في جدة.. عيد الأضحى شبابي من الدرجة الأولى وتقل فيه الالتزامات الأسرية

تأكيدات بأن 70% من إجمالي حجوزات السفر للخارج تخص الشباب

إجازة عيد الأضحى الطويلة تحفز مجموعة من الشباب للسفر إلى الخارج («الشرق الأوسط»)
TT

تستغل مجموعة كبيرة من الشباب انشغال عائلاتهم إما بتأدية فريضة الحج وإما لقلة الالتزامات الأسرية خلال أيام عيد الأضحى المبارك، في إعداد جداول معينة لهم والمتضمنة السفر لخارج المملكة أو استئجار الاستراحات، باعتبارهم يرون في عيد الحج طابعا شبابيا أكثر من كونه عائليا.

وكشف جوليت أحمد، صاحب إحدى شركات السياحة والسفر، لـ«الشرق الأوسط» عن بلوغ حجم حجوزات الرحلات الشبابية للخارج ما يقارب 70 في المائة من إجمالي الحجوزات التي تتلقاها شركته خلال فترة عيد الأضحى من كل عام.

وقال جوليت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «تبدأ الشركة في استقبال طلبات الحجز ابتداء من منتصف شهر ذي القعدة، والتي يشكل الشباب منها الأغلبية، غير أن حجوزات الداخل معظمها تكون عائلية، حيث إن الكثير من الأسر يفضلون قضاء أول ثلاثة أيام من عيد الأضحى في المدينة المنورة».

وأفاد جوليت أحمد بأن الشباب يقصدون كلا من دبي ومصر في ظل العروض التي وصفها بـ«المغرية» التي يتم طرحها خصوصا شرم الشيخ، وذلك عقب أحداث الثورة المصرية، إضافة إلى تركيا وماليزيا.

وفيما يتعلق بمعدل عدد الأيام التي يقضيها أصحاب الحجوزات خارج المملكة، علق قائلا: «تتراوح ما بين أسبوع و10 أيام تبدأ من يوم التروية وحتى آخر أيام الإجازة الرسمية وقد تمتد إلى ما بعدها ليومين»، مشيرا إلى أن ما يقارب 30 في المائة من الشباب غيروا وجهة سفرهم إلى شرم الشيخ بعد امتلاء فنادق دبي واستحالة وجود أماكن شاغرة هناك.

هشام الألفي، أحد الشباب الذين فضلوا التوجه إلى شرم الشيخ، أرجع سبب سفره للخارج إلى ذهاب عائلته للحج وانشغال شقيقتيه مع زوجيهما، مبينا أنه قرر السفر مع نحو أربعة من أصدقائه لقضاء عيد الأضحى في مصر.

ويقول هشام في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»: «أشعر بأن عيد الأضحى أكثر ملاءمة لنا نحن الشباب، خصوصا أن الإجازة الممنوحة لنا من الجامعة طويلة مقارنة بتلك التي تتزامن مع عيد الفطر، وهو ما يدفع بنا إلى السفر للخارج متى ما أتيحت لنا الفرصة».

في حين يرى صديقه مروان البخاري، أن قضاء عيد الأضحى خارج المملكة أفضل بكثير، ولا سيما أن مظاهر الاحتفال به تكون واضحة باعتبار أن الكثير من الدول العربية والإسلامية تجعل من هذا العيد «كبيرا» بعكس ما يحدث داخل السعودية، على حد قوله.

وفي المقابل، يؤكد سعود العتيبي الذي يعمل حاليا على التجهيز لتوديع العزوبية، أن عيد الأضحى مناسب جدا للابتعاد عن العائلة كونهم لا يهتمون كثيرا به، مضيفا: «جربت قضاءه خارج المملكة ووجدت فرقا كبيرا بين التحضيرات المحلية والدولية له».

ولكنه استدرك في القول: «لم أتمكن من السفر خلال هذه الأيام، حيث إن ميزانيتي لا تسمح بذلك، خصوصا أنني بدأت في تأثيث منزل الزوجية، إلا أنني اكتفيت بتأجير استراحة مع رفاقي البالغ عددهم 10 أفراد لتوديع العزوبية فيها أيضا».

من جهتها، أوضحت لبنى السعيد التي قرر أبناؤها الثلاثة السفر إلى إندونيسيا خلال فترة عيد الأضحى، أن احتياجها لهم يقل خلال هذا العيد، مرجعة سبب ذلك إلى رغبتها في المكوث بمنزلها والاستعداد للعودة إلى عملها بنشاط وحيوية.

وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «أعمل طبيبة في أحد المستشفيات الخاصة، ووجدت صعوبة بالغة في موافقة الإدارة على إجازتي التي بدأت منذ ليلة العيد وتمتد لمدة أسبوع واحد فقط، الأمر الذي جعلني لا أكترث لأي شيء سوى البقاء في منزلي»، موضحة أن زوجها أيضا سافر مع ابنتيها إلى مصر، بينما بقيت هي مع خادمتها وشقيقتها في المنزل.