فتح تريد ساحة «الكتيبة» وتتهم حماس بالخوف من حشود تكشف «توازن القوى»

مكان إقامة مهرجان انطلاقة «الثورة» في غزة يسبب توترا وخلافات بينهما

TT

عاد التوتر إلى العلاقة بين فتح وحماس بصورة كبيرة، بعد أسابيع قليلة من بث آمال كبيرة بإمكانية مصالحة الخصمين، على خلفية خلافاتهما حول مكان إقامة حفل ذكرى انطلاقة حركة فتح الـ48، والذي طالبت فتح بأن يقام في ساحة الكتيبة في غزة، ورفضت حماس ذلك.

فوجئت فتح برفض حماس السماح لها بإقامة المهرجان، رغم أجواء «التصالح» التي يبثها الطرفان. وجاء هذا الرفض رغم وساطات من حركة الجهاد الإسلامي، والسماح لعناصر حماس بالاحتفال بذكرى انطلاقتها الخامسة والعشرين، وإقامة مهرجانات في ساحات رئيسية في الضفة الغربية.

ووصفت فتح أمس، موقف حماس ورفضها إقامة مهرجان انطلاقتها في ساحة الكتيبة في مدينة غزة، بأنه «مقلق»، وقالت إنه «يتناقض تماما مع أجواء المصالحة الإيجابية والمبشرة التي سادت الساحة الفلسطينية وخصوصا في الضفة خلال الأسابيع الماضية».

وقال المتحدث باسم حركة فتح، أحمد عساف، إن «رفض حركة فتح لهذا القرار، الذي يترتب عليه، إذا أصرت حماس، نتائج وانعكاسات لا نريدها على الأجواء الإيجابية وعلى الجهود المبذولة لإتمام المصالحة».

وأضاف: «لقد تم السماح لحركة حماس بالاحتفال بذكرى انطلاقتها وأقامت مهرجاناتها بحرية في أفضل الساحات الرئيسية في المدن الفلسطينية، من ساحة المنارة وسط رام الله، إلى دوار نابلس المركزي، وفي بقية مدن الضفة».

وكانت حماس أقامت مهرجانات ضخمة في نابلس وطولكرم ورام الله والخليل في ذكرى انطلاقتها الأسبوع الماضي، لأول مرة منذ الانقسام عام 2007، وحضر مسؤولون من فتح بعض هذه المهرجانات.

وتقول حماس إنها لم تعارض إقامة فتح مهرجان انطلاقتها في غزة، ولكن ليس في ساحة الكتيبة.

وقال الناطق الإعلامي باسم وزارة الداخلية المقالة في غزة، إسلام شهوان، إن وزارته «وافقت على منح حركة فتح الإذن بإقامة مهرجان في غزة استمرارا في تعزيز أجواء الوحدة الفلسطينية». وأشار إلى قيام الأجهزة المختصة في وزارة الداخلية بتخصيص مكان مناسب للمهرجان وتسهيل كل إجراءاته.

وتقترح حماس على فتح إجراء المهرجان في ملعب كرة قدم، أو قاعات مغلقة. لكن فتح رفضت، واعتبرت ذلك بمثابة رفض «مبطن» من حماس لطلب الحركة إحياء ذكرى انطلاقتها.

وقال المتحدث باسم حركة فتح، فايز أبو عيطة، في بيان صحافي، إن «حركة فتح تأسف لهذا الموقف، خاصة في ظل الأجواء الإيجابية التي تسود قطاع غزة والضفة بعد العدوان الإسرائيلي وما تم من إنجازات فلسطينية». موضحا أن ساحة الكتيبة هي الوحيدة في مدينة غزة المؤهلة لاستيعاب الأعداد الكبيرة من المواطنين المشاركين في مثل هذه المهرجانات، وكون الكتيبة هي الساحة الرئيسة للاحتفالات الوطنية.

وقال القيادي في فتح، وعضو المجلس الثوري، عبد الله أبو سمهدانة، إن حركته لن تقبل إقامة المهرجان على غير أرض الكتيبة، معتبرا ذلك من اختصاص حركة فتح وحدها. وأضاف: «لا يحق لحركة حماس التدخل في زمان وأين سيكون مهرجان انطلاق الثورة الفلسطينية». وتابع: «المطلوب هو إقامة مهرجان انطلاق الثورة على أرض الكتيبة باعتباره المكان الوحيد في مدينة غزة المؤهل لاستيعاب الأعداد الكبيرة من المشاركين في مثل هذه المهرجانات» وتعتقد فتح أن حماس لا تريد لها إثبات مدى جماهيريتها وقوتها في القطاع ومقارنة ذلك بقوة حماس التي ظهرت قبل أسبوعين في احتفال ضخم حضره رئيس المكتب السياسي خالد مشعل.

وقال جمال نزال عضو المجلس الثوري لفتح: إن «السماح لفتح بإقامة مهرجانها في ساحة الكتيبة بغزة سيكون حالة استفتاء شعبي علني، على توازن القوى السياسي، دون اللجوء إلى انتخابات».

وأضاف: «ستكون انطلاقة فتح حشدا يفوق كثيرا ذلك الحشد الذي ما زال يرهب قيادة حماس. حشد ذكرى استشهاد الخالد أبو عمار عام 2007، عندما خرج أهل القطاع تقريبا، عدا حركة حماس وتحالفها، في مشهد مهيب ما زال حيا في الذاكرة الفلسطينية، وأيضا في مخزون ذاكرة حماس».

وترفض حماس هذه الاتهامات. وتسوق أسبابا أمنية لمنع فتح من إقامة المهرجان في ساحة الكتيبة.

وقال مصدر أمني في حماس، إن ثمة معلومات عن نوايا جهات داخل فتح ومن خارجها استغلال المهرجان لتنفيذ أجندات مختلفة قد يكون من بينها عمليات تفجير. وبحسبه، فإن وزارة الداخلية تبحث عن مكان يمكن السيطرة عليه.

ومع هذا الخلاف، عادت الحركتان لتبادل اتهامات حول تعطيل المصالحة. وتقول فتح، إن «حماس» مشغولة بمشكلاتها المتعلقة بالانتخابات الداخلية، كما أن مصر مشغولة، وتقول حماس إن فتح غير جاهزة للمصالحة.