السلطات العراقية تفتش للمرة الثانية طائرة شحن إيرانية متجهة إلى سوريا

المتحدث باسم النقل لـ«الشرق الأوسط»: جزء من إجراءاتنا السيادية

TT

أعلنت السلطات العراقية أنها قامت - للمرة الثانية - بإخضاع طائرة شحن إيرانية كانت تقوم برحلة بين دمشق وطهران للهبوط والتفتيش في مطار بغداد قبل أن تسمح لها بإكمال رحلتها.

وقال رئيس سلطة الطيران المدني ناصر حسين بندر في تصريحات صحافية: «إنه بناء على التوجيهات المركزية تم استدعاء طائرة شحن تابعة لخطوط (إيران إير) متجهة من طهران إلى سوريا السبت الماضي، وأمرناها بالهبوط للتفتيش في مطار بغداد الدولي». وأضاف: «تم تفتيشها من قبل الجهات الأمنية ولم نعثر على أي محظورات، وتم السماح لها باستكمال رحلتها». وأشار إلى أن «التوجيهات تنص على إنزال أي طائرة شحن نشك بأنها تحمل أسلحة باتجاه دمشق، وكانت هذه ثاني طائرة يتم إنزالها»، مؤكدا أن «السلطات عثرت على أدوية ومواد إنسانية فقط».

من جهته، أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة النقل كريم النوري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الإجراء الذي قامت به سلطات الطيران المدني إنما هو جزء من الإجراءات السيادية للعراق»، مشيرا إلى أن «العراق سبق وأن أخبر جيرانه، سواء كانوا إيرانيين أم أتراكا، أنه سيقوم بتفتيش أي طائرة تمر عبر أجوائه في حال وجد أن الحاجة تستدعي تفتيشها». وأشار النوري إلى أن «العراق يلتزم بالقرارات والقوانين الدولية، وأن ممارسته لمثل هذه الأمور جزء من التزامه الدولي».

وكان الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ أبلغ «الشرق الأوسط» في وقت سابق، بأن «العراق يمكن أن يخضع أي طائرة للتفتيش في حال شكك بحمولتها»، مشيرا إلى أن «الشكوك تأتي إما من خلال معلومات أو من خلال مسار الطائرة». وكانت السلطات العراقية أنزلت في الثالث من الشهر الحالي طائرة شحن تابعة لشركة الطيران نفسها قبل أن تسمح لها بمواصلة رحلتها.

وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أكد في مقابلة صحافية الشهر الحالي، أن بغداد «عازمة» على إخضاع الطائرات الإيرانية المتجهة إلى سوريا للتفتيش، وهو ما تطالب به الولايات المتحدة. وفي 21 سبتمبر (أيلول) رفض العراق طلبا لدخول طائرة كورية شمالية متجهة إلى سوريا في مجاله الجوي، للشك في أنها تنقل الأسلحة والمستشارين. وطلبت الولايات المتحدة من العراق مطلع سبتمبر إرغام الطائرات الإيرانية المتجهة إلى سوريا، العابرة في المجال الجوي العراقي، على الهبوط وإخضاعها للتفتيش، خشية أن تكون محملة بالأسلحة للنظام السوري.

وجددت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون هذا الطلب الأسبوع الماضي خلال لقائها نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. ورحبت الخارجية الأميركية الثلاثاء الماضي «بطريقة إيجابية جدا» بخطوة بغداد. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند: «نأمل أن تخضع طائرات الشحن هذه للتفتيش دوريا، وأن يؤدي ذلك إلى ردع أولئك الذين يستغلون المجال الجوي العراقي لإيصال أسلحة إلى سوريا».