المبعوث الأممي لنزاع الصحراء يبدأ جولة في منطقة المغرب العربي

الخارجية المغربية تدعوه إلى التحلي بالواقعية وروح التوافق

TT

استبعدت مصادر مطلعة في الرباط أن يلتقي العاهل المغربي الملك محمد السادس كريستوفر روس المبعوث الأممي المكلف بالصحراء خلال جولته في منطقة المغرب العربي، وكان روس وصل أمس إلى المغرب في أول جولة يقوم بها في المنطقة بعد فترة غياب.

وكان يفترض أن تجري هذه الجولة في مايو (أيار) الماضي بيد أنها تأجلت، ثم ألغيت بعد أن رفض المغرب التعامل مع كريستوفر روس حيث أعلنت الرباط في يوليو (تموز) الماضي أن مواقفه اتسمت بعدم الحياد وأن المحادثات المباشرة بين المغرب والبوليساريو تدور في حلقة مفرغة و«تتآكل» بسبب الأسلوب الذي انتهجه روس.

وفي أواخر أغسطس (آب) الماضي أجرى العاهل المغربي محادثات مع بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، أعلنت بعدها الرباط عن تراجعها عن موقفها، وكانت الولايات المتحدة أعلنت تمسكها باستمرار روس، وهو في الأصل دبلوماسي أميركي، في مهمته. ولم يحدد بيان صدر عن وزارة الخارجية المغربية قبل وصول روس إلى الدار البيضاء قادما من نيويورك، المسؤولين الحكوميين الذين سيلتقيهم في الرباط، واكتفى البيان بالقول إن «كريستوف روس المبعوث الشخصي للأمين العام المكلف بقضية الصحراء، يوجد في المغرب في زيارة عمل».

وأوضح البيان أن زيارة روس «تندرج في إطار المساعي الرامية إلى إعادة إطلاق المسلسل السياسي الهادف إلى إيجاد حل سياسي نهائي وتوافقي للنزاع الإقليمي حول الصحراء». وأشار إلى أن الزيارة تأتي في أعقاب المحادثات الهاتفية التي جرت بين الملك محمد السادس وبان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة في 25 أغسطس الماضي. وقال بيان الخارجية المغربية إن العاهل المغربي طلب آنذاك «تحقيق تقدم في مسلسل التسوية على أسس قوية وسليمة والالتزام بالمحددات الواضحة الواردة في قرارات مجلس الأمن وخاصة التحلي بالواقعية وروح التوافق والاعتراف بجدية ومصداقية الجهود التي بذلها المغرب في إطار مبادرة الحكم الذاتي». وكان متحدث باسم الأمم المتحدة قال: إن جولة روس في المنطقة ستشمل المغرب وموريتانيا والجزائر وتندوف (جنوب غربي الجزائر) حيث توجد قيادة جبهة البوليساريو، مشيرا إلى أن الزيارة ستستمر حتى منتصف الشهر المقبل.

وفي غضون ذلك أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية أن هيلاري كلينتون ستصل الجزائر يوم الثلاثاء المقبل. وقالت فيكتوريا نولاند إن كلينتون ستبحث في الجزائر «العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية، وإن وزيرة الخارجية الأميركية ترغب في الحديث مع المسؤولين الجزائريين بشأن الوضع في مالي خاصة بعد التقارير التي أشارت إلى أن الجزائر منفتحة بشأن دعم قوات من «إكواس» (دول غرب أفريقيا) وسنبحث هذا الأمر في الجزائر الثلاثاء المقبل، كما ستتناول موضوع تنظيم القاعدة في منطقة المغرب العربي» على حد قولها.

وفي موضوع آخر حثت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) دول المغرب العربي التعاون معها من أجل التصدي لموجات كبيرة من أسراب الجراد الصحراوي يتوقع أن تغزو المنطقة خلال الأسابيع المقبلة، وقالت المنظمة في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن على الجزائر والمغرب وليبيا وموريتانيا التعاون مع المنظمة للتصدي لأسراب الجراد، التي توقعت أن تصل إلى الجزائر وليبيا وجنوب المغرب وشمال شرقي موريتانيا. وقالت المنظمة إنها تحتاج إلى ستة ملايين دولار إضافية لتقديم دعم عاجل لفرق عمل توجد في المنطقة، للتصدي لأسراب الجراد، بعد أن وفرت كل من فرنسا وبريطانيا وأميركا مبلغ أربعة ملايين دولار، وقال كيث كرسمان كبير موظفي قسم التوقعات في منظمة فاو، في بيان صحافي إن هذه الأسراب يتوقع أن تؤدي إلى أضرار بليغة على المراعي وزراعات الحبوب في شمال أفريقيا، وقال كرسمان إن الجراد يتوالد الآن في تشاد ويستعد للانطلاق شمالا (نحو منطقة المغرب العربي) عبر كل من النيجر ومالي، وتوقع أن تتكون هذه الأسراب من ملايين الجراد الذي ينتقل بسرعة من منطقة إلى أخرى، بسرعة تصل أحيانا إلى 150 كيلومترا في الساعة. وأشار كرسمان أن الأوضاع الأمنية المتدهورة في شمال مالي تعرقل جهود الفاو في التصدي لأسراب الجراد قبل أن تتوجه شمالا.