نواب عرب يناشدون الأمم المتحدة التدخل لحماية عناصر «مجاهدين خلق» بالعراق

مسؤول في «مخيم ليبرتي» لـ«الشرق الأوسط»: نظام طهران يلاحقنا

TT

دعا نواب عرب، أمس، الأمم المتحدة للتدخل لحماية نحو 3 آلاف من عناصر المعارضة الإيرانية (مجاهدين خلق) في «مخيم ليبرتي» بالعراق، وذلك بعد نحو شهر من تعرض المخيم الذي يقيمون به قرب بغداد لهجوم صاروخي أدى إلى مقتل 7 من المقيمين في المخيم وإصابة أكثر من 100 آخرين بجروح. وتتهم المعارضة الإيرانية التي لجأ عناصر منها إلى العراق في عهد الرئيس الراحل صدام حسين، إيران بالوقوف وراء الهجوم الصاروخي على المخيم كعمل متعمد للتضييق على المعارضة ومحاولة إجبار عناصرها على تسليم أنفسهم لإيران أو الخروج من العراق، وهو ما تنفيه طهران وبغداد.

وكانت عناصر «مخيم ليبرتي» تقيم منذ نحو سنة في مخيم بالعراق يعرف باسم «مخيم أشرف» شمال شرقي بغداد قرب الحدود الإيرانية، قبل أن يتم نقلهم بشكل قسري إلى المخيم الجديد، الذي تقول المعارضة إنه يفتقر إلى أبسط الخدمات الإنسانية.

وقال مسؤول عن «مخيم ليبرتي»، في اتصال مع «الشرق الأوسط» عبر الهاتف، أمس، إن «العودة للإقامة في (مخيم أشرف) أكثر أمانا وآدمية»، مشيرا إلى أن الهجوم الذي وقع على المخيم في التاسع من فبراير (شباط) تم بأمر من النظام الإيراني و«بتنسيق وتعاون» مع أطراف مسؤولة في العراق.

وتنفي إيران مسؤوليتها عادة عن أي عمليات ضد المعارضين المنتمين لمنظمة «مجاهدين خلق» في العراق، لكنها تصف عناصرها بأنهم «إرهابيون». وترفض السلطات العراقية أيضا اتهامات المقيمين بـ«ليبرتي» بأنها تتعاون مع إيران للتضييق عليهم. ويقع «مخيم ليبرتي» في قاعدة عسكرية أميركية سابقة قريبة من العاصمة العراقية. ويعتبر المخيم منطقة ترانزيت للمعارضين الإيرانيين قبل رحيلهم من العراق، وذلك بموجب اتفاق وقع في نهاية 2011 بين العراق والأمم المتحدة.

ووقع على بيان مناشدة موجه للأمم المتحدة 40 نائبا وبرلمانيا من عدة بلدان عربية، من بينها مصر والأردن وفلسطين والبحرين، من أجل التدخل لإعادة عناصر المنظمة إلى «مخيم أشرف»، خاصة بعد الهجوم الصاروخي على «مخيم ليبرتي»، وذلك للحيلولة دون وقوع «مذابح قادمة» ضد المعارضة الإيرانية بالعراق.

وقال المسؤول في «ليبرتي»، إن النواب العرب وقعوا على بيان وكذا كتابة رسائل كل على حدة إلى بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، قالوا فيه إنه في حال تعذر الانتقال السريع لعناصر المخيم إلى بلد ثالث، فإن الحل الوحيد لمنع حدوث كارثة إنسانية أخرى هو الإسراع في إعادتهم إلى «مخيم أشرف»، «الذي عاشوا فيه 26 عاما، ومساحته أوسع، وتتوافر فيه بنايات محكمة وملاجئ وأكثر أمنا ضد الهجمات الإرهابية». واطلعت «الشرق الأوسط» على واحدة من رسائل المناشدة الموجهة للأمم المتحدة.

وكانت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة وجهت نداء قبل يومين لتعزيز الأمن في «مخيم ليبرتي» بعد تهديدات جديدة من مجموعة تبنت مسؤولية هجوم يوم التاسع من الشهر الماضي. وقالت المفوضية إن عناصر المخيم يحق لهم «الحصول على حماية دولية».

يشار إلى أن «مجاهدين خلق» تأسست في عام 1965 بهدف الإطاحة بنظام شاه إيران محمد رضا بهلوي ثم محاولتها في مطلع الثمانينات الإطاحة بنظام الخميني قبل أن يتم طرد كوادرها وقياداتها خارج إيران.