نظام صدام أكد لواشنطن عدم وجود أسلحة دمار شامل

تقرير يكشف عن اتصال اجراه الحديثي

TT

كشفت معلومات جديدة نشرت أمس عن اتصالات سرية بين وزير الخارجية العراقي السابق في عهد الرئيس السابق صدام حسين وجهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني (إم آي 6) ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) أكد فيها لمسؤولي الجهازين أن العراق لم تكن لديه أسلحة دمار شامل عاملة.

وكان رئيس الوزراء البريطاني حينذاك، توني بلير، قد أبلغ البرلمان بأن تقارير الاستخبارات أظهرت وجود برنامج عراقي «فاعل» و«متنامٍ» و«عامل» للأسلحة النووية والكيماوية والجرثومية. لكن تقريرا في برنامج «بانوراما» بثه تلفزيون «بي بي سي» البريطاني الليلة الماضية كشف عن أن الاستخبارات البريطانية والأميركية أبلغت قبل الغزو في مارس (آذار) 2003 من قبل مصادر عراقية رفيعة بأنه لم يكن للعراق مثل هذا البرنامج، وأن هذه المعلومات لم تكشف للجان التحقيق حول الحرب التي أجريت فيما بعد.

وحسب التقرير، فإن آخر وزير خارجية عراقي في عهد صدام، ناجي الحديثي، أبلغ مدير محطة «سي آي إيه» في باريس، بيل موري، عبر وسيط، أن العراق كان «خاليا تقريبا» من أسلحة الدمار الشامل. لكن الحديثي قال في بيان إن برنامج «بانوراما» مختلق، حسب صحيفة الـ«غارديان» البريطانية.

مع ذلك، جاء في تقرير «بانوراما» أن ضابطا في «إم آي 6» التقى، قبل الحرب، رئيس الاستخبارات العراقية طاهر حبوش التكريتي، الذي أكد له أيضا أن العراق لم تكن لديه أسلحة دمار شامل، وذلك في لقاء بعمان قبل أيام من نشر الحكومة البريطانية ملفها المشكوك فيه الآن حول أسلحة الدمار العراقية، في سبتمبر (أيلول) 2002.

وقال اللورد بتلر، الوزير السابق، الذي كلف بترؤس لجنة التحقيق حول استخدام المعلومات الاستخباراتية لتبرير الحرب، لبرنامج «بانوراما»، إنه لم يبلغ بما قاله الحديثي لضابط الـ«سي آي إيه». وأضاف: «كانت هناك وسائل لتضليل الناس في كل المراحل».

ويظهر التقرير كيف أن مسؤولي الاستخبارات البريطانية والأميركية أخذوا على محمل الجد مزاعم عراقيين، حتى بعد أن ثبت أنها لا أساس لها من الصحة، بما في ذلك معلومات قدمها رافد أحمد الجنابي للاستخبارات الألمانية عن امتلاك العراق لحاويات حربية جرثومية متنقلة، علما بأن الجنابي أقر عام 2011 بأن تلك المعلومات كانت مختلقة.