تشيلسي يشكو حكم مباراته مع يونايتد بسبب تعبيرات عنصرية

الدوري الإنجليزي يواجه عاصفة جديدة بعد مباراة القمة المثيرة للجدل

TT

تواجه الكرة الإنجليزية موجة جديدة من المزاعم حول استخدام لغة مسيئة عنصريا بعدما تقدم نادي تشيلسي بشكوى رسمية ضد الحكم مارك كلاتنبرغ حكم مباراته مع مانشستر يونايتد في الدوري المحلي أول من أمس.

وجاء في بيان للنادي اللندني: «قدمنا شكوى لدى مراقب المباراة في موضوع اللغة غير اللائقة التي استخدمها الحكم مع لاعبين من فريقنا في حادثتين مختلفتين خلال المباراة. وسينقل مراقب المباراة الشكوى للاتحاد الإنجليزي ولن نعلق أكثر من ذلك على الموضوع».

وأشهر الحكم بطاقتين حمراوين لاثنين من لاعبي تشيلسي، كانت الأولى من نصيب برانيسلاف إيفانوفيتش وهي بطاقة صحيحة تماما. بينما كانت الثانية من نصيب فيرناندو توريس ولكن أسبابها لم تكن جلية كالأولى. فيما احتسب كلاتنبرغ الهدف الثالث ليونايتد الذي أحرزه اللاعب خافيير هيرنانديز من وضعية يشوبها التسلل.

ورغم أن تشيلسي لم يفصح عن هوية اللاعبين اللذين يقصدهما، فمن الواضح أن هذين اللاعبين هما لاعب الوسط النيجيري جون اوبي ميكيل. والمهاجم خوان ماتا.

وصرح مسؤولو النادي للصحافيين بأن جزءا من هذه الشكوى يتعلق بإهانة ذات طابع عنصري وجهها كلاتنبرغ إلى اللاعب ميكيل عندما توجه إلى غرفة الحكام بعد المباراة. ويعتقد أن ميكيل الذي تلقى إنذارا أثناء المباراة بداعي الاعتراض قد احتك بكلاتنبرغ داخل غرفة الحكام بعد المباراة.

وتأتي هذه الواقعة مع استمرار تنفيذ قائد تشيلسي جون تيري لعقوبة الإيقاف لمدة أربع مباريات محلية لاستخدامه لغة عنصرية في جدال بينه وبين اللاعب أنطون فيرديناند مدافع كوينز بارك رينجرز خلال مباراة بين الفريقين العام الماضي.

واستهدفت جماهير تشيلسي مدافع يونايتد ريو فيرديناند، شقيق أنطون، بصافرات الاستهجان كلما لمس الكرة. بينما كان احتفاله بهدف هيرنانديز سببا في استثارة جماهير صاحب الأرض وقيامها بإلقاء الشماريخ على أرضية الملعب. ونتيجة لقيام حرس الاستاد بتطويق الملعب بسبب هذه الاضطرابات فقد سقط أحد هؤلاء الحراس. وقال مسؤول في تشيلسي: «إننا ندرس حاليا تقارير عن احتمالات إلقاء أشياء بالاستاد أو الأحداث المحيطة بسقوط أحد الحراس».

وأضاف: «إننا نحقق في جميع الأحداث التي وقعت في هذا التوقيت. تفيد معلوماتي الحالية بأنه انزلق ووقع، وربما يكون أصيب في ركبته. وأنه تلقى العلاج بأحد جوانب الملعب». يذكر أن الحارس نقل بعدها إلى المستشفى. وذكرت لجنة حكام مسابقة دوري المحترفين في إنجلترا في بيان لها أنها تعلم «بشأن الاتهامات الموجهة إلى كلاتنبرغ، ويتم التعامل حاليا مع هذه الاتهامات بأقصى درجات الجدية». وذكر البيان: «سيتعاون مارك معنا بشكل كامل وهو يرحب بأي فرصة للوقوف على الحقائق. ولن يتم الإدلاء بأي تصريحات أخرى لحين الانتهاء من التحقيق في الأمر».

وتنتظر «لجنة حكام مباريات المحترفين» - وهي الجهة المسؤولة عن الحكام - حاليا تقريرين من كلاتنبرغ ومراقب المباراة. ويستخدم جميع الحكام أثناء المباراة ميكروفونات تسمح لهم بالتحدث بحرية مع بعضهم البعض، مما يعني أن الحكمين المساعدين مايكل ماكدونوف وسايمون لونغ - وكذلك الحكم الرابع مايكل جونز - لا بد أن يكونوا قد تمكنوا من سماع كل الحوارات التي دارت بين كلاتنبرغ واللاعبين. وقد بدأت ادعاءات الإهانة العنصرية تشوه وجه كرة القدم الإنجليزية منذ ما يزيد على العام، حيث قام اتحاد الكرة خلال العام الماضي بإيقاف كل من جون تيري قائد تشيلسي ولويس سواريز مهاجم فريق ليفربول، وكانت مباراة الأحد هي المباراة الثانية من عقوبة إيقاف تيري عن اللعب.

