ذكرت مصادر «اتحاد التجارة على الإنترنت» في ألمانيا أن شراء هدايا أعياد الميلاد ورأس السنة على الشبكة العنكبوتية تفوّق، لأول مرة في ألمانيا، على شراء الهدايا في السوق التقليدية. وإذ تنظر مواقع مثل «آي باي» و«أمازون» وغيرها، بعين الرضا إلى هذا التطوّر، يراقب الجهاز القضائي الألماني الحالة بقلق. إذ توقع ناطق باسم المحكمة الاتحادية في مدينة كارلسروهه، بغرب البلاد، أن يترافق هذا التوسّع في سوق الإنترنت مع ازدياد الشكاوى المتعلقة باسترجاع النقود، وإبدال الهدايا.. إلخ.
يذكر أن شهر ديسمبر (كانون الأول) من كل عام يشهد حملة تبديل واسترجاع واسعة سببها «العَجَلة» في شراء الهدايا. وتتضاعف هذه الظاهرة بعد انقضاء أعياد الميلاد عادة، أي بعد أن يفتح الناس هداياهم ليكتشفوا أنها ليست من الحجم المناسب واللون المطلوب أو لأن النسيج صناعي وليس قطنيا مائة في المائة. ومن المتوقّع أن تتفاقم هذه الحالة الآن، لأن الشراء على الإنترنت يعني أن المواطن سيشاهد صور البضاعة فقط، من دون فرصة لتجربتها أو رؤيتها بالعين، أو حتى لشمّها.
كريستيان زيغفيلد، من «اتحاد التجارة على الإنترنت»، صرّح أخيرا بأنه من المتوقع، في ضوء حسابات شراء الهدايا في الأسبوع الأول من ديسمبر الجاري، أن التجارة على الإنترنت ستحقق مبيعات تبلغ 13,3 مليار يورو، أي ما يزيد بنسبة 21 في المائة على حجم المبيعات في الفترة الموازية من العام الماضي. وهذا يعني أن هذه المبيعات ستتفوّق على مبيعات السوق التي تقدّر بنحو 12,6 مليار يورو. وفسّر زيغفيلد هذه الظاهرة على أساس أن سوق الإنترنت أوسع من السوق التقليدية، كما أن العرض أكبر وأكثر تنوعا. وأشار إلى أن سوق الإنترنت تتجاوز السوق الألمانية، لأنها تشمل السوق الأوروبية.
يبقى أن نشير إلى أن اتحاد تجارة المفرد، حسب دراسة للسوق، وعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية، توقّع أن يخصّص كل ألماني مبلغ 500 يورو كمعدل لهدايا ومتطلبات أعياد الميلاد عام 2012.