تشهد نهاية عام 2012 سباقا محموما بين العلامات التجارية الألمانية الثلاث الكبرى، أي «مرسيدس بينز» و«بي إم دبليو» و«فولكسفاغن» - ممثلة بفرعها المتوثب منذ بضع سنوات، «أودي» - على الموقع الأول في قائمة مبيعات عام 2013. شركة «أودي» لا تخفي تطلعها إلى الفوز بهذا الموقع. وكان رئيسها، روبرت شتادلر، قد أعلن بثقة ظاهرة أن شركته تسعى إلى التفوق على منافستيها الألمانيتين، «بي إم دبليو» و«دايملر» في سوق السيارات الفارهة بحلول 2020.
وأوضح شادلر في مقابلة مع صحيفة «بيلد» الألمانية: «نسعى لأن نصبح الماركة رقم واحد في السوق بحلول 2020، وبالفعل نحن اليوم نقترب من التفوق على زملائنا في ميونيخ» - في إشارة منه إلى شركة «بي إم دبليو».
جاء إعلان رئيس «أودي» بمثابة رد مباشر على ما سبق أن أعلنه قبل فترة وجيزة رئيس مجموعة «دايملر - بنز»، ديتر تسيتشه، عن عزم مجموعته حسم المنافسة مع «أودي» و«بي إم دبليو» لصالح المجموعة التي تتخذ من شتوتغارت مقرا لها. إلا أنه أكد بهذه المناسبة، على ضرورة خفض تكاليف الإنتاج لأن أرباح «دايملر» تعتبر، في الوقت الراهن، الأدنى مقارنة بأرباح الشركتين المنافستين.
أما شركة «بي إم دبليو» فقد كشفت عن ثقتها بمستقبل مبيعاتها بإعلانها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عن عزمها رفع حجم إنتاجية مصنعها في مدينة ميونيخ - حيث يتم صنع الفئة الثالثة من سياراتها «بشكل ملحوظ» لتلبية تنامي الطلب على سياراتها. وأوضح متحدث باسم الشركة أن «بي إم دبليو» تسعى من خلال إجرائها المذكور إلى إنتاج ستة آلاف سيارة إضافية من هذا الطراز وحده.
وكانت مبيعات «بي إم دبليو» قد وصلت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى 157 ألفا و618 سيارة مرتفعة بنسبة 13.2 في المائة عن الشهر المقابل في العام السابق. أما مبيعات «دايملر» فقد وصلت في الشهر نفسه إلى 118 ألفا و609 سيارات مرتفعة بنسبة 6 في المائة عن الشهر المقابل في العام السابق.
تجدر الإشارة إلى أن إعلان «أودي» عن تصميمها على رفع حصتها من سوق السيارات الفاخرة إلى المرتبة الأولى يأتي في وقت تشكو فيه كل شركات السيارات الأوروبية من ضغوط تباطؤ الاقتصاد العالمي على مبيعاتها، خاصة مبيعات السيارات الفاخرة. وتعيد فيه الشركات اليابانية النظر في توقعاتها السابقة لمبيعات عام 2013.
وعلى هذا الصعيد كانت شركة «دايملر» قد حذرت من أنها لن تحقق هدف الأرباح الذي وضعته لنفسها نتيجة توقعها لأوضاع سوقية أكثر صعوبة عام 2013، كما أعلنت عن الوقف الكلي لإنتاج سيارتها الفاخرة جدا، «مايباخ».
وفي السياق نفسه أعلنت شركة ألمانية أخرى، هي شركة «بورشه»، أنها تتوقع أن تواجه أوضاعا سوقية أكثر صعوبة عام 2013 وسط معدلات نمو عالمي ضعيف فضلا عن التبعات الاقتصادية الناجمة عن أزمة الديون الأوروبية.
على الرغم من ذلك أكد رئيس مجلس إدارة «أودي»، روبرت شتادلر أن شركته تعول في هدفها تبوأ المرتبة الأولى بين الشركات الأوروبية المنتجة للسيارات الفاخرة على أسواق ما وراء البحار معتبرا أن السوق العالمية للسيارات العالمي ما زالت تواصل تناميها.
ولاحظ شتادلر أن الكثير من الشركات التي قصرت مبيعاتها على أوروبا تأثرت كثيرا بأزمة المبيعات في السوق الأوروبية، ولكن السوق الصينية «جيدة للغاية» بالنسبة لـ«أودي» - في ما بدا ردا غير مباشر على تحذير رئيس مجموعة «دايملر – بنز»، دايتر تسيتشه، من تزايد حدة المنافسة على سوق الصين.
وكانت مبيعات «أودي»، على المستوى العالمي، قد وصلت في أكتوبر الماضي إلى 123 ألفا و600 سيارة أي بارتفاع يصل إلى نحو 14 في المائة مقارنة بنفس الشهر نفسه من عام 2011.
ويبدو أن شركة «أودي» تعول، في سباقها مع الشركات المنافسة، على تنويع طرازاتها الفاخرة وعلى طرحها بأسعار تنافسية، فعام 2013 المقبل سوف يشهد طرح الشركة لأربعة طرازات جديدة وإضافة تعديلات تحسينية على خطوط إنتاج الشركة.
أبرز الطرازات الجديدة ستكون طراز «إس 8» (سبورت سيدان) الذي سيزود بمحرك «تيربو» من ثماني سيلندرات، سعة أربعة لترات، يوفر قدرة تبلغ 520، وطراز «آيه 7» الذي تعتبره الشركة إضافة رائعة لقطاع الكوبيه رباعي الأبواب، والمزود بمحرك من ست سيلندرات سعة ثلاثة لترات يوفر قدرة 300 حصان. وهو معزز بشاحن «سوبر» ونظام حقن مباشر للوقود وأحدث تقنية للدفع الرباعي الدائم (كواترو).
ويوحي تحديد «أودي» لأسعار طرازاتها الجديدة برغبتها على جعلها تنافسية قدر الإمكان ضمن فئتها، فسعر طرازها الأفخم، «إس 8» يبلغ 110 آلاف دولار أميركي بينما يراوح سعر سيارة «إيه 7» في حدود الـ71 ألف دولار أميركي.