وبدا الغضب واضحا على الإيطالي روبرتو دي ماتيو مدرب تشيلسي خلال المؤتمر الصحافي اللاحق للمباراة، حيث اقتصر دي ماتيو تعليقاته على قرارات كلاتنبرغ المثيرة للجدل. وقال دي ماتيو: «لقد جئت لرؤيته.. لا شك في أنه عندما يشاهد تصوير المباراة سيدرك أنه ارتكب أخطاء جسيمة.. إننا نشعر بخيبة أمل عظيمة لأن هذه القرارات بالغة الأهمية وكانت خاطئة».

وأضاف: «بدت قراراته دائما في مصلحة الخصم. وهذا ضرر بالغ بالنسبة لنا. اعتقدت عندما كنا متعادلين 2-2. أننا نبدو كالفريق الذي سيحسم المباراة لمصلحته». وتابع المدرب الإيطالي: «لا تريد أن تكون لقرارات الحكم تأثير عظيم في سير المباراة، فعليك أن تترك طرفي المباراة يلعبان ويقدمان مباراة جيدة. هذا ما يحب الجميع أن يشاهدوه». وقال دي ماتيو: «أعتقد أنه كان من الواضح تماما أمام أعين الجميع أن البطاقة الصفراء الثانية التي تلقاها فيرناندو لم تكن صحيحة، بل كانت اللعبة مخالفة لصالحنا، وربما كان ينبغي أن يوجه هذا الإنذار إلى إيفانز. هدف الحسم كان من تسلل. من العار أن يتحدد مصير المباراة على هذا النحو».

وتابع: «لقد وضع فيرناندو الكرة من بين قدمي إيفانز ومر منه، فتعرض لعرقلة في قصبة الساق وسقط على الأرض. نشعر بخيبة أمل كبيرة من أن هذه القرارات الحاسمة كانت خاطئة، ويبدو أنها تكون دائما في صالح الخصم. لقد كانت مباراة جيدة في كرة القدم بين فريقين جيدين، وقد أفسدها الحكام».

ودخل دي ماتيو والمدرب المساعد للفريق الأول ستيف هولاند ومدرب حراس المرمى كريستوف لوليكون في مشادة غاضبة خارج الخطوط مع السير أليكس فيرغسون المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد بسبب طرد توريس. وكان من الواضح أن فيرغسون لم يبد أي تعاطف يذكر، وقد ذكر فيما بعد أن توريس حصل على ما يستحقه، وصرح فيرغسون: «أنا نفسي كنت مهاجما، وعندما كنت أشق طريقي نحو المرمى، لم أكن أفكر أبدا في السقوط على الأرض. كان بإمكانه أن يواصل طريقه، لكنه اختار ألا يفعل. لقد تصورت أنه سقط. أعتقد أن جوني ربما يكون أعاقه قليلا ولكن مع ذلك يمكنك أيضا أن تواصل الانطلاق، وهو ما كان يمكن أن يفعله توريس، إلا أنه اختار السقوط على الأرض. كان يمكنه الاستمرار والتسجيل. أنا لم أكن لأفوت تلك الفرصة أبدا، لكنه سقط فعلا على الأرض، وهذه هي المشكلة، وكان لديه إنذار بالفعل وبالتالي فهي غلطته هو. نحن تعرضنا لبعض القرارات الصادمة هنا أيضا».

وقد زعم فيرغسون هو الآخر أن كلاتنبرغ أنذر أنطونيو فالنسيا بسبب ادعاء السقوط رغم إعاقته الواضحة من ميكيل، ولم يرد الحكم طرد لاعب آخر من تشيلسي لأنه كان بالفعل قد أنذر ميكيل من قبل. وختم تصريحاته قائلا: «كنت أرى أن المباراة تسير بشكل سيئ قليلا». وعن الهدف الذي سجله هيرنانديز وحسم الفوز ليونايتد قال فيرغسون: «يقولون: إن هدف الفوز جاء من تسلل، إذا فقد كنا محظوظين».

ويلتقي الفريقان مجددا غدا في لندن ضمن كأس رابطة الأندية المحترفة، في مباراة قد تزيد من حساسيتها أحداث لقاء الأحد، رغم أن السير اليكس فيرغسون اعتاد أن لا يشرك في هذه المسابقة لاعبيه الأساسيين ويدفع بالبدلاء واللاعبين الشباب.