أكد مهاجم المنتخب الكويتي بدر المطوع أن المواجهة المرتقبة اليوم (الأربعاء) أمام المنتخب العراقي تمثل نهائيا مبكرا للبطولة، وقال مباريات الفريقين تمثل قمة من قمم دورات الخليج، وجميع الرياضيين يعرفون مدى التنافس الكبير بينهما طوال السنوات السابقة، ودائما ما تظهر مباراتهما بالقوة والإثارة والتشويق مما يمتع الجماهير الخليجية جميع.
وأشار إلى أن الفريقين يبحثان عن الثلاث نقاط من أجل تصدر المجموعة الثانية وخطف بطاقة التأهل إلى دور الأربعة، ونحن نعي جيدا قوة المنتخب العراقي الذي تفوق على نظيره السعودي في مباراته الافتتاحية حيث قدم مستوى رائعا طوال مجريات اللقاء، وهو من أكبر المرشحين للحصول على اللقب.
وعن استعدادهم لهذه المواجهة المهمة، قال: «نحن جاهزون للمباراة ولدينا إصرار وعزيمة على تجاوز منافسنا العنيد اليوم، وبدون شك فإن فوزنا على اليمن سيمنحنا دافعا معنويا لمواصلة انتصاراتنا من أجل الظفر بكأس الخليج».
ورفض المطوع التعليق على ما يثار حيال إمكانية انسحاب المنتخب الكويتي من البطولة، مؤكدا أن ما يهمه فقط هو تحقيق النتائج فقط في الملاعب وأي أمور تحدث خارجها لا تعنيه.
يذكر أن المطوع فرض نفسه نجما مطلقا في سماء كرة القدم الكويتية وبدا الخليفة الأمثل لبشار عبد الله في خط هجوم «الأزرق»، ولا شك في أنه يمني النفس بقيادة منتخب بلاده إلى النقطة الأعلى من منصة التتويج في بطولة كأس الخليج الحادية والعشرين المقررة في البحرين.
بداية المطوع في خليجي 21 تركة بصمة؛ إذ إنه سجل الهدف الثاني في مرمى اليمن بتسديدة قوية في الدقيقة 82، بعد أن كان زميله يوسف ناصر افتتح التسجيل، لكنه كان أهدر ركلة جزاء في الدقيقة الحادية عشرة حين أرسل الكرة إلى يسار الحارس سعود السوداي الذي ارتمى لها بنجاح وأنقذها على دفعتين.
ولد «بدران» في 10 يناير (كانون الثاني) 1985، وعلى الرغم من ارتباطه بنادي القادسية العريق منذ نعومة أظافره، كانت له تجارب احترافية في ناديي قطر القطري (2007) والنصر السعودي (2011)، فضلا عن فترتين تجريبيتين في ملقة الإسباني ونوتنغهام فوريست الإنجليزي.
رشح للفوز بجائزة أفضل لاعب آسيوي عام 2006 بيد أنه حل في المركز الثاني خلف القطري خلفان إبراهيم وإمام السعودي محمد الشلهوب.
استدعي إلى المنتخب للمرة الأولى وهو في الثامنة عشرة، فيما خاض غمار أول بطولة كأس خليج في 2003 في الكويت حين حل فريقه في المركز السادس بين سبعة منتخبات وسجل هدفا واحدا.
شارك في نسخة عام 2004 من البطولة الإقليمية وأنهاها «الأزرق» رابعا وأحرز المطوع فيها هدفين، ونسخة عام 2007 حين خرج وفريقه من الدور الأول وترك بصمة عابرة بإحرازه هدفين أيضا.
وفي كأس الخليج 2009، خرج والفريق من الدور نصف النهائي إثر الخسارة أمام السعودية (صفر – 1)، وساهم بعدها بسنة في تتويج منتخب بلاده باللقب في اليمن.
يقول بشار عبد الله الفائز بكأس الخليج في 1996 و1998: «الحسنة الوحيدة التي جنتها الكرة الكويتية والمنتخب في السنوات الماضية هي بدر المطوع»، فيما اعتبره المدرب الفرنسي الكبير ميشال هيدالغو «نجما كبيرا. لو أنه يلعب في أوروبا، لوجد مكانا ضمن أي فريق كبير».
وعنه أيضا قال المدرب البرازيلي باولو سيزار كاربجياني: «يجب على الكويت أن تعرف أن هذا اللاعب يختلف عن الآخرين، فهو من طراز العمالقة. يجب الاهتمام به ومنحه فرصة كافية لتطوير قدراته من خلال الاحتراف الخارجي».
يعتبر المطوع من اللاعبين الذين رسخوا حضورهم في الملاعب في السنوات العشر الماضية، بيد أن هذا الوجود يحتاج إلى توثيق أكبر في سجلات تاريخ كرة القدم الكويتية من خلال تتويج ثان على التوالي لـ«الأزرق» في كأس الخليج يكون فيه «بدران» قائدا وملهما للمنتخب الذي فقد الكثير من بريقه في السنوات القليلة الماضية خصوصا في ظل التقهقر على جبهتي تصفيات كأس العالم ونهائيات كأس أمم آسيا.
تعي الجماهير الكويتية أن منتخبها من دون المطوع لا يقارن بمنتخبها بحضوره لأنها تعتبره قادرا على فرض ثقل هجومي معتبر بفعل الخبرة التي يختزنها، في بطولات كأس الخليج تحديدا.
يتميز «المرعب الصغير» - وهو لقب بدر - بقدرته على التسجيل في أكثر المواقف تعقيدا كما أنه صانع ألعاب من الطراز النادر، وإذا كان جاسم يعقوب وفيصل الدخيل رمزا لـ«العصر الذهبي» الذي عاشته الكرة الكويتية في ثمانينات القرن الماضي من خلال تألقها في دورات الخليج وفي أولمبياد موسكو 1980 وتأهلها إلى مونديال 1982 في إسبانيا، وبشار عبد الله وجاسم الهويدي وبدر حجي وعبد الله وبران أبرز رموز عصر التألق في أواخر تسعيناته، فإن المطوع قد يكون واحدا من اللاعبين القلائل الذين فرضوا أنفسهم في الجيل الحالي، ولا شك في أن خليجي 21 ستكون أرضية صلبة لهذا اللاعب ليثبت حقه في المكان الذي حجزه قي قافلة النجوم الذين أنجبتهم الكويت على مر تاريخها.