الشركات الأميركية تبذل جهودا حثيثة لاستئناف العمل

بعد العاصفة

TT

بعد أن ضرب الإعصار ساندي الساحل الشرقي الأميركي بالرياح والفيضانات والعواصف الثلجية سارعت الشركات إلى تقييم الأضرار وبحث كيفية إعادة الموظفين إلى العمل وتوفير شتى احتياجات العملاء من المياه إلى مستلزمات بناء أسطح المنازل وخدمات الاتصال اللاسلكي بالإنترنت والكهرباء اللازمة لتشغيل أجهزة الكومبيوتر المحمولة. ومع اقتراب موسم العطلات سارعت شركات التجزئة تحديدا للعودة إلى العمل.

وفي متاجر «هوم ديبوت» قال دوج سبايرون، مسؤول الطوارئ في مركز القيادة لأكبر سلسلة أميركية لمستلزمات المنازل، إن من أكبر التحديات التي واجهتها الشركة في أوج قوة العاصفة هو تغيير مسارات الشاحنات المحملة بالإمدادات لأن المسؤولين المحليين أمروا بإغلاق الكثير من الطرق.

وبحسب «رويترز» تعرض 441 متجرا من هذه السلسلة لرياح تساوي في شدتها العواصف الاستوائية، بينما تعرض 18 متجرا لرياح الأعاصير. وحين بلغ الإعصار ذروته يوم الاثنين أغلقت «هوم ديبوت» 44 متجرا.

لكن بحلول مساء أول من أمس (الثلاثاء) تراجع عدد المتاجر المغلقة إلى 11. وأغلقت سلسلة «وول مارت» 267 متجرا بحلول ليل الاثنين. وتراجع العدد إلى 80 متجرا في عشر ولايات بحلول مساء الثلاثاء.

وقال هنري غوردن النائب الأول لرئيس قسم الساحل الشرقي في «وول مارت»: «كان العملاء يشترون الخبز والماء بوتيرة تفوق قدرتنا على توفير كميات جديدة من هذه السلع، لكننا تمكنا من التغلب على ذلك من خلال العمل مع موردين محليين».

وقالت «وول مارت» أكبر سلسلة لمتاجر التجزئة في العالم إن أيا من منشآتها لم تصب بأضرار جسيمة ولم يحدث ارتباك في خططها لموسم العطلات.

وقالت سلسلة «ساكس» للمنتجات الفاخرة أول من أمس إنها أعادت فتح ثلاثة متاجر في ماريلاند وفرجينيا وبنسلفانيا.

وقالت جوليا بنتلي المتحدثة باسم «ساكس» إن من المقرر إعادة فتح المتجر الرئيسي في الجادة الخامسة في مانهاتن الذي يسهم بنحو 20 في المائة في مبيعات الشركة وخمسة متاجر أخرى في نيوجيرسي وكونيتيكت أمس (الأربعاء).

وقالت سلسلة «ميسيز» إنها أغلقت متجرها الرئيسي في ساحة هيرالد في مانهاتن ومتاجر أخرى في المدينة وفي أجزاء من نيوجيرسي أول من أمس (الثلاثاء).

وقال جيم سلوزويسكي، المتحدث باسم «ميسيز»: «العامل الحاسم هنا هو عودة الكهرباء إلى المتجر ومركز التسوق وما إذا كان العاملون يستطيعون العودة إلى العمل».

وأضاف أن الشركة أغلقت 195 متجرا طيلة اليوم أو عدة ساعات يوم الاثنين وهو ما يشكل نحو ربع متاجرها.

ولم يستطع سكان نيويورك الباحثون عن كوب من القهوة العثور على مقهى مفتوح من السلاسل الكبرى.

ففي منطقة برودواي في مانهاتن أغلقت سلسلة «ستاربكس» اثنين من مقاهيها. وقالت هيلي دراجي، المتحدثة باسم «ستاربكس» إن الشركة أغلقت نحو 250 مقهى من فرجينيا إلى مين.

وواجهت بعض الشركات الإعلامية الكبرى في نيويورك مشكلات بسبب انقطاع التيار الكهربائي في مكاتبها أول من أمس.

وقال متحدث باسم شركة «فياكوم» إن الكهرباء وخدمة الهاتف انقطعت عن مكاتب شبكات «كوميدي سنترال» و«تي في لاند» و«سبايك تي في» التابعة للشركة في مانهاتن بالقرب من نهر هدسون أول من أمس وإن العاملين مكثوا في منازلهم.

وقالت متحدثة باسم شبكة «إن بي سي يونيفرسال» ومقرها نيويورك، إن الخدمات الإخبارية تعمل على مدار الساعة، وإن الرئيس التنفيذي كان في مكتبه يومي الاثنين والثلاثاء. وأضافت أن معظم الموظفين عملوا من منازلهم وسيبدأون العودة إلى مكاتبهم في الأيام القليلة المقبلة.

وواجهت شركات الهاتف الأميركية صعوبات في تقديم خدماتها أول من أمس حيث عطلت الفيضانات وانقطاعات الكهرباء والثلوج عمل شبكاتها. وقالت لجنة الاتصالات الاتحادية، إن نحو 25 في المائة من أبراج البث اللاسلكي تعطلت يوم الثلاثاء، وإن التعطيلات قد تزداد سوءا.

وتعمل شركة «فيرايزون» على إخراج المياه التي غمرت مكاتبها المركزية التي توجد فيها معدات حيوية لخدمات الهاتف والإنترنت والتلفزيون.

وتضررت أيضا شركات الأدوية التي توجد مقراتها بكثافة في نيويورك ونيوجيرسي. وقالت شركة «نوفارتس» إن كل مكاتبها في المنطقة أغلقت يوم الثلاثاء. وأغلقت «نوفو نورديسك» التي تنتج الإنسولين مكاتبها أيضا.

وقالت «جلاكسو سميث كلاين» إنها نفذت خطة لضمان استمرار توزيع الأدوية في ظل إغلاق الكثير من المطارات. وأضافت الشركة أن هناك ما يكفي من الأدوية في سلسلة التوريدات للحيلولة دون حدوث ارتباكات خطيرة.

ويجري نقل كميات كبيرة نسبيا من الأدوية جوا وهو ما يعني أن شركات مثل «جلاكسو سميث كلاين» عليها أن تقوم بترتيبات لنقل الأدوية برا حين يتعذر النقل الجوي.