العالم يتوقع حروبا مائية العقود المقبلة والتقارير الدولية تقول: إن الطلب على الغذاء والطاقة سيرتفع 50%، ومثل هذا الأمر محتمل وسبق للعلماء أن حذروا منه، لا سيما عالم الاجتماع مالتوس الذي يقول: إن الموارد الطبيعية للأرض تتزايد وفق متوالية حسابية 1، 2، 3، 4 بينما سكان الأرض يتزايدون وفق متوالية هندسية 1، 2، 4، 8 مما يضغط على الموارد ويجعل سكان الأرض يتقاتلون.
ما دمنا نعرف المشكلة فما هي الحلول؟ ولماذا عقلاء الأرض متأخرون في طرحها؟ أو تبنيها؟ الجميع يعرف المشكلة وأول الحلول الحفاظ على الموارد الغذائية، وثانيها منع الهدر في المواد الغذائية لأقصى حد، وخلق تعاون دولي لتنمية صناعة رشيدة للغذاء، ومعاقبة كل من يهدر قطعة خبز أو لقمة عيش أيا كان نوعها. ثم يأتي بعد ذلك خلق مصادر جديدة للغذاء عبر البحث عن مناطق عذرية في الأرض، وتحسين عمليات الإنتاج، وتقليل الهدر لأدنى حد في جني المحاصيل.
ويأتي قبل هذا وبعده ضبط الأرحام، بمعنى تحديد النسل بحيث لا يتزايد البشر بشكل يؤدي لتقاتلهم، فثق أنه إذا زاد سكان الأرض عن سبعة مليارات أو بقوا على هذا الرقم طويلا دون أن يتناقصوا بإرادتهم، أو جراء فتك الأمراض بهم فإن الحروب ستشتعل بينهم.
أما لماذا لا يتبنى عقلاء الأرض الحلول؟ فلذلك أسباب عدة أولها تفاوت الإمكانيات بين قطر وآخر لذلك لا بد من صيغ تعاون إقليمية ثم قارية ثم دولية، وهذا أمر ممكن ولكنه يحتاج لجهد غير عادي نتيجة اختلاف الأنظمة كما أن الأجهزة الأممية ذات جهد سلحفائي. يضاف لذلك أن تحديد النسل معتمد على الأفكار والمعتقدات وهذه تحتاج لجهد كبير ووقت طويل لتغييرها. هل تتوقعون أن يهتم عالمنا العربي بالتصدي لهذه الكارثة قبل وقوعها؟ أترك الإجابة لكم، ودمتم.
* كاتب اقتصادي