توجه رجل الدين الباكستاني ورئيس جماعة علماء الإسلام، مولانا فضل الرحمن، إلى قطر من أجل إجراء محادثات مع حركة طالبان أفغانستان، بحسب تصريح مسؤولين في جماعته في إسلام آباد أمس.
وقال حافظ حسين، أحد أفراد جماعة علماء الإسلام، خلال اجتماع لنشطاء في هذه الجماعة الدينية في إسلام آباد، إن زعيمها يزور الدوحة من أجل إجراء محادثات مع حركة طالبان.
في الوقت ذاته، حثت جماعة علماء الإسلام الحكومة الباكستانية رسميا على إطلاق مفاوضات مع حركة طالبان باكستان. وبحسب وسائل الإعلام الغربية، تتصل الولايات المتحدة بحركة طالبان في قطر لإقناع الجماعة المسلحة بإطلاق مفاوضات مع الحكومة الأفغانية في الوقت الذي تستعد فيه واشنطن إلى سحب القوات الأميركية من أفغانستان عام 2014.
ولم يكشف حافظ حسين عن الطرف الذي يمثله فضل الرحمن في الدوحة. مع ذلك قال إن جماعة علماء الإسلام لعبت دورا محوريا في عملية السلام، ومولانا فضل الرحمن ذهب إلى قطر في إطار محاولات لإحراز تقدم في عملية السلام. وفي الماضي لعب مولانا فضل الرحمن وجماعته دورا محوريا كوسيط بين الحكومة الباكستانية والمسلحين في منطقة القبائل.
وتمتلك الجماعة نفوذا بين صفوف حركة طالبان أفغانستان، حيث تعلم الكثير من قادتها في المدارس الدينية التي تتولى الجماعة إدارتها. وقال إن استخدام القوة ليس حلا للصراع الدائر بين حركة طالبان والجيش، وحث الطرفين على الجلوس إلى طاولة الحوار من أجل استعادة السلام في المنطقة.
واستعان الجيش الباكستاني في الماضي بقيادات جماعة علماء الإسلام ليضطلعوا بدور الوسيط بينهم وبين المسلحين الباكستانيين. تريد الحكومة الباكستانية القيام بدور رئيسي في المفاوضات المستمرة بين القوات العسكرية الغربية في أفغانستان وحركة طالبان أفغانستان. وصرح المسؤولون الباكستانيون بقدرتهم على جعل حركة طالبان تشارك في المفاوضات. ويؤكد وجود بعض قيادات حركة طالبان أفغانستان، كما هو واضح من إطلاق سراح بعض السجناء، أن إسلام آباد سوف تلعب دورا كبيرا إن لم يكن قياديا في إرساء السلام في دولة الجوار التي مزقتها الحرب. وأطلقت السلطات الباكستانية سراح 26 معتقلا على الأقل منذ شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي. ومن ضمن هؤلاء المعتقلين حاكم إقليم هلمند، عبد الباري، ووزير العدل السابق نور الدين ترابي، وحاكم كابل السابق الملا داود جان.
وتعتزم إسلام آباد الإفراج عن المزيد من معتقلي طالبان في المستقبل. وبتماشيها مع مسار المحادثات مع حركة طالبان في أفغانستان، لا تبدو الحكومة الباكستانية في مزاج يسمح لها بخسارة الفرصة لديها. وتوجد مؤشرات إلى استعداد الحكومة الباكستانية لإطلاق مفاوضات مع حركة طالبان باكستان.
وعرضت حركة طالبان باكستان عقد محادثات مع الحكومة إذا استعانت بشخصيات مثل رئيس الوزراء السابق نواز شريف، كضمانة. وفي هذا السياق، حث رئيس الوزراء السابق نواز شريف، الحكومة على الموافقة على المحادثات مع طالبان بجدية واتخاذ خطوة فورية لبدء حوار مع حركة طالبان. وقال نواز شريف في بيان له يوم الخميس إن الحرب والعنف ليس حلا لأي مشكلة. وأوضح قائلا: «نرى أن الحكومة تتخذ عرض المحادثات مأخذ الجد». ويعد نواز شريف زعيم أكبر حزب معارض في البرلمان، وطلبت حركة طالبان من الحكومة أن يحضر نواز كضامن للمحادثات.
مع ذلك استبعد نواز شريف إمكانية قيامه بدور الضامن للمحادثات، وقال إن حزبه يدعم الحوار مع المسلحين، لكنه أوضح أن لا أحد يستطيع ضمان المفاوضات بالنظر إلى تاريخ الحكومة. وقال نواز زعيم حزب «الرابطة الإسلامية» في بيان أصدره في لاهور، إنه من الضروري التزام الجدية مع حركة باكستان طالبان، مشددا على وجوب عدم إهدار الحكومة أي وقت في اتخاذ خطوات ملموسة في هذا الاتجاه.
وفي مقطع مصور ظهر بداية الشهر الحالي، عبرت حركة «تحريك طالبان باكستان» عن رغبتها في عقد محادثات مع الحكومة شريطة تقديم قادة حزب الرابطة الإسلامية وجماعة علماء الإسلام، وجماعت إسلامي، ضمانات حتى تكون العملية مثمرة.
ورحب رئيس جماعة علماء الإسلام، فضل الرحمن، في مطلع الأسبوع الحالي بمطالبات طالبان «الإيجابية» بعقد محادثات سلام، وأوصى بالاستعانة بشيوخ القبائل في المحادثات مع الخارجين على القانون.