شكوك حول من يقف وراء اغتيال قائد بالقوات الجوية السورية

ناشطون قالوا إن النظام قتله لمنعه من الانشقاق أو للتخلص من أصحاب الآراء المخالفة

TT

أشارت صحيفة «نيويورك تايمز» في تقرير لها أمس إلى اتهامات وجهها ناشطون سوريون إلى نظام الرئيس بشار الأسد بالضلوع في اغتيال اللواء عبد الله محمود الخالدي بإحدى ضواحي دمشق ليلة الاثنين الماضي.

وكان التلفزيون الرسمي السوري أعلن الثلاثاء أن متمردين اغتالوا قائدا بالقوات الجوية في دمشق، حيث سجلت تقارير إخبارية واردة من نشطاء معارضين للنظام حملة قصف جوي شرسة ضد أهداف من الثوار، بما في ذلك أول هجوم بطائرة حربية داخل العاصمة السورية منذ المعركة التي اندلعت قبل نحو 20 شهرا.

وقالت الصحيفة إن البيان الذي تم بثه على التلفزيون الرسمي أشار إلى أن قائد القوات الجوية، اللواء عبد الله محمود الخالدي، قد قتل في ضاحية ركن الدين بدمشق يوم الاثنين على يد جماعات إرهابية مسلحة، وهو المصطلح الذي اعتاد النظام استخدامه في الإشارة إلى معارضيه.. غير أن البيان لم يذكر على وجه التفصيل كيف قتل القائد، لكنه وصفه بأنه أحد أكبر خبراء الطيران في الدولة. واستشهدت وكالة أنباء الصحافة الفرنسية في تقرير من دمشق، بقول مصدر أمني غير معروف يشير إلى أنه قد قتل على يد عملاء للنظام لمنعه من الانشقاق. كما استشهدت محطة «الجزيرة» بقول نشطاء لم يتم الكشف عن هويتهم بأن «النظام قد تخلص منه قبل أن يقوم هو بالمثل».

وأوضحت الصحيفة أن الثوار السوريين لم يخفوا رغبتهم في قتل أكبر معاوني الأسد، ففي تفجير وقع في يوليو (تموز) قتل وزير الدفاع ونائب وزير الدفاع ومساعد نائب الرئيس أثناء اجتماعهم في منزل آمن في دمشق، وهي أكبر ضربة للحلقة المقربة من الرئيس الأسد منذ اندلاع الثورة ضده في مارس (آذار) 2011.

لكن كثيرا من الناشطين السوريين المعارضين أشاروا أكثر من مرة - منذ تفجير خلية الأزمة - إلى إمكانية أن يكون النظام «شخصيا» خلفها، وذلك للتخلص من عدد من كبار القادة الذين «كادت معارضتهم للتصعيد ضد الثورة السورية تصبح علنية، وتتحول إلى قنبلة موقوتة تهدد كرسي الأسد»، بحسب قول أحد المراقبين لـ«الشرق الأوسط»، طالبا عدم ذكر اسمه.

ويضيف المراقب أن «تصعيد النظام لحملاته منذ يوليو الماضي، وازدياد شراسته، قد لا يكون مرجعه - كما يدعي النظام - هو الانتقام لمقتل أفراد خلية الأزمة.. ولكنه قد يكون بسبب انتهاء المعارضة الداخلية في دائرة الأسد؛ بعد مقتل وانشقاق من لهم وجهات نظر مخالفة».

ويقول ناشطون، ممن وجهوا أصابع الاتهام للنظام في اغتيال الخالدي، إن «التصعيد اللاإنساني الذي شهدته أيام هدنة العيد (المفترضة) في عمليات القصف الجوي، قد تكون واجهتها معارضة من بعض قادة سلاح الجو؛ ومن بينهم الخالدي.. وهو ما قد يكون سبب التخلص منه».

وذكرت تقارير من جماعات لنشطاء المعارضة، من بينها المرصد السوري لحقوق الإنسان، الجماعة التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها والتي لها شبكة اتصالات في سوريا، أن أيام الهدنة شهدت أعنف استخدام لغارات الطيران منذ بدء الأزمة في سوريا، كما أن الوقف الرسمي لإطلاق النار يوم الاثنين أدى لاتساع نطاق أعمال القصف الجوي يوم الثلاثاء، بما في ذلك غارة لطائرة مقاتلة أسقطت أربع قذائف على ضاحية الخبر في دمشق. وذكر المرصد أنها كانت أول حالة تم الإعلان عنها لهجوم طائرة مقاتلة في المجال الجوي لدمشق، حيث كان الجيش قد سبق أن استخدم مروحيات حربية.