الجيش الإسرائيلي يهدم «باب الشمس» الفلسطينية

بعد قرار من «العليا» اعتبرها عملا غير قانوني

TT

بعد أن قررت محكمة العدل العليا في إسرائيل أن قرية الخيام الفلسطينية «باب الشمس»، التي أنشأها ناشطون فلسطينيون وأجانب على أراض قرب القدس الشرقية المحتلة، هي «عمل غير قانوني»، داهمت المكان قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي والشرطة، فجر أمس، وهدمت الخيام وآزالت آثارها.

وكانت قوات إسرائيلية قد شرعت، منذ مساء أول من أمس، في إغلاق الطرق المؤدية إلى قرية باب الشمس، وذلك بعد ساعات قليلة من صدور قرار المحكمة العليا، حتى لا يصل إليها فلسطينيون يعتصمون. فلجأ الفلسطينيون إلى حيلة للالتفاف على ذلك، فحضروا إلى الشارع القريب من القرية على اعتبار أنهم يحيون عرسا، وارتدى أحد الشبان فعلا بدلة عريس وارتدت إحدى الفتيات ثوب العروس بالطرحة البيضاء، وراحت الجموع تغني وترقص. وعندما رأوا أن قوات الاحتلال اطمأنت وبدأ بعض جنودها يصفقون طربا ومشاركة، راحت الجموع بمن في ذلك «العريس» و«العروس» يركضون نحو التلة التي أقيمت عليها قرية باب الشمس. فلحق بهم الجنود وأعادوهم إلى الحافلة ونقلوهم إلى معبر عسكري إسرائيلي في مدخل رام الله.

وفي الصباح، حضرت جرافات ترافقها قوات الجيش والشرطة وهدمت جميع الخيام ونقلت بقاياها للاحتجاز في مخازن الشرطة. وقال مواطنون من قرية الزعيم القريبة إنهم شاهدوا مئات الجنود يصلون إلى المنطقة، واصطحبوا معهم عمالا وجرافات، وبدأوا عملية هدم وتفكيك وإزالة خيام قرية «باب الشمس». وأوضحوا أن القوات الإسرائيلية حاصرت منطقة واسعة في محيط القرية، وأغلقت بالأتربة والصخور مختلف الطرق والمسارب المؤدية لقرية «باب الشمس»، قبل أن تتوجه مجموعات منها والعمال الذين كانوا برفقتها ويبدأون عملية تفكيك وهدم الخيام التي أقامها النشطاء الفلسطينيون في القرية ضمن تحرك شعبي يهدف إلى إحباط مصادرة الاحتلال تلك المنطقة الواقعة على مشارف مدينة القدس. وأكد المواطنون أن الجيش الذي اصطحب عددا من العمال معه بدأ بتفكيك وهدم خيام قرية «باب الشمس» ونقلها خارج المنطقة التي أغلقها بالسواتر الترابية والصخور.

وكانت المحكمة قد أصدرت قرارها بهدم القرية بدعوى أن «لإبقاء على هذه الخيام في المنطقة يشكل حجر الزاوية في مسلسل جذب مخلّي الأمن والنظام إلى المنطقة». ورفضت المحكمة ادعاء الفلسطينيين بأن القرية عمل احتجاجي شرعي كونه سلميا. وقبلت ادعاءات الحكومة الإسرائيلية بأنه سيكون مصدرا للصدامات.

يشار إلى أن «باب الشمس» هي قرية خيام أقامها الفلسطينيون احتجاجا على قرار الحكومة الإسرائيلية بناء 3000 – 4000 وحدة سكن استيطانية فيها، علما بأن المنطقة المقصودة (12 ألف دونم) هي التي تعرف باسم «إي 1»، كونها منطقة ذات حساسية خاصة. فإذا نفذت إسرائيل مخططها الاستيطاني فيها فإنها تقطع التواصل الجغرافي للدولة الفلسطينية العتيدة، لأنها تقسم الضفة الغربية إلى قسمين.

واعتقلت السلطات الإسرائيلية 25 شخصا من النشطاء الفلسطينيين الذين شاركوا في الاحتجاج، وقدمتهم إلى محاكمة عسكرية سريعة، مساء أول من أمس الأربعاء، فأصدرت هذه المحكمة قرارا بإبعاد 18 ناشطا ومواطنا منهم عن المنطقة، كما فرضت غرامات مالية على 15 منهم.