عاد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري إلى مقره في القاهرة، أمس، مقبلا من ألمانيا، ليوضح لأعضاء الائتلاف المتشككين دوافع قراره بإجراء محادثات مع روسيا وإيران الداعمتين الرئيسيتين للرئيس السوري بشار الأسد، وذلك وسط موجة انتقادات واسعة ودعوات لتقديم استقالته من منصبه. والتقى الخطيب، مساء أول من أمس، بوزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، بعد لقائه بوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، وجو بايدن نائب الرئيس الأميركي، حيث اعتبر هؤلاء استعداد الخطيب للتفاهم مع نظام الأسد «خطوة كبرى» نحو حل الأزمة المستمرة منذ عامين.
وقال صالحي في تصريحات، أمس: «إنها خطوة جيدة إلى الأمام»، مشيرا إلى عرض الخطيب الذي عقد معه «اجتماعا جيدا جدا» على هامش المؤتمر حول الأمن في ميونيخ. وأوضح الوزير الإيراني: «أنا سعيد جدا» للقاء الخطيب، «ولقد قررنا مواصلة» الاتصالات.
وكان الخطيب الذي انتخب في نهاية 2012 رئيسا للائتلاف الوطني السوري المعارض، أعلن، الأربعاء، للمرة الأولى أنه مستعد لحوار مع النظام، لكن بشروط، وهو العرض الذي كرره في ميونيخ مع إعلان رفضه وجود قادة «أيديهم ملطخة بالدماء».
وقال صالحي إن إيران، أبرز دولة إقليمية داعمة للنظام السوري، «مستعدة لكي تكون طرفا في حل، لأن ما يحصل في سوريا محبط»، وأضاف: «يجب إفساح المجال أمام المعارضة والحكومة بالجلوس حول طاولة مفاوضات»، مضيفا: «لقد قلت للخطيب: اجتمعوا ونظموا انتخابات رئاسية تحت إشراف دولي لكي يتمكن كل طرف من التأكد من أن العملية تجري بشكل مناسب».
غير أن تصريحات الخطيب لم تلقَ صدى طيبا لدى بعض أعضاء الائتلاف السوري، ونقلت وكالة «رويترز» عن أحد زملاء الخطيب من المكتب السياسي للائتلاف الوطني السوري المؤلف من 12 عضوا: «لقد أثار عاصفة سياسية. الاجتماع مع وزير الخارجية الإيراني غير ضروري على الإطلاق، لأنه بلا فائدة. إيران تدعم الأسد تماما، وربما يكون اجتمع أيضا مع وزير الخارجية السوري».
ألا أن علي البيانوني عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ومسؤول العلاقات الدولية في جماعة الإخوان المسلمين، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «المقصود من تصريحات رئيس الائتلاف الشيخ أحمد معاذ الخطيب بشأن استعداده الحوار مع النظام السوري هو الدخول في حوار من أجل رحيل السلطة ومع من لم تتلطخ أيديهم بالدماء».
وأضاف أن «هذا الموقف لا يتعارض إطلاقا مع توجهات الائتلاف السوري»، موضحا أن «الخطيب أوضح هدف تصريحه الأول الذي قال إنه يعبر عن موقفه الشخصي خلال اجتماع للهيئة العامة للائتلاف، وصدر إثر ذلك بيان عن الائتلاف، يعبر عن الترحيب بأي مسعى سياسي يحقق هذه الأهداف».
وأوضح البيانوني الذي يرافق رئيس الائتلاف في ميونيخ، أن البعض فهم تصريح الخطيب بشكل مجتزأ، حيث إنه تحدث عن استعداده لحوار مشروط، وفق الثوابت نفسها: أي حوار مع من لم تتلطخ أيديهم بالدماء من أجل رحيل النظام، و«أؤكد أن موقفه لم يخرج عن هذا الإطار».
وبدوره، اعتبر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في ميونيخ أن حوارا بين النظام السوري والمعارضة لن يتيح إيجاد حل للنزاع في سوريا.
وقال: «يقول البعض إنه يجب أن يكون هناك حوار بين النظام والمعارضة، لكن ذلك طريق خاطئ. لا يمكن أن يكون ذلك حلا».