العاهل المغربي يدشن برفقة الرئيس السنغالي مشروعين طبيين في داكار

يعكسان التزام الملك محمد السادس بتطوير تعاون جنوب ـ جنوب قوي ومتضامن وفعال

العاهل المغربي والرئيس السنغالي في لقطة تذكارية مع الطاقم الطبي المغربي والسنغالي العامل في «مصحة محمد السادس لطب العيون» التي تم تدشينها في داكار أمس (ماب)
TT

أشرف العاهل المغربي الملك محمد السادس برفقة الرئيس السنغالي ماكي سال، أمس، في كامبيرين إحدى ضواحي داكار، على تدشين مشروعين طبيين يرومان تعزيز الخدمات الصحية وتحسين ظروف ولوج المواطنين السنغاليين للأدوية. ويتعلق الأمر بتدشين «مصحة محمد السادس لطب العيون»، ووحدة «ويست أفريك فارما» لصناعة الأدوية التابعة لمختبرات «سوطيما المغرب» وهما مشروعان يعكسان البعد الأفريقي للمغرب، والالتزام الدائم للملك محمد السادس بتطوير تعاون جنوب - جنوب قوي ومتضامن وفعال.

ويعكس المشروعان أيضا إرادة العاهل المغربي في المساهمة في تقدم وازدهار الشعب السنغالي، وإرساء شراكة استراتيجية متعددة وإرادية بين البلدين وكذا في تعبئة كل الإمكانات لتحقيق مزيد من أهداف التنمية المستدامة ومحاربة الهشاشة والتهميش الاجتماعي.

ومن شأن «مصحة محمد السادس لطب العيون»، التي أنجزتها المؤسسة العلوية للتنمية البشرية المستدامة بتعليمات من العاهل المغربي، أن تعطي دفعة قوية لمحاربة داء العمى في السنغال.

وكان الملك محمد السادس قد أعطى خلال زيارته السابقة للسنغال تعليماته للمؤسسة العلوية للتنمية البشرية والمستدامة من أجل بناء وتجهيز هذه الوحدة على قطعة أرضية مساحتها 1000 متر مربع.

ومن شأن هذه الوحدة ذات البعد الإنساني الإسهام في دعم البنيات الطبية الأساسية بالسنغال وخاصة مكافحة داء العمى القابل للعلاج.

وتتوفر بـ«مصحة محمد السادس لطب العيون» مراكز الفحص لتشخيص مختلف أمراض العيون وهي قادرة على استقبال 50 ألف مريض سنويا، وبإمكانها إنجاز ليس فقط تشخيصات عادية وإنما أيضا فحوصات تكميلية عند الحاجة. كما تتوفر بالمصحة أجنحة مجهزة بالمعدات اللازمة لإجراء عمليات جراحية لداء الساد (الجلالة) ولأمراض أخرى أكثر تعقيدا كمرض المياه الزرقاء وانفصال الشبكة، وهو ما يجعل منها الأولى من نوعها بهذه المنطقة من القارة السمراء.

وبالإضافة إلى العلاجات ذات الطبيعة الإنسانية المقدمة بصفة دائمة، بإمكان «مصحة محمد السادس لطب العيون» احتضان حملات منظمة من طرف أطباء مغاربة لفائدة السكان المحليين المعوزين. وبمجرد بدء اشتغالها سيمكن للمصحة إجراء أزيد من 2500 عملية لعلاج داء الساد سنويا.

من جهة أخرى، ستشكل المصحة مركزا لتكوين أطباء من بلدان غرب أفريقيا بما يعطيها بعدا إقليميا. وسيتم في نفس الإطار تخصيص قاعة للمحاضرات لاحتضان أيام تكوينية جامعية وندوات موضوعاتية حول طب العيون.

وتشتمل المصحة المزودة بأحدث التجهيزات على ثلاث قاعات للفحص والتشخيص وثلاثة أجنحة للعمليات الجراحية وقطب للتعقيم ومصالح للخدمات الاستشفائية.

ويعكس تشييد «مصحة محمد السادس لطب العيون» عمق ومتانة علاقات الصداقة والأخوة التي تجمع المملكة المغربية وجمهورية السنغال.

أما المشروع الثاني فيتعلق بوحدة «ويست أفريك فارما» التي أنجزت بمبلغ 8 ملايين يورو وستمكن من توفير أدوية ذات جودة عالية ليس فقط للسنغال ولكن أيضا لبلدان الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب أفريقيا وكذا المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا.

وستساهم هذه الوحدة التي أنجزت على مساحة هكتارين في تطوير النسيج الصناعي لقطاع الأدوية بالسنغال من خلال نقل تكنولوجية وخبرة مختبرات «سوطيما المغرب».

وتشتمل الوحدة على جناح إداري ومستودع لتخزين المواد الأولية ومواد التعبئة والتغليف والمنتجات المصنعة، وعلى مختبر لمراقبة الجودة ووحدة لتصنيع الأدوية الصلبة فضلا عن منطقة مخصصة لصناعة الأدوية السائلة.