هجوم بسيارة مفخخة في مقديشو.. وإصابة رئيس فرع المخابرات

«الداخلية» الصومالية: متمردو الشباب لجأوا للعمليات الانتحارية بعد هزيمتهم على الأرض

TT

لقي 10 أشخاص على الأقل وأصيب عشرات آخرون نتيجة هجوم انتحاري بواسطة سيارة مفخخة في قلب العاصمة الصومالية. وقد قاد الانتحاري السيارة المفخخة مستهدفا سيارة كان يستقلها أحد قادة جهاز الاستخبارات في مقديشو. وقد أصيب العقيد خليف أحمد أريج رئيس فرع العاصمة في جهاز المخابرات الصومالية بجروح، فيما سقط عدد من أفراد حراسه بين قتيل وجريح. وقد اصطدم الانتحاري بحافلة للركاب الأمر الذي أدى إلى تدميرها بالكامل بمن فيها من الركاب. وتبنت حركة الشباب المجاهدين الموالية لتنظيم القاعدة المسؤولية عن هذا الهجوم، وقال متحدث باسم الحركة إن الهجوم كان يستهدف رئيس فرع المخابرات في العاصمة الصومالية العقيد خليف أحمد أريج، الذي أصيب في الهجوم. ونقل أريج إلى مستشفى عسكري في قاعدة عسكرية لقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي. وقالت حركة الشباب إنها نفذت الهجوم في طريق مكة المكرمة الذي يربط بين القصر والمسرح الوطني وهو طريق تحفه من الجانبين المقاهي التي اشتعلت فيها النار بعد الانفجار.

وذكرت الشرطة والمتمردون أن النار اشتعلت في حافلة صغيرة كانت تسير في الطريق عندما فجر الانتحاري سيارته الملغومة في محاولة لاغتيال خليف أحمد ارج قائد الأمن في مقديشو. ودوت أبواق سيارات الإسعاف في شوارع المدينة المزدحمة ورأى شهود في الموقع بركا من الدماء على الأرض. وشارك السكان في عمليات الإنقاذ وانتشال الضحايا من المقاهي والحافلة. وقالت الشرطة إن سبعة مدنيين وثلاثة من أفراد الأمن ومنفذ الهجوم قتلوا في الانفجار الذي أصاب جزءا من المدينة بالشلل. وأصيب ما لا يقل عن سبعة أشخاص آخرين بجروح في الانفجار.

وقال ضابط الشرطة الكبير عبد القادر محمد «كان الانتحاري يستهدف ضابطا كبيرا في الأمن الوطني أثناء مرور سيارته قرب المسرح»، مضيفا أن الضابط أصيب بجروح. وأضاف «غالبية المتوفين كانوا في الحافلة الصغيرة وهم مدنيون. دخلت الحافلة العامة بالصدفة بين السيارة الحكومية والسيارة الملغومة حين فجرها الانتحاري». وأمكن سماع دوي الانفجار على مسافة عدة كيلومترات في الحي التجاري بوسط مقديشو.

وقال وزير الداخلية الصومالي عبد الكريم حسين جوليد في تصريح صحافي عقب الحادث «إن حركة الشباب لجأت إلى مثل هذه العمليات الإرهابية بعد أن انهزمت في حربها ضد الحكومة الصومالية في مناطق مختلفة من أنحاء البلاد». وأضاف «هذه الأعمال الإجرامية لن تثني الحكومة الصومالية في سعيها في تحقيق السلام ومطاردة عناصر حركة الشباب». ويأتي هذا الهجوم بعد أيام من العثور على جثث عدد من عناصر حركة الشباب الذين يعتقد أن عملاء الاستخبارات الصومالية أعدمتهم دون محاكمتهم بعد أن اعتقلوا على يد القوات الحكومية. وقد عبر رئيس الوزراء الصومالي عبد فارح شردون عن أسفه لحوادث إعدام المعتقلين من عناصر حركة الشباب، وأعلن عن تشكيل لجنة وزارية للتحقيق في الأمر.

وأثارت حادثة إعدام عناصر حركة الشباب المعتقلين غضب أهاليهم الذين كانوا ينتظرون إجراء محاكمة علنية لهم، لكنهم فوجئوا بالعثور على جثثهم في أحياء متفرقة من العاصمة. وتحسنت الأوضاع الأمنية في العاصمة الصومالية كثيرا منذ حملة عسكرية طردت متمردي حركة الشباب في أغسطس (آب) 2011. لكن لا تزال تحدث تفجيرات واغتيالات في مقديشو تلقى مسؤوليتها عليهم.