اليمن: قتلى من «القاعدة» في خولان.. ومسؤول أمني يعتبرها «تهديدا خطيرا»

أنباء استعدادات لعملية عسكرية ضد مسلحي التنظيم في رداع

TT

ذكرت مصادر محلية يمنية أن ما لا يقل عن 6 من المشتبه بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة لقوا مصرعهم في غارة جوية جديدة على منطقة بالقرب من العاصمة صنعاء، وذلك في سياق سلسلة الغارات الجوية التي تنفذها الطائرات الأميركية دون طيار على أهداف محتملة للتنظيم في عدد من مناطق اليمن، في حين توقعت مصادر يمنية تنفيذ عملية عسكرية ضد مسلحي التنظيم في محافظة البيضاء بوسط البلاد.

وذكرت المصادر أن الغارة التي وقعت مساء أول من أمس أسفرت عن سقوط القتلى في منطقة خولان الواقعة إلى الجنوب من العاصمة صنعاء، وهي المرة الثانية التي يستهدف فيها مسلحو «القاعدة» في تلك المنطقة التي ترتبط بمناطق وادي عبيدة في محافظة مأرب، حيث يعتقد أن معظم قيادات تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يوجدون فيها.

من جهة ثانية، اعتبر مسؤولون أمنيون يمنيون أن نشاط «القاعدة» بات مقلقا، وقال العقيد نجم الدين هراش مدير أمن المحافظة، لـ«الشرق الأوسط» إن «القاعدة» توجد في كثير من مناطق البيضاء، «وهم إذا دخلوا قرية أفسدوها، وهناك تهديد حقيقي منهم»، مشيرا إلى أن العناصر الإسلامية المتشددة في البيضاء هي فرع من تنظيم «أنصار الشريعة» التابع لـ«القاعدة» والذي كان يسيطر على عدة مدن وبلدات في محافظة أبين المجاورة، وبينها مدينة زنجبار عاصمة المحافظة، قبل أن يطردوا منها بواسطة قوات الجيش واللجان الشعبية بعد معارك شرسة العام الماضي.

في هذه الأثناء، تشير المعلومات الواردة من محافظة البيضاء في وسط البلاد إلى استعدادات عسكرية مكثفة في المحافظة استعدادا لتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق ضد عناصر «القاعدة»، وذلك بعد تنامي نشاطهم هناك وبعد محاولة اغتيال قائد عسكري بارز في المنطقة، الأيام الماضية، وبعد أن كشف الانفجار الذي وقع السبت الماضي، وأودى بحياة عشرة من عناصر التنظيم أثناء تجهيزهم لعبوات ناسفة، مخططات لعمليات إرهابية كبيرة. وقالت مصادر رسمية إن الظاهري الشدادي محافظ البيضاء، ومعه اللواء الركن محمد المقدشي نائب رئيس هيئة الأركان العامة، تفقدا أمس القوات العسكرية المرابطة في منطقة رداع التي تضم عددا من المديريات. وأكد على «الروح المعنوية العالية لدى أفراد القوات المسلحة والجاهزية القتالية العالية والإعداد المعنوي للمقاتلين». وأشارا إلى أن «أمام المقاتلين مهام وطنية جسيمة ترتبط بتعزيز الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي والتصدي للمحاولات الهادفة إلى النيل من أمن الوطن واستقراره ووحدته».

وتأتي هذه الاستعدادات العسكرية المفترضة، بعد يوم واحد على لقاءات أجراها محافظ البيضاء بمشايخ وأعيان قبائل في رداع لحثهم على التعاون مع السلطات لمواجهة العناصر الإرهابية المتطرفة في المنطقة.

إلى ذلك، وفي وظل تزايد الضربات الجوية التي توجهها الطائرات الأميركية دون طيار للمطلوبين بتهمة الانتماء إلى تنظيم القاعدة، اعتبر خبراء في مجال محاربة الإرهاب أن الولايات المتحدة صارت تعتبر تلك الضربات الجوية بـ«مثابة استراتيجية أميركية وأسلوب ممنهج وطريقة مثلى في حربها ضد (القاعدة) سواء في أفغانستان أو في اليمن».

وقال سعيد عبيد الجمحي، مؤلف كتاب «تنظيم القاعدة في اليمن» لـ«الشرق الأوسط» إن عمليات الطائرات دون طيار «استهوت الأميركيين في اليمن لما تمكنت من تحقيقه من نتائج باستهداف الكثير من قيادات (القاعدة) وعناصرها بأقل التكاليف والخسائر بالنسبة للولايات المتحدة، التي وجدت الفرصة السانحة لتخوض حربا في اليمن بموافقة علنية غير مسبوقة من النظام اليمني، الذي ربما لم يجد خيارا أمامه سوى الإذعان للهيمنة الأميركية المفروضة على البلاد كشرط لإخراجه من أزماته السياسية ودعمه اقتصاديا»، حسب تعبيره. وأضاف الجمحي أن «برنامج القتل الجوي يمكنه أن يحقق إنجازات محدودة ويعرقل عمليات (القاعدة)، ولكنه لا يمكن أن يكون عامل حسم في الخلاص من التنظيم الذي يطرح نفسه كمشروع مقاومة ضد التدخل الأجنبي في ظل دولة عميلة، بحسب تعبير منظري تنظيم القاعدة».