كلينتون: أخطط لترك منصبي بعد حفل تنصيب الرئيس

قالت إنها أبلغت أوباما أنها ستبقى حتى يتم تعيين وزير خارجية جديد

TT

أكدت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، للرئيس باراك أوباما أنها ستظل في منصبها حتى يتم تعيين وزير خارجية جديد، لكنها أشارت في مقابلة شخصية إلى أن هذا «ليس إطارا زمنيا مفتوحا».

وقالت كلينتون: «إنه لا يزال حقا نفس الإطار الزمني الذي وضعته لنفسي»، مؤكدة عزمها ترك منصبها على رأس الدبلوماسية الأميركية بعد فترة واحدة حتى في حال إعادة انتخاب الرئيس أوباما لولاية ثانية. وأضافت وزيرة الخارجية الأميركية: «سوف أتخلى عن منصبي بعد حفل التنصيب هذا هو ما أنوي القيام به، ولكنني لم أتمكن من الجلوس مع الرئيس والتحدث إليه حتى الآن لأنه يسعى للفوز في الانتخابات، وهو ما أرجو أن يحدث قريبا. وسوف نبحث طريقة إدارة تلك العملية الانتقالية».

جاءت تلك التصريحات على لسان وزيرة الخارجية الأميركية ردا على تقارير إخبارية بأنها تدرس البقاء في منصبها لفترة أطول حتى تتعامل مع المسائل المتعلقة بالهجوم على البعثة الدبلوماسية الأميركية في مدينة بنغازي الليبية في الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) الماضي، وهو الهجوم الذي أسفر عن مقتل السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز وثلاثة أميركيين آخرين.

وكانت تلك التقارير قد أثارت موجة من التكهنات بأن كلينتون - التي تعد واحدة من أكثر أعضاء حكومة أوباما شعبية ويشاع أنها ستكون مرشحة الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016 - قد تكون على استعداد للبقاء في منصبها لفترة ثانية، جزئية أو كلية، إذا ما تم إعادة انتخاب أوباما لولاية ثانية. وأكدت كلينتون مرارا وتكرار أنها ستعمل لفترة واحدة فقط.

ويبدو أن السكرتير الصحافي للبيت الأبيض جاي كارني سعيد بترك هذا الباب مفتوحا للتكهنات، في الوقت الذي يخوض فيه الرئيس أوباما معركة انتخابية حامية الوطيس مع منافسه الجمهوري ميت رومني، ويمكن أن يستفيد من إمكانية بقاء كلينتون في منصبها لفترة ثانية.

وفي حديثه للصحافيين على متن طائرة الرئاسة يوم الخميس الماضي، قال كارني: «أعتقد أنكم قد سمعتم الرئيس يقول، بمنتهى الصراحة، إن كلينتون قد قامت بعمل عظيم بصفتها وزيرة للخارجية، وأنه يود، بالطبع، أن تبقى في منصبها. لا يمكنني الحديث عن ذلك بطريقة أفضل من تصريحات السيد الرئيس الليلة الماضية، التي قال فيها إنه يبدي اهتمامه ببقائها في منصبها إذا كان من الممكن إقناعها بذلك».

وفي مقابلة معها، أكدت كلينتون للـ«واشنطن بوست» أنه من غير المرجح أن يتم إقناعها بالبقاء، وقالت: «أنا لا أود البقاء لفترة أطول في حقيقة الأمر، ولكني أدرك أيضا أنه يتعين علينا أن نكون على وعي بما يتعين علينا القيام به. ومرة أخرى، يتعين علي الحديث مع الرئيس».

وكان اختيار كلينتون وزيرة للخارجية بمثابة مفاجأة كبيرة بعد المنافسة الشرسة مع أوباما على ترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية عام 2008. وصرحت كلينتون بأنها لن تخوض انتخابات الرئاسة عام 2016. ولكن هناك بعض التكهنات التي تشير إلى أنه قد يمكن إقناعها بالعدول عن رأيها.

وفي حال إعادة انتخاب أوباما كرئيس للولايات المتحدة، فإن بقاء كلينتون في منصبها بعد يوم التنصيب ليس أمرا غير مألوف، لأن أعضاء الحكومة غالبا ما يبقون في مناصبهم حتى يتم تعيين مسؤولين آخرين بدلا منهم من قبل مجلس الشيوخ.وكان الجنرال كولن باول، أول وزير خارجية للرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش، قد أخلى مكتبه وأزال اللوحات من على الجدران في اليوم السابق لتنصيب بوش لولاية ثانية في شهر يناير (كانون الثاني) 2005. ولكن مجلس الشيوخ، الذين كان أعضاؤه غاضبين بشأن حرب العراق، لم يصدق على تعيين كوندوليزا رايس وزيرة خارجية جديدة إلا بعد أسبوع، وبقي باول في منصبه حتى ذلك الحين.

وكانت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، سوزان رايس، مرشحة لخلافة كلينتون كوزيرة للخارجية، ولكن احتمالات توليها المنصب قد تأثرت بشدة بسبب الأزمة السياسية التي أعقبت الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي. وكانت رايس قد عبرت عن رد فعل الإدارة الأميركية بعد خمسة أيام من اقتحام القنصلية في أحد البرامج الحوارية على شبكة الإنترنت، وهو ما زاد من فرص ترشيحها لذلك المنصب الرفيع، ولكنها سرعان ما فقدت مصداقيتها بعدما أشارت إلى أن الهجوم جاء، بصورة جزئية، نتيجة الفيلم المسيء للإسلام.

ومن جهتها، قالت كلينتون إن قرار اختيار من سيخلفها في وزارة الخارجية هو قرار خاص بالرئيس، مشيرة إلى أن الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي قد أثر على تفكيرها، واصفة «التوتر الكامن» بين الحفاظ على سلامة وأمن الدبلوماسيين والتواصل بصورة أكبر مع العامة خارج جدران السفارات، كفكرة كانت تدافع عنها شخصيا.

وإلى جانب التفكير بعناية في التهديدات الجديدة، قالت كلينتون إن وزارة الخارجية الأميركية تركز على مسؤولية البلد المضيف في حماية البعثات الدبلوماسية، متسائلة: «ماذا سيحدث لو لم تتمكن دولة ما من القيام بذلك أو رفضت القيام بذلك؟ في الواقع، يعد هذا مستوى جديدا من التحليل الذي نعمل عليه منذ أشهر، وما حدث في بنغازي جعل هذه النقطة تبرز إلى بؤرة الاهتمام».

* ساهم في كتابة التقرير كارين دي يونغ وآن غيران.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»