قلق في مصر من «أخونة» الجيش بعد قبول دفعات جديدة لها روابط بالجماعة

مدير الكلية الحربية يؤكد انضمام ابن شقيق مرسي ويقسم بمعاقبته «إذا أخطأ»

TT

عبر خبراء عسكريون مصريون عن قلقهم من تنامي ما أصبح يعرف بـ«أخونة الجيش» في مصر، بعدما كشف اللواء أركان حرب عصمت مراد مدير الكلية الحربية عن قبول أعداد كبيرة من الطلاب ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين والتيار السلفي، في الدفعات الجديدة، من بينهم ابن شقيق للرئيس المصري محمد مرسي. وقال عسكريون لـ«الشرق الأوسط» إن «قبول طلاب ينتمون إلى عائلات لها ميول سياسية سواء كانت إخوانية أو غير ذلك أمر خطير يحدث للمرة الأولى في القوات المسلحة، التي كانت تتحرى عن انتماءات الطلاب وترفض انضمام من لديهم أهواء سياسية إليها».

وحتى ثورة 25 يناير كانت الكليات العسكرية والشرطية في مصر ترفض انضمام أي طالب له أو لذويه نشاط سياسي معارض أو يثبت انتماؤه أو انتماء أحد أقربائه من الدرجة الأولى إلى أحد التيارات الإسلامية.

ومنذ وصول الرئيس مرسي، الذي ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، إلى سدة الحكم في نهاية يونيو (حزيران) الماضي، وإطاحته بالمشير حسين طنطاوي، وزير الدفاع السابق، وهناك حديث عن سعي الرئاسة لـ«أخونة الجيش»، وهو ما نفته القيادات العسكرية مرارا. لكن اللواء أركان حرب عصمت مراد، مدير الكلية الحربية، أقر في مؤتمر صحافي أمس بأن الدفعة الحالية 109 من الكليات العسكرية ضمت أبناء من الإخوان المسلمين، وقال: «من الممكن أن يكون من أبناء قياداتها. لن أرفض الطالب المتقدم لكون أبيه إخوانيا»، موضحا: «ليس كل من خرج من بيت إخواني محكوم عليه بأن يكون إخوانيا، ونفس الأمر بالنسبة للسلفي أو الليبرالي».

وشدد اللواء مراد على أن «كل اهتماماته هي بالطالب نفسه، وأنه يقيم الشخص جملة وتفصيلا كشاب وليس أهله»، وتابع: «مهمتي كمدير الكلية هي إعداد نسيج لشاب محترم، وإذا تخرج واتجه إلى النشاط السياسي يقع تحت طائلة القانون». واعتبر مدير الكلية الحربية أن «هناك فرقا بين الاستعلام عن الطالب جنائيا وما يمس الشرف في الأسرة حتى الدرجة الرابعة وليس التوجه السياسي»، منوها بأنه «إذا استبعد ابن الإخواني أو السلفي أو المسيحي أو الجهادي فلن يقبل أحد من أبناء مصر لأننا كلنا من هذا النسيج».

وقال اللواء مراد: «في فترة من الفترات كان يتم إعدام الإخوان، لكن لا يجب أن نتطرق اليوم إلى تاريخ الصراع بين الجيش والإخوان. نحن نتحدث عن الوضع الراهن في 2013، وسنأخذ وقتا حتى يتغير هذا الموضوع، ونقبل كل التيارات والطوائف وتذوب في نسيج القوات المسلحة التي ولاؤها للوطن فقط».

وكشف اللواء مدير الكلية الحربية عن التحاق ابن شقيق الرئيس مرسي بالكلية الفنية العسكرية، مشيرا إلى أنه حاصل على 94% ونجح في كل الاختبارات». وقال: «لو قام ابن شقيق الرئيس بممارسة العمل السياسي في أي يوم، فسوف يحاسب مثله مثل غيره». وأضاف: «أقسم بالله أن هذا الطالب لن ينال إلا ما هو له الحق فيه. فإما يكرم مثل أبناء الناس فيها إذا تفوق، وإما يعاقب مثله مثل غيره إذا أخطأ».

وعلق اللواء سامح سيف اليزل، الخبير العسكري، قائلا: إن «توقيت حدوث هذا الأمر والإعلان عنه صعب جدا»، وأضاف: «من المعلوم أن الجيش المصري هو جيش وطني، ولا يجب أن يكون لدى أبنائه أي انتماءات سياسية أو حزبية».

ومن جانبه قال اللواء طلعت مسلم، الخبير الاستراتيجي، إن «قبول طلاب ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين في الجيش هو أمر خطير جدا يبعث على القلق»، مشيرا إلى أن هذا يعد سابقة هي الأولى من نوعها في الجيش المصري، حيث كانت الكليات العسكرية ترفض أي طالب ينتمي أو أحد أقاربه إلى هذه التيارات.

وأوضح اللواء مسلم أنه منذ ثورة 25 يناير عام 2011 ووصول الإخوان المسلمين إلى الحكم، هناك اتجاه لتسهيل التحاق طلاب ينتمون إلى عائلات إخوانية بالقوات المسلحة، بالمخالفة للقانون، الذي يحظر وجود جماعات سياسية أو دينية في الجيش المصري.