حكومة بورما تحذر من «أعمال إرهابية» بين البوذيين والمسلمين

130 مفقودا في غرق مركب نازحين من أقلية الروهينغيا

TT

حذرت حكومة بورما أمس من أن أعمال العنف الدامية بين البوذيين والمسلمين في غرب البلاد يمكن أن تتحول إلى «أعمال إرهابية مسلحة».

وأوضحت في بيان نشر على الموقع الإلكتروني للرئيس أن «المواجهات بين الطائفتين يمكن أن تتحول من أعمال عنف عادية إلى أعمال إرهابية مسلحة بعد هجمات على قوات الأمن بأسلحة يدوية الصنع». وأشار البيان إلى مصادرة 180 قطعة سلاح ناري يدوية الصنع والقبض على الكثير من الأشخاص المتهمين بصنعها.

وبعد أسابيع من الهدوء في ولاية راخين الخاضعة لحالة الطوارئ منذ الاشتباكات الأولى في يونيو (حزيران) اندلعت أعمال عنف جديدة في 21 أكتوبر (تشرين الأول) بين بوذيين من قومية الراخين ومسلمين من أقلية الروهينغيا المحرومة من حق المواطنة.

وأوقعت موجة العنف الجديدة هذه 89 قتيلا و136 جريحا كما أوضحت الحكومة التي لم تحدد عدد القتلى من الجانبين. وجرى أيضا تدمير أكثر من خمسة آلاف منزل ما أدى إلى تشريد أكثر من 32 ألف شخص.

إلى ذلك، اعتبر 130 من النازحين من أقلية الروهينغيا المسلمة مفقودين إثر غرق مركب كان يقلهم في خليج البنغال على ما أفادت الأربعاء شرطة بنغلاديش ومنظمة للدفاع عن حقوق تلك الأقلية.

وأفاد محمد فرهاد المفتش في شرطة تكناف في الطرف الجنوبي الشرقي في بنغلاديش أن أحد الناجين الستة من الحادث أكد للسلطات أن المركب كان ينقل نحو 130 راكبا عندما غرق بين بورما وبنغلاديش فيما كان يتجه إلى ماليزيا قبل يومين.

وغادر المركب بلدة سابرانغ في بنغلاديش السبت وغرق بحسب الشرطة يوم الأحد باكرا. وتعيش أقلية الروهينغيا في ولاية راخين البورمية حيث لا تعترف الدولة بمواطنتهم! وتعتبرهم الأمم المتحدة إحدى الأقليات الأكثر تعرضا للاضطهاد في العالم! فهم يخضعون منذ عقود لقيود تحد من تحركهم ويحرمون من الخدمات الصحية والتعليمية وتصادر أراضيهم ويجبرون على العمل بالسخرة.

ودفع هذا الوضع ببعضهم إلى النزوح ولا سيما إلى بنغلاديش المجاورة. وأثارت أعمال عنف دامية مؤخرا موجة جديدة من النزوح واتجهت أعداد كبيرة منهم إلى ماليزيا كملاذ جديد. وقال فرهاد «كان المركب يتجه إلى ماليزيا». ونقل مفتش الشرطة أن أحد الناجين الذين أوقفتهم الشرطة ويبلغ 24 عاما «لا يدري ماذا حصل بالآخرين لأن الظلام كان حالكا وأراد أن ينجو بجلده». وأكد أن مركب صيد أنقذ ستة ناجين. وأكدت الحادث منظمة اراكان بروجكت ومقرها بانكوك وصرح مدير المنظمة كريس ليفا «علمنا أن مركبا مكتظا كان ينقل 133 راكبا باتجاه ماليزيا غرق». وأضاف أن الحادثة وقعت ليل الاثنين الثلاثاء.