الحجاج يستقبلون اليوم في «منى» أول أيام التشريق

مصلحة الإحصاءات العامة أكدت أن المقيمين يمثلون الغالبية العظمى من حجاج الداخل هذا العام

TT

تستقبل جموع حجاج بيت الله الحرام اليوم، أول أيام التشريق الثلاثة، حيث يرمون الجمرات الصغرى ثم الوسطى فالكبرى، وذلك بعد رميهم جمرة العقبة وتحللهم من الإحرام أمس، بينما صلى عدد من الحجاج أمس صلاة العيد والجمعة بالمسجد الحرام، كما أدى طواف الإفاضة من لم يطف للقدوم منهم.

وأكدت مصلحة الإحصاءات العامة بلوغ عدد الحجاج هذا العام 3.161.573 حاجا وحاجة بينهم 1.408.641 من داخل المملكة معظمهم من المقيمين، بينما بلغ عدد حجاج الخارج 1.752.932 حاجا.

وأشار بيان أصدرته المصلحة إلى أنها وصلت إلى تلك الأرقام باستخدام أسلوب الأجهزة الكفية، وهو يعتبر من أكثر الأساليب حداثة لجمع البيانات الميدانية.

من جانبه، أوضح اللواء خالد بن قرار الحربي قائد قوات الطوارئ الخاصة، أن أكثر من 3 ملايين حاج رموا جمرة العقبة ولم تسجل أي حالة أثرت على تأدية الحجاج لشعيرتهم.

وبين اللواء الحربي أن تدفق الحجاج لمنشأة الجمرات بدأ منذ الثانية فجرا واستمر حتى الساعة السادسة صباحا، ثم أخذ في الارتفاع بكثافة بشكل ملحوظ.

وقال: «إن الطابق الثالث من منشأة الجمرات شهد زيادة في كثافة الحجاج نظرا لقدومهم من النفق الجديد الموصل بالمعيصم، والذي يوجد به نحو 30 في المائة من إجمالي الحجاج». ميدانيا، أعلنت وزارة الصحة أن ما يقرب من 294 ألف حاج راجعوا المستشفيات والمراكز الصحية بالمشاعر المقدسة ومكة المكرمة حتى صباح أمس.

وأوضح البيان الإحصائي اليومي لوزارة الصحة أن 183 ألف حاج استفادوا من خدمات الرعاية الصحية الأولية بالمراكز الصحية بمكة والمشاعر المقدسة والعاصمة المقدسة والمدينة المنورة خلال الفترة نفسها، بينما دخل 2230 مريضا أقسام التنويم بمستشفياتها.

وكانت ملايين من حجاج بيت الله الحرام أقبلوا منذ ساعات فجر أمس جماعات وفرادى إلى مشعر منى راجلين وركبانا، مهللين ومكبرين تملأ قلوبهم الفرحة والسرور بعد أن منّ الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات، وفور وصولهم شرعوا برمي جمرة العقبة، اتباعا لسنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ثم يطوفون بالبيت العتيق ويؤدون نسكي الحلق أو التقصير والنحر.

ويأتي رمي الجمرات تذكيرا بعداوة الشيطان الذي اعترض نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل - عليهما السلام - في هذه الأماكن، فيعرفون بذلك عداوته ويحذرون منه، وبذل رجال الأمن وأفراد الكشافة جهودا ملموسة في نصح وإرشاد الحجاج باستخدام الأدوار لجسر الجمرات في الرمي والالتزام بالمسارات نحو الجسر بما يوفر للحاج راحة ويسرا في الحركة.

واتسمت حركة الحجيج نحو جسر الجمرات والساحات المحيطة به بالتدفق المتدرج والآمن على دفعات وتوزعت على الأدوار حسب التنظيم المعد، والعودة لمواقع إقامتهم بانسيابية ومرونة، بينما اتسمت الطرق في مشعر منى إجمالا بالمرونة في الحركة المرورية للسيارات وتنقل الحجيج.

بدورها، أعلنت شركة «المياه الوطنية» أن إجمالي كميات المياه التي ضختها الشركة لاستهلاك الحجاج في المشاعر المقدسة خلال أول أيام عيد الأضحى المبارك أمس بلغت نحو 315 ألف متر مكعب، وهي ضمن ما يزيد على مليون متر مكعب تم ضخها منذ الثاني والعشرين من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، وذلك مع ارتفاع درجات الحرارة التي وصلت إلى ما بين 34 و36 درجة مئوية، حسب الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة.

وأعلن المهندس لؤي المسلم رئيس الشركة أن المختبرات المتنقلة والتي تجوب المشاعر المقدسة لإجراء التحاليل اللازمة للمياه في الخزانات والشبكات العامة للتأكد من صلاحيتها للاستخدام، وفي موقع الخزان أو الشبكة، لم تسجل حتى أمس أي حالات تلوث للمياه، رغم المجموعات الكبيرة من النقاط الاستهلاكية التي تخدم الحجاج بينها نحو 69 دورة مياه، و6 آلاف مشرب، وأكثر من 70 ألف صنبور مياه للوضوء.

من ناحيته، أكد اللواء عبد الرحمن المقبل مدير الإدارة العامة للمرور مساعد قائد قوات أمن الحج لشؤون المرور، أن حركة المرور حرة في جميع المحاور الرئيسية المؤدية إلى العاصمة المقدسة، مفيدا بأن المنطقة المركزية، وشارع المسجد الحرام، وأجياد، وريع بخش، وشارع إبراهيم الخليل، تشهد انسيابية عالية في الحركة.

وأوضح المقبل أن هناك 4 محطات لنقل حجاج بيت الله الحرام من منى إلى الحرم، مبينا أن محطة «صدقي»، ومحطة «باب علي»، ومحطة «العزيزية وأنفاق الملك خالد»، ومحطة «مزدلفة»، من أبرز المحطات.

وحول خطة عمل المرور بالمعيصم أفاد اللواء المقبل بأن العمل بالخطة بدأ من أول يوم التروية ويستمر حتى نهاية أيام التشريق من خلال المحافظة على المعيصم ومنع وقوف أي مركبة على جانبي الطريق بالاتجاهين وعلى امتداد الطريق وبشكل مزدوج، مع تسهيل الدخول والخروج من مشعر منى عن طريق المعيصم يوم التروية، وتسهيل مهمة خروج الحافلات إلى مزدلفة من طريق المعيصم عند التصعيد يوم عرفة، وتسهيل مهمة دخول الحافلات من مزدلفة إلى منى يوم النفرة عن طريق المعيصم، وتسهيل عملية دخول السيارات إلى منطقة المجازر والخروج منها ومنع دخول المركبات غير المصرح بها إلى منطقة المجازر.

وأضاف أن جسر الملك فيصل تسلم من قيادة مرور مزدلفة صباح أمس ومنع وقوف المركبات فوق الجسر حتى نهاية أيام التشريق، للمحافظة على أن يكون الطريق سالكا طيلة أيام التشريق من دون أي وقوف، مع المحافظة على أن يكون الطريق سالكا للبرادات والمركبات الخاصة بنقل المخالفات من دون تعطيل، إلى جانب التنسيق مع إدارة المجازر لتسهيل دخول وخروج السيارات ومنع السيارات المحملة بالأغنام من الوقوف العشوائي على جانبي الطريق.