فرح بسيسو:

أحب الأدوار المركبة والقفز السريع يؤدي الى السقوط السريع

TT

كانت انطلاقتها الحقيقية من مسلسل «الجوارح» على الرغم من انها لعبت قبل هذا المسلسل دوراً مهماً في سهرة تلفزيونية بعنوان «النو» من اخراج هيثم حقي، وذلك خلال فترة دراستها في المعهد العالي للفنون المسرحية، واستطاعت خلال زمن قياسي ان تحقق حضوراً متألقاً على الشاشة الصغيرة، وأصبحت في الصف المتقدم بين زميلاتها الفنانات.، ومن بين الأسماء التي اول ما تتبادر الى اذهان المخرجين عند توزيع ادوار اي مسلسل جديد.

قلنا لها: نبدأ من آخر اخبارك الفنية؟

ـ انتهيت مؤخراً من المشاركة في مسلسل تلفزيوني جديد باسم «ظل المسافات»، قصة عادل الجابري وسيناريو وحوار فايزة علي وسامي الجنادي الذي هو مخرج المسلسل، وفي المسلسل الممثل القدير عبد الرحمن اله رشي والممثلة القديرة نادين.

* وماذا عن هذا المسلسل؟

ـ هو عمل نوعي.. او هو عمل يمكن ان نقول عنه انه «غير شكلي».. وهو يتطرق بمقاربة جديدة الى موضوع الشباب.

الجائزة ليست لي وحدي

* في الدورة الرابعة لمهرجان القاهرة الاذاعي والتلفزيوني فزت بالجائزة الذهبية، كأفضل ممثلة (دور أول) في مسلسل «الفراري» من انتاج التلفزيون السوري، وتأليف واخراج غسان باخوس.. كيف استقبلت هذا الفوز؟

ـ طبعاً.. كنت سعيدة بالجائزة، ولكني احب ان أقول ان نجاح اي عمل فني يعود الى تضافر جهود جميع العاملين فيه، وانا اعتبر الجائزة لي ولجميع الزملاء الذين عملوا معي في هذا المسلسل.

نعم.. الرجل هو المشكلة

* هل صحيح ان مشكلة المرأة العربية، وبالتالي الفنانة العربية هي الرجل كما قلت في احد تصريحاتك؟

ـ قلت هذا في سياق الحديث عن كيفية تعامل الفن مع قضايا المرأة، إذ ان الدراما العربية، وكذلك السينما، لم تقترب كثيراً وبصورة عميقة من قضايا المرأة المعاصرة، ولهذا نجد هذه القضايا على الهامش في كثير من الحالات، او انها معالجة بصورة سطحية او مثيرة، مثل موضوع العمل بالنسبة للمرأة، واضطهاد الرجل لها، ومواضيع المطلقات والعاملات والأرامل والفلاحات، ومشاكل الزواج المبكر، وصولاً الى نظرة المجتمع للفنانات، ولما كانت اكثر الأمور ومنها التأليف والانتاج والاخراج بيد الرجل، فان الرجل هنا هو المشكلة.

لا أقدم تنازلات

* هناك تصريحات كثيرة للفنانين حول ادعاء رفض تقديم تنازلات، والاصرار على الاختيار لا الانتشار.. فمن اين تأتي اذن كل هذه الأعمال الرديئة التي نشاهدها؟

ـ هذه ايضاً مشكلة حقيقية تجابه الفنان، ففي واقع تراجع فيه المسرح، وأصبحت السينما شبه متوقفة، لم يبق امام الفنان من سبيل للعمل إلا الشاشة الصغيرة، ومسلسلات الدراما على التحديد، ولهذا يحاول الفنان قدر الامكان ان يحقق المعادلة بين موقفه وقناعته بوجوب الاختيار، وبين حاجته الى العمل والى تغطية تكاليف العيش من خلال الانتشار.. وقد عانيت شخصياً كثيراً من هذه المشكلة، ويعرف الجميع انني خسرت الفرص المادية في اعمال درامية عديدة لأنني لم أستطع ان اقبل بالتنازل عن موقفي وقناعاتي وأوافق على الهابط والتجاري، واذا كان رصيدي الفني حتى الآن يصل الى حوالي خمسة وثلاثين عملاً، فهناك عدد مواز للأعمال التي اعتذرت عنها.

نجدت انزور مخرج قدير

* تباينت الآراء في تقييم طبيعة العمل مع المخرج نجدت انزور، ماذا تقولين انت وقد عملت معه؟

ـ من دون الدخول في التفاصيل، فالاستاذ نجدت انزور مخرج قدير ومتميز، وتشهد له اعماله التي قدمها حتى الآن، وهو بارع في توزيع الأدوار واختيار الممثلين.. حتى انا نفسي استغربت اختياره لي بدور امرأة شريرة وماكرة في مسلسل «الجوارح» وانا المعروفة بأنني اقدم الأدوار الناعمة، والرومانسية، والشفافة، والارستقراطية.. وبعد التصوير تبين ان نظرته كانت ثاقبة في هذا الاختيار، وعلى الرغم من انني اديت دور بثينة باجتهاد (كما شهد الجميع)، إلا انني كنت اشعر بغربة في اعماقي تجاه هذه الشخصية.. وعندما انتهى التصوير شعرت انني خسرت أغلى صديقاتي.

* هل تعتبرين ان العفوية التي تتعاملين بها مع الأدوار تؤهلك لأداء ادوار كوميدية؟

ـ ممكن.. وأظن ان الحكم على ذلك يمكن ان يتم من خلال مشاهدة مسلسل «أيام ابو المنقذ» مع الفنان عباس النوري.

الأدوار المركبة

* ماذا تسمين الأدوار الشريرة التي قمت بأدائها في مسلسلات: «الانهيار»، «أيام الغضب»، «الفراري»؟

ـ انا لا أسميها ادواراً شريرة، بل اسميها ادواراً مركبة، وهذا النوع هو من الأدوار الصعبة التي أحبها، فأنا لا احب الأدوار العادية والنمطية والمكرورة.. احب ادوار الشخصيات العميقة التي تحمل بعداً انسانياً، والمفروض ان الفنان يجب ألا يؤطر نفسه في ادوار محدودة ما دام قادراً على التنويع في التشخيص، وهذا ما تعلمناه في سنوات التأهيل والدراسة في المعهد العالي، ويمكن ان يلحظ المشاهد هذا التنويع في ادواري في مسلسلات: «الجوارح»، «الشقيقات»، «المحكوم»، «أيام الغضب»، «دموع الأصايل»، «الخريف»، «رسائل ابي سعيد»، «حارة الباشا»، «عودة مسافر»،، «الفصول الأربعة».

هؤلاء علموني

* من هم الذين اثروا في تكوين شخصيتك الفنية؟

ـ هم ثلاثة مخرجين: المخرج نجدت انزور الذي تعلمنا منه التعامل مع فن جديد لم يسبقه اليه احد.. والمخرج باسل الخطيب الذي استفدت كثيراً من طريقته الرومانسية والشفافة.. والمخرج سليم صبري الذي تعلمت منه الثقافة الفنية الحقيقية.

* هل تعتقدين ان دوراً متميزاً يمكن ان يخلق نجمة مثل دور (بثينة) الذي قمت بتشخيصة في «الجوارح»؟

ـ دور واحد لا يخلق نجماً، كما ان وردة واحدة لا تخلق ربيعاً.. ولكن هناك بعض الأدوار التي (تعلّم) في مسيرة الفنان وتلفت اليه الأنظار لأدوار تالية.. حتى في عالم الطرب نجد احياناً ان اغنية واحدة ناجحة لفنان تكون مفتاح مسيرته الى الشهرة.

الدراما السورية.. متميزة

* هل انتشار الدراما السورية برأيك يعود الى تميزها أم الى الحاجة في سوق العرض والطلب؟

ـ لا شك انها دراما متميزة، ومتنوعة، وكان لها حضور باهر على شاشات الفضائيات العربية وخاصة في مواسم شهر رمضان الكريم، وهذا يفرض على العاملين في هذا الميدان نوعاً من المسؤولية بحيث يتابعون مهمة تقديم الأعمال الجيدة من دون ان تغريهم الوسائل التجارية.

* ألا ترين ان الوجوه الجديدة، وخاصة النسائية، قفزت بسرعة الى ادوار البطولة، وحجبت الفرص حتى عن الفنانين المخضرمين؟

ـ انا ضد هذا النوع من القفز.. والفنانون المخضرمون هم اساتذتنا الذين نتعلم منهم ومن تجاربهم الطويلة.. أما القفز السريع فيؤدي حتماً الى السقوط السريع.