زعيم الوسط الجديد في إسرائيل يفتتح معركته في مستوطنة داعيا للاعتدال

رائد اليمين في الليكود ينسحب ويهدد مكانة نتنياهو بين اليهود الشرقيين

TT

مع تصاعد حرارة المعركة الانتخابية في إسرائيل، بدأت قوى الوسط واليسار تهاجم رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، من جهات غير متوقعة. وقالت رئيسة حزب العمل، شيلي يحيموفيتش، إن المعركة لم تحسم لصالح نتنياهو بعد. وطرحت نفسها كمنافسة أساسية له على رئاسة الحكومة.

واختار رئيس حزب الوسط الجديد «يوجد مستقبل»، النجم الإعلامي يائير لبيد، أن يطرح برنامجه السياسي في إحدى المستوطنات في الضفة الغربية، متوجها إلى من سماهم بـ«المستوطنين الوطنيين» بالدعوة للاعتدال ومساندة الحكومة في مفاوضات جادة مع الفلسطينيين. ولكن أكثر ما يقلق نتنياهو هو انتشار أنباء تقول إن وزير الاتصالات في حكومته، موشيه كحلون، يسعى لتشكيل حزب جديد قد يحصل على 20 مقعدا على حساب حزب الليكود، وفق استطلاع للرأي.

وكان نتنياهو قد حسب أنه سيضمن الفوز السهل في الانتخابات بفضل الحلف الذي أقامه مع حزب «إسرائيل بيتنا» بقيادة وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان. لكن التحركات الانتخابية من طرف الأحزاب الأخرى تشير إلى أن هذا النصر فعلا غير مضمون، خصوصا إذا صدقت الأنباء عن توجه كحلون لتشكيل حزب جديد. فهذا الوزير، بالذات، يعتبر الأكثر شعبية بين وزراء الليكود في إسرائيل، وذلك بفضل إنجازاته الكبيرة في تخفيض أسعار الهواتف النقالة، ومواقفه الاقتصادية الاجتماعية الشعبية. وهو من أبرز القيادات لدى الطوائف الشرقية، وخوضه الانتخابات على رأس قائمة مستقلة يهدد بسحب غالبية مصوتي الليكود من اليهود الشرقيين.

لكن هناك من يشككون في هذا الاحتمال، فيقولون إن كحلون هو من أشد المخلصين لنتنياهو، وما يشاع اليوم هو جزء من حملة خبيثة نظمها هو ونتنياهو لكي يعود إلى الليكود قريبا ويعلن أنه أفضل حزب ويجرف معه مؤيديه.

من جهة ثانية، ظهر يائير لبيد أمام المستوطنين في آرئيل، أكبر المستوطنات في الضفة الغربية القريبة من نابلس، الليلة قبل الماضية، وطرح برنامجه السياسي. وقال إنه اختار هذا المكان بالذات لأنه يحب المستوطنين ويرى فيهم وطنيين طليعيين، كافحوا ووصلوا إلى ما وصلوا إليه. ثم أضاف «ولأنني أحبكم وأقدر عملكم وكفاحكم أقول لكم الحقيقة في وجوهكم، وهي أنه يجب التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين يفضي إلى دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل». وقال إنه يؤيد بقاء التكتلات الاستيطانية كجزء من إسرائيل وكذلك القدس، لكنه يؤيد تعويض الفلسطينيين عن هذه المناطق. وهاجم لبيد نتنياهو على إضاعة أربع سنوات بلا مفاوضات. وقال إن حزبه لن ينضم إلى حكومة لا تدير مفاوضات جادة مع الفلسطينيين، ودعا المستوطنين إلى تأييد هذه المفاوضات.

أما حزب العمل، فقد تمكنت زعيمته الجديدة، أول من أمس، من إقرار التعديلات التي طلبت من خلالها تغيير الدستور الداخلي للحزب وإلغاء أسلوب الانتخابات الداخلية القديم، الذي كان يقوم على انتخاب مرشحي القطاعات المختلفة (العرب، الدروز، الكيبوتسات، الموشافيم) عبر أعضاء هذه الألوية. وقرر المؤتمر قبول التعديل الجديد الذي ينص على ضرورة انتخاب ممثلي هذه الألوية من قبل مجمل أعضاء الحزب، مما شكل ضربة لظاهرة «متعهدي» الأصوات ومقاولي الأصوات في هذه القطاعات.

وأعلنت يحيموفيتش أن «الخطوة الجديدة ضرورية لوقف كل مساوئ الطريقة القديمة، والمضي في الحزب قدما نحو الانتصار في الانتخابات»، معلنة للمرة الأولى منذ بدء المعركة الانتخابية أنها تنافس على رئاسة الحكومة، وهو ما اعتبر تحولا في سياسة الحزب الانتخابية، بعد أن دار الحديث طيلة الوقت عن احتمالات انضمام العمل بعد الانتخابات لحكومة بقيادة نتنياهو.

وكان معارضو اقتراح يحيموفيتش لتغيير الدستور الداخلي اعتبروا أن الخطوة الجديدة تعني المس بأعضاء الحزب القديمين والنشطين لسنوات طويلة في الحزب لصالح النجوم الجدد الذين تسعى يحيموفيتش إلى «تزيين قائمة مرشحي العمل بهم».

وفي حزب «ميرتس» اليساري، جرت تغييرات مشابهة، مما دفع أعضاء الحزب العرب إلى الاحتجاج والتهديد بالانسحاب من هذا الحزب متهمين قائدته الجديدة، زهافا غلأون، بأنها تضع العرب للزينة وكورقة التوت، في لائحتها الانتخابية، ولا تنوي توصيل عربي إلى الكنيست.