مسؤول كبير في البرلمان الأوروبي: مصلحتنا مساعدة مصر.. ورد فعل المصريين حال إحباطهم لن يكون سهلا

أكد أن الاتفاق مع صندوق النقد الدولي مهم للغاية

TT

أكد هانز سوبودا رئيس مجموعة التحالف التقدمي للاشتراكيين الديمقراطيين في البرلمان الأوروبي أن من مصلحة الاتحاد الأوروبي مساعدة مصر الآن، محذرا من أنه «إذا شعر الشعب المصري بالإحباط من الحكومة والرئيس والدستور فإن رد فعلهم لن يكون سهلا وربما يذهبون بشكل أكبر إلى الجانب الراديكالي»، وبالتالي فإن «من مصلحة الاتحاد الأوروبي مساعدة مصر حاليا».

وأضاف هانز سوبودا في تصريحات أمس خلال لقائه عددا محدودا من الصحافيين المصريين على هامش زيارة يقوم بها حاليا للقاهرة أن «هناك أقلية في الاتحاد الأوروبي هم الذين يرون ضرورة الانتظار حتى انتهاء المشاكل في مصر لتقديم المساعدة لمصر، ولكن الأغلبية ترى أن علينا المساعدة الآن وألا ننتظر لنرى ثم نقوم بخطوات بعد ذلك».

وأشار إلى أنه وبعد ثورة 25 يناير كان لدى العديد من الناس تصور أنه سيكون هناك ديمقراطية وحقوق إنسان بشكل سريع وسيكون الجميع سعداء ولكن هذه ليست الحقيقة، مشبها هذا الوضع بالوضع بعد سقوط الشيوعية في شرق أوروبا.

وأوضح أن القوى السابقة لا تتغير بشكل مفاجئ فهي ليست قبعة نخلعها فجأة فالأمور لا تتم بهذه السرعة، مشيرا إلى أن بعض الأحداث التي تمت في مصر أعطت انطباعا بأنه لا يوجد استقرار كبير ولكن هدف الاتحاد الأوروبي هو مساعدة مصر وهي في طريقها للاستقرار لتحقيق تنمية مستقرة.

وقال هانز سوبودا إنه التقى خلال زيارته الحالية لمصر مع رئيس الوزراء هشام قنديل ومع وزير الخارجية محمد عمرو ومع أمين الجمعية التأسيسية عمرو دراج ومع أيمن نور، وسيلتقي لاحقا مع حمدين صباحي، لافتا إلى أن المباحثات تركزت حول عدة قضايا مثل حقوق الإنسان ودور المرأة بالإضافة إلى بحث الاجتماعات المقررة قريبا مع وفد فريق العمل بين مصر والاتحاد الأوروبي الذي سوف يزور مصر خلال الفترة بين 13 و14 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي وهو الوفد الذي سيبحث في عدة موضوعات من بينها المشروعات الممكن إقامتها في مصر والوضع الاقتصادي والمساعدات التي يمكن أن يقدمها الاتحاد الأوروبي لمصر.

وأشار هانز سوبودا إلى أن الاتفاق مع صندوق النقد الدولي مهم للغاية لمصر كخطوة نحو إعطاء انطباع بالاستقرار مما يشجع الاتحاد الأوروبي على تقديم مزيد من المساعدات لمصر.

وحول مدى ارتباط تقديم المساعدات الأوروبية لمصر بإقرار الدستور الجديد وإجراء الانتخابات البرلمانية في مصر، قال هانز سوبودا إنه لا يعتقد أن هناك صلة ولكن من المهم توقيع اتفاق صندوق النقد الدولي وإجراء عمليات الإصلاح من أجل استقبال المزيد من القروض من الاتحاد الأوروبي.

وأشار إلى أن فريق عمل الاتحاد الأوروبي الذي سوف يزور مصر سيشارك فيه عدد من المستثمرين ورجال السياحة، كما ينتظر توقيع أربع أو خمس اتفاقيات بين الجانبين المصري والأوروبي، وبالتالي فإن هذا التعاون لا يعتمد على نتائج الوصول إلى دستور أو الانتخابات فهناك عملية شراكة طويلة ومتوسطة المدى بين الجانبين.

وأكد في رده على أسئلة الصحافيين أن الإصلاحات الاقتصادية مهمة، خاصة أن الدعم الموجود في مصر لا يصل دوما للفقراء، مؤكدا أنه من المهم الجمع بين العدالة الاجتماعية والإصلاح الاقتصادي وأن عمليات الإصلاح لا تعني فقط خفض المصاريف الحكومية وإلغاء الدعم.

وحول تطبيق مصر للشريعة الإسلامية وأثره على موقف الاتحاد الأوروبي، وأسباب التركيز على لقاء الرموز الليبرالية فقط، قال هانز سوبودا إنه التقى الإخوان المسلمين منذ خمس سنوات عندما كانوا محظورين.. ولم يكن تنظيم اللقاء سهلا وقتها كما أن لديه اتصالات مع شبكات إسلامية مختلفة في أوروبا موضحا أن الحوار مع المسلمين جزء من عمله منذ سنوات وقال إنه لا يستمع لطرف واحد.

وقال إنه «لا يريد وقف المساعدات لمصر إذا ذهبت مصر لاتجاه مختلف.. والأساس هو احترام حقوق الإنسان وهو أمر لا بد منه ولكن هناك أمورا مصر هي التي تحددها.. وأنا شخصيا مع الدولة المدنية والحرية والمساواة ولكن هذه أمور يتم التباحث حولها».. وأضاف أنه «إذا أصبحت الشريعة الإسلامية أساسا في الدستور بشكل يحفظ حقوق الإنسان فهذا أمر ليس فيه مشكلة».. وقال إن تطبيق الشريعة الإسلامية يختلف من دولة إسلامية لأخرى فهناك مثلا السعودية والتي تختلف بالطبع عن مصر في هذا الأمر ولكن لا يتم وقف المساعدات والتعاون لهذا السبب سواء مع السعودية أو مع مصر.

وردا على سؤال حول مخاوف الاتحاد الأوروبي من التقارب المصري التركي بعد ثورة يناير وتأثير هذا التقارب على شكل الشرق الأوسط الجديد، قال هانز إنه لا يشعر بالقلق، مستدركا أن تركيا يمكنها أن تلعب دورا أكبر في الشرق الأوسط، ولكنها أفسدت علاقتها مع إسرائيل وكان يمكنها مساعدة القضية الفلسطينية بشكل أكبر إذا حافظت على علاقتها بإسرائيل. وأضاف أننا لسنا قلقين من الشراكة المصرية التركية ولكن إذا أردتم مساعدة الفلسطينيين فمن الأفضل أن تكون هناك علاقات أفضل مع إسرائيل.