الفعاليات الإسلامية في أوروبا: فرحة العيد منقوصة بسبب الأوضاع في سوريا

الحكومة البلجيكية تشير إلى أوضاع السوريين في خطاب التهنئة للمسلمين بالعيد

أطفال سوريون يركضون خلف شاحنة محملة بهدايا العيد في مخيم للاجئين بإدلب أمس (أ.ب)
TT

شكل استمرا ر الوضع الحالي في سوريا مصدر ألم للمسلمين في أوروبا، مما قلل من الشعور بفرحتهم بالعيد، وعبر عن ذلك اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا من خلال بيان صدر ببروكسل عاصمة الاتحاد الأوروبي، كما كان الملف حاضرا في خطاب تهنئة الحكومات الأوروبية، ومنها الحكومة البلجيكية للمسلمين المقيمين على أراضيها بمناسبة العيد، في ما حرص الكثير من أبناء الجاليات المسلمة في بروكسل وخصوصا من الذين ينتمون إلى دول الجوار مع سوريا، على إرسال نقود إلى ذويهم في الوطن الأصلي لينوبوا عنهم في الذبح، وتوزيع اللحوم على مخيمات اللاجئين السوريين، في الأردن ولبنان والعراق وتركيا، وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قال الأردني بسام أبو عياشـ صاحب محل للهواتف، إنه فعل ذلك من منطلق أنه لا يوجد محتاجون وفقراء هنا في أوروبا، وبالتالي من الأفضل توزيعها على المحتاجين في البلدان الإسلامية وأيضا على الإخوة السوريين في مخيمات اللاجئين. ومن جانبه قال الشيخ عبد الهادي عقل، إمام مسجد المركز الإسلامي ببروكسل، إنه عمل طيب أن نتذكر المتضررين والمحتاجين في هذه الأيام الكريمة المباركة، مشيرا في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» إلى أن توزيع الأضحية يكون من خلال الثلث لأهل المنزل والثلث للأقارب والأصدقاء والثلث للفقراء والمحتاجين، وأضاف أن إرسال أموال وتوكيل آخرين بالذبح يجوز لتوزيع اللحوم على المحتاجين في الدول الإسلامية، وما أكثرهم، وأشار أيضا إلى أن تذكر البعض من المهاجرين ظروف الإخوة السوريين المتضررين من الأحداث الحالية والموجودين في مخيمات في بلدانهم هو أمر عظيم.

ومن جانبه تقدم «اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا» بخالص التهنئة إلى المسلمين والمؤسسات الإسلامية في عموم القارة الأوروبية وحول العالم بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، لكنه أكد أن فرحة هذا العام تأتي منقوصة جراء آلام الأوضاع في سوريا.

وقال الاتحاد ومقره بروكسل في بيان إن هذه الأيام المباركة تحمل في طياتها الكثير من المعاني الإيمانية والإنسانية والاجتماعية السامية، مشيرا إلى أنه عندما يحتفل المسلمون بالعيد فإنهم يجدون في هذا مناسبة للتكافل والتضامن واستشعار المساواة وإشاعة البهجة بين الصغار وتدعيم التراحم بين الكبار وتعزيز التواصل الحسن مع الجيران والأصدقاء والزملاء في المجتمعات الأوروبية. وأضاف: «ولا شك أن فرحة العيد تأتي منقوصة جراء الألم والحسرة إزاء الأوضاع المأساوية التي تعانيها شعوب مسلمة في مناطق متعددة، خصوصا في سوريا وميانمار علاوة على الاعتداءات المتصاعدة التي تشنها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وانتهاكاتها بحق مدينة القدس». وأشار إلى أن «العيد هو أيضا مناسبة للتضامن الأخوي مع المسلمين في مناطق الأزمات ومع شتى المنكوبين والمضطهدين والمحرومين في أسرتنا الإنسانية الكبيرة حول العالم». ومن ناحية أخرى هنأ وزير الخارجية البلجيكي ديديه رايندرز جميع المسلمين في بلاده بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك. وأضاف: «بينما يحتدم الصراع الدامي في سوريا فإني أضم صوتي أيضا لدعوة الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي بوقف إطلاق النار خلال العيد». ويعيش ما يزيد على 500 ألف مسلم معظمهم من شمال أفريقيا وتركيا في بلجيكا التي يبلغ عدد سكانها ما يزيد على 10 ملايين نسمة.