالدخول عندما نستطيع استقبالهم بعد تأمين أماكن كافية لهم»، أطلقت القيادة المشتركة في الجيش الحر نداء استغاثة تطلب فيه مساعدة النازحين السوريين الموجودين في العراء من دون غذاء ولا دواء، والذين يبلغ عددهم 200 ألف، وذلك بعدما نزحوا من بلداتهم في معرة النعمان ووادي الضيف إثر انطلاق معركة تحريرهما.

وجاء في النداء: «نظرا للمعارك الدائرة في منطقة معرة النعمان ووادي الضيف تعرض قرابة 200 ألف مواطن سوري معظمهم من الأطفال والنساء للتهجير جراء القصف الوحشي من قبل قوات النظام»، لافتا إلى أن «وضع المهجرين سيئ للغاية من جراء هذا القصف الذي استهدف بلدات عدة، وبعضها هدمت بنيتها بنسبة 70 في المائة».

وعن وضع هؤلاء يقول مصدر قيادي في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط»: «القصف العشوائي والعنيف الذي يعتمده النظام في معرة النعمان إضافة إلى استخدامه البراميل لاستهداف المنازل التي تشكل الحاضنة الشعبية للجيش الحر، أرهبت السكان فتركوا بلداتهم وهربوا إلى العراء، لا سيما أن تركيا تقفل الباب في وجههم بعدما فاق عدد الموجودين على أراضيها قدرة المخيمات على استيعابهم». وفي حين لفت المصدر إلى أن هذا الوضع هو حال معظم المناطق السورية، فإنه أكثر حدة في معرة النعمان ووادي الضيف، حيث يحاصر الجيش الحر الفوج 46 التابع لقوات النظام، كما تعجز أيضا المنظمات الإنسانية عن تأمين المتطلبات اللازمة لهم من الغذاء والماء والدواء.

وأشار بيان القيادة المشتركة إلى أن تهجير هؤلاء من بلداتهم الذي بدأ منذ أسبوعين تقريبا، جاء بعدما أعلن المجلس العسكري الثوري في إدلب في 12 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، معركة تحرير مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي، وهي مدينة موقعها استراتيجي بسبب قربها من محافظات حلب وإدلب المدينة ومحافظة حماه، ونجح حينها الجيش الحر خلال 48 ساعة في تحرير سبعة حواجز داخل المدينة.

لكن وجود حاجز كبير جدا إلى الشرق من معرة النعمان بنحو 7 كلم يعرف بـ«حاجز وادي الضيف» الذي يتمركز فيه عدد كبير من قوات النظام وعدد من قطع المدفعية والدبابات، أدى إلى استمرار القصف على المدينة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 80 ألف نسمة.

كما أجبر القصف بالحوامات والطيران الحربي 90 في المائة من سكان المدينة والقرى والبلدات المحيطة بها، أهمها، كفردومة ومعرشورين وجزء كبير من أهالي كفرنبل وحيش، على النزوح عن مساكنهم.

ويلفت النداء إلى أن التهجير طال أيضا قرية الحامدية التي يوجد فيها حاجز عسكري تابع للنظام، إضافة إلى حاجزين محاصرين من قبل كتائب المجلس العسكري، الأمر الذي جعل النظام يرسل الأرتال والتعزيزات العسكرية من مدينة حماه بهدف فك الحصار عن الحاجزين وإلقاء البراميل المتفجرة على المدن والقرى، ما أدى إلى تدمير نحو 70 في المائة من البنية التحتية لها، هذا الواقع أدى إلى هروب العائلات إلى بلدات بعيدة عن المعارك، فيما لم يجد معظمهم مأوى لهم غير الحقول بين أشجار الزيتون في ظل ظروف إنسانية صعبة للغاية، ويفتقرون إلى أبسط وسائل المعيشة من خبز وطعام ولباس ودواء، ويقدر عددهم بحدود 200 ألف.

وناشدت القيادة المشتركة المنظمات الإنسانية والدولية العمل على إغاثتهم بالسرعة الممكنة، معتبرة أن حياتهم في خطر وهم لا يملكون الحد الأدنى من مقومات العيش.