«زوبة».. مطعم يهدف للحفاظ على هوية طعام الشارع المصري

يقدم الأكلات الشعبية بشكل جديد ويأمل أن يحولها لماركة عالمية

«زوبة» اسم يرتبط بالثقافة الشعبية المصرية وغالبا ما يكون مر على معظم المصريين بشكل ما حتى في فترة طفولتهم
TT

بين العديد من المطاعم والكافيهات الفاخرة التي تكتظ بها ضاحية الزمالك الأرستقراطية بالعاصمة المصرية القاهرة، يلفت الانتباه ذلك الباب القديم الذي يشبه أبواب البيوت الريفية المصرية القديمة التي تطلى بألوان زاهية، والذي يفتح على ذلك المكان الممتلئ بروائح المأكولات المصرية الشعبية الشهيرة.

«زوبة».. اسم شعبي لأحدث المطاعم التي افتتحت مؤخرا لتقديم الطعام التقليدي بشكل جديد للحفاظ على هوية الطعام المصري، والسعي نحو أن يكون للأكلات الشعبية المصرية وجود أكبر ليس فقط على المستوى المحلي ولكن على المستوى العالمي، مع ترويجها بين الأجانب والسياح الذين يفضلون السكن بهذا الحي.

للتعرف عن قرب على مطعم «زوبة»، التقت «الشرق الأوسط» بصاحب المكان كريستوفر خليفة، الذي يشير إلى أن الفكرة الأساسية التي يقدمها المطعم هي تقديم وجبات الطعام المصرية الشعبية التقليدية بصورة جديدة، فبحسبه فإن «كثيرا من الأكلات تباع في الشوارع ويشتريها الناس في طريقهم ربما بشكل يومي كجزء من حياتهم، لكن لم يفكر أحد في تقديمها من خلال المطاعم بشكل جديد ومبتكر، وأبرز هذه الأكلات الكشري والبصارة والفول والطعمية (الفلافل) والحواوشي والسجق».

ويضيف أن «عالم الطعام المصري غني جدا والمطبخ المصري شديد الثراء ويسمح بتقديم أطباق لا نهائية على درجة عالية من الابتكار والجودة، وهذا هو ما نحاول الوصول إليه وتقديمه من خلال مطعم (زوبة)، ففي العالم كله الأكلات الشعبية لكل بلد تقدم بصورة كبيرة جدا في المطاعم، بل إن بعضها تحول إلى سلاسل عالمية في جميع أنحاء العالم ولكن هذه الفكرة غير موجودة في مصر بصورة كافية».

ويلفت كريستوفر إلى أنه على الرغم من أن الأكلات التي يشتهر بها «زوبة» تقدم بكثافة في الشوارع المصرية وتعرف طريقة طهيها وتقديمها للجميع، لكن المطعم يحاول الابتكار في تقديم خلطات جديدة مع الفول والطعمية وتقديمها بشكل يجذب الناس وبما يعد إضافة للطعام الشعبي المصري، كما يقدم أيضا بعض الأصناف التي يبدو تقديمها في المطاعم جديدا على المصريين وإن كانت أكلات شعبية بامتياز، مثل «البطاطا» التي تنتشر عربات بيعها في كل أنحاء مصر إلا أن تقديمها في المطاعم يعد غير مألوف، حيث يتم الابتكار في تقديمها، فيتم إضافة بعض المكونات إليها مثل المارشملو أو القرفة. ويتابع: «نقدم أيضا الجبن الأبيض المصري الشهير بخلطات جديدة مثل العسل وقشر البرتقال، وإلى جانب ذلك حاولنا إحياء بعض الحلويات الشعبية التي كانت تباع في الشوارع مثل العسلية والتي تلاقي إقبالا كبيرا لعدم توفرها بكثرة حاليا، إضافة إلى ذلك نوفر لعملائنا بعض المنتجات التي يمكنهم اصطحابها معهم مثل علب المخللات المصرية بأنواعها المختلفة مثل البنجر والفلفل والزيتون والليمون المعصفر، وأصناف أخرى مثل اللبنة بالزيتون، ونبات القصب المقطع في عبوات، والذي يلاقي إقبالا كبيرا لعدم توفر القصب بسهولة لمن يرغب في شرائه رغم أنه محبب جدا لدى المصريين».

يعتمد المطعم في تقديم مأكولاته على فريق عمل مدرب وعلى مستوى عال، حيث يسعى دائما لابتكار العديد من الأصناف وإضافتها إلى قائمة طعام المطعم، لتلاقي قبول الناس ورضاهم في النهاية.

وحول ديكور المكان، يشير كريستوفر إلى أنه «تم اعتماد الطراز الشعبي في كل شيء ولكن بصورة مبتكرة، بداية من الباب الذي قمنا بشرائه من إحدى الأسواق الشعبية المصرية وطلائه بشكل جديد، وفي الداخل اعتمدنا في ديكوراتنا على كل العناصر التي تميز المطبخ الشعبي المصري، فاستخدمنا (النملية) (الخزانة) التقليدية التي كانت متوفرة في البيوت المصرية القديمة كوحدات للتخزين، واعتمدنا على الأطباق (الصاج) التي يقدم فيها الطعام في الشوارع عادة، فبشكل عام حاولنا خلق حالة من الحنين للماضي تنتقل إلى رواد المكان من خلال الطعام ومن خلال الديكورات، بما يوفر لمرتاديه جلسة هادئة في جو حميمي يأخذهم إلى ذكريات الماضي وسط الطعام الشهي».

ويبين أن اسم المطعم أيضا هو اسم يرتبط بالثقافة الشعبية المصرية، وغالبا ما يكون مر على معظم المصريين بشكل ما حتى في فترة طفولتهم، لافتا إلى أن اختيار الاسم احتاج إلى الكثير من الوقت والمشاورات حتى تم التوصل إلى اسم يعكس فكرة المكان ويتناسب معها.

ويشير كريستوفر إلى أن فكرة المطعم راقت لكثير من المصريين والأجانب، وهناك إقبال كبير من الناس باختلاف الأعمار والمستويات والفئات على الطعام المقدم في «زوبة»، وعلى الأفكار الجديدة التي يقدمها.

وفي نهاية حديثه، يوضح كريستوفر أن ما يتمناه ويطمح إليه هو افتتاح فروع لمطعمه داخل مصر، إلا أن حلمه الأكبر هو أن ينتشر الطعام المصري خارج حدوده، فـ«المطبخ المصري التقليدي غني ومميز وشهي ولا يوجد ما يمنع من انتشاره بالخارج مثل كثير من المطابخ العالمية التي نجدها كثيرا عند السفر خارج مصر، فنأمل أن يتحقق هذا ويكون للمطبخ المصري وجود في كل أنحاء العالم».