الحزن يكسو دمشق في العيد.. والكل «مكتئب وحزين»

سكان العاصمة يعتبرون «هدنة الأخضر» الإبراهيمي.. «هدنة الأصفر اليابس»

TT

مع أن وسط العاصمة بدا هادئا نسبيا فيما أطرافها ظلت تشتعل رغم الهدنة، فإن الحركة كادت تنعدم في أول أيام العيد، ويقول خالد الذي جاء من مشروع دمر لمعايدة أهله إن الطرق إلى دمشق كانت مغلقة أول يوم في العيد، وفي اليوم الثاني كانت الطرق شبه خاليه وعندما وصل بيت أهله وسط العاصمة لم يجد مكانا يركن فيه سيارته، حيث احتلت سيارات السكان الشوارع «ثلاثة صفوف وكأن الجميع يلتزمون بيوتهم» ويقول إن جارة أهله حدثته عن أحد معارفها «بأنه مسكين صدق وجود هدنة وذهب أمس إلى حرستا لتفقد بيته ومعه زوجته وابنته وبعد عبوره الحاجز قام العسكر برشهم بالرصاص فقتلوا الثلاثة».

ويتابع خالد (45 عاما): «لا أجواء عيد في دمشق ولا أي مكان، الجميع مكتئب وحزين» مشيرا إلى أن ثلاث عائلات من أقاربهم فقدوا أبناء لهم وهذا كاف لمشاركتهم الحزن. ويتابع: «خلال ساعتين قضيتهما مع الوالد والوالدة والجيران كان حديثنا من قتل ومن أصيب ومن نهب منزله في ضواحي دمشق بينما كنا نسمع صوت القذائف المدفعية وهي تنطلق من قاسيون باتجاه الغوطة». أما عن وضع الأولاد في العيد فيقول: «حاولت أنا وزوجتي الاحتيال عليهم لاحتجازهم في البيت أول يوم، حاولنا تسليتهم بصناعة حلويات وابتكار ألعاب جديدة لكنهم آخر اليوم كانوا ضجرين وطالبونا بمشوار إلى السينما أو الملاهي أو زيارة جدتهم، للأسف لم نتمكن من تلبية طلبهم وسمحنا لهم فقط بالنزول إلى الحديقة أمام البيت لبعض الوقت ثم ذهبنا إلى مطعم قريب في مشروع دمر فلم يكن هناك أي عائلة غير عائلتنا».

وعن الهدنة يقول خالد إن «ليس لدى أي عارف بالوضع السوري وهم حول إمكانية الالتزام بالهدنة»، مذكرا بفريق المراقبين الدوليين ومن قبلهم المراقبون العرب. وقال: «حينها كانت هناك ضمانات دولية ومراقبون ومع ذلك لم تنفذ أي هدنة فكيف اليوم وقد وضعها المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي في ذمة ضمير النظام والمعارضة؟!». ويستدرك: «كنا نأمل بوقف القصف فقط، أو عمليات التفجير وتخفيف وطأة الحواجز حتى هذا لم يحصل، القصف استمر والحواجز زادت من تشديدها وتقييدها للحركة، والتفجيرات.. افتتح العيد بتفجير كبير في حي دف الشوك في ساحة العيد وفي درعا، واليوم الثاني ابتدأ بتفجير بدير الزور إنها رسائل للناس كي يمكثوا في منازلهم».

أما فايزة صاحبة صالون تجميل للسيدات فلم تتمكن من الذهاب إلى لبنان لقضاء أيام العيد، وتقول إنها أول مرة تفكر بالسفر خارج دمشق خلال العيد، فعادة كان الأسبوع الذي يسبق العيد وأيام العيد موسم عمل الصالون ويتجاوز عدد ساعات العمل 18 ساعة يوميا. وتقول «الزبونات كن يجلسن في الحديقة والشارع بانتظار الدور لشدة الازدحام حيث تكثر الاحتفالات ومناسبات الخطوبة والزواج وغيرها، ومنذ نحو عام بدأ ذلك بالتراجع وهذا العيد كان العمل بمعدل ساعتين فقط باليوم أو على وفق موعد مسبق مع زبونة أو اثنتين فقط» لذلك فكرت بالسفر إلى لبنان لكن هناك من أخبرها أن الطريق عند الزبداني مقطوع فعدلت عن الفكرة وأمضت العيد في البيت مع أولادها. وتقول: «خصصت أيام العيد للتفرغ للغسيل والطبخ وتجريب وصفات جديدة، لا شيء يشجع على الخروج من المنزل». ولدى سؤالها عن الهدنة ضحكت وكأنها تسمع نكتة: «تقصدون هدنة الأخضر؟ إنها هدنة الأصفر اليابس»..