تأجير السيارات في جدة يشهد كسادا لغياب السياح

الأسعار تنخفض 30% بحسب مصادر عاملة في القطاع

الشركات جهزت الكثير من السيارات الجديدة غير أن الموسم لم يكن كما كان متوقعا («الشرق الأوسط»)
TT

يشهد قطاع تأجير السيارات في جدة هذه الأيام تراجعا غير مسبوق، بحسب مصادر عاملة في القطاع، أشارت إلى أنها تعد موسم الحج وعطلة العيد ذروة العمل السنوي، وتنتظر فيها تحقيق عوائد تتكامل مع مواسم الأعياد والعطلات الأخرى، مبينة أن نسبة انخفاض تأجير السيارات في هذا الموسم مقارنة بالموسم السابق بلغت أكثر من 30%.

وفي هذا الصدد قال وجيه عبد الباري مسؤول التأجير في إحدى شركات القطاع في جدة، إن السوق تشهد كسادا غير طبيعي بسبب الإحجام عن التأجير، وأعاد ذلك إلى أن جدة هذا العام لم تستقطب زوارا كما كان في العام الماضي، خاصة من القادمين من خارج السعودية.

وأوضح عبد الباري أن الوضع قاد الكثير من الشركات لإجراء تخفيض في قيمة الإيجارات، في سوق يبلغ قوامها 40 ألف سيارة، مشيرا إلى أن إيجار السيارات الصغيرة يتراوح بين 70 إلى 90 ريالا في اليوم، فيما تصل السيارات الكبيرة أو العائلية إلى نحو 300 إلى 600 ريال.

وأجرى سعيد عبد الله أحد العاملين في القطاع مقارنة بعوائد الأضحى مع عيد الفطر هذا العام بقوله: إن عيد الفطر شهد انتعاشا في السوق بنسب وصلت في المتوسط إلى 80%، حيث حققت السيارات العائلية نسبة تعدت 90%، أما السيارات الصغيرة والمتوسطة فوصلت إلى نسبة 70% تقريبا، وقال: إن الارتفاع الشديد في الإقبال قاد إلى رفع مستوى الأسعار بنسبة 20% في معظم الشركات، حيث بلغ متوسط إيجار السيارة الصغيرة 140 ريالا، والمتوسطة 250 ريالا، والسيارات الكبيرة 500 ريال، فيما وصل إيجار السيارات الفاخرة إلى 2500 ريال في اليوم.

من جانبه قدر سعيد البسامي رئيس لجنة تأجير السيارات بجدة عدد المنشآت العاملة في قطاع تأجير السيارات في جدة بنحو 700 شركة توفر نحو 40 ألف سيارة مخصصة للإيجار، وأن نسب التأجير تتفاوت من فئة إلى أخرى.

وبين البسامي أن أسعار تأجير السيارات تتراوح ما بين 60 ريالا إلى 90 ريالا للسيارات الصغيرة، و90 ريالا إلى 180 ريالا للسيارات المتوسطة، و200 ريال إلى 350 ريالا للكبيرة، مشيرا إلى أن بعض السيارات الفارهة التي تحكمها لائحة أسعار خاصة قد يصل سعر الواحدة منها إلى 2500 ريال لليوم الواحد، مبينا أن نسب التأجير تتفاوت من منطقة إلى أخرى، تزيد في المناطق السياحية مثل جنوب المملكة وجدة والمنطقة الشرقية.

الأرقام الصادرة من لجنة تأجير السيارات بغرفة جدة اعتبرت السوق السعودية الأكبر في المنطقة، إذ يقدر حجم القطاع الكبير والمتوسط والصغير بنحو 67 مليار ريال، تأتي جدة في مقدمة مدن السعودية في حركة تأجير السيارات، يبلغ متوسط حجم أسطول مكتب التأجير الواحد فيها 80 سيارة.

فيما عزا عادل حسن العامل في إحدى شركات التأجير حالة الركود إلى غياب نسبة كبيرة من الأجانب بسبب إجازاتهم السنوية والتي صادفت إجازة العيد، وبخاصة أن غير السعوديين يمثلون الرقم الصعب في استئجار السيارات في أوقات الأعياد.

وقال: إن مكاتب التأجير قامت بالتجهيز لموسم العيد بتوفير أكبر عدد من السيارات من جميع الأنواع، ولكنهم فوجئوا بضعف الإقبال، وتكدس عدد كبير من السيارات أمام المكاتب انتظارا لمن يأتي ليستأجرها، لكنه توقع انتعاش سوق تأجير السيارات مع قرب بداية المدارس وعودة المسافرين، وخاصة الزبائن المعتادين من موظفي الشركات والذين قاموا بتسليم السيارات التي استأجروها قبل سفرهم